بريطانيا: اليمين المتطرف ينظم احتجاجات عنيفة مناهضة للهجرة
اندلعت احتجاجات عنيفة في شوارع بريطانيا قادها اليمين المتطرف المناهض للهجرة والمسلمين، السبت، بعد 4 أيام من مقتل ثلاث فتيات صغيرات في شمال غرب إنجلترا الأسبوع الماضي.
وأُطلقت أكثر من 30 دعوة في كل أنحاء بريطانيا للاحتجاج معظمها تحت الشعار المناهض للهجرة “إينف إز إينف” “Enough is enough” (كفى)، والذي انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي على نطاق واسع، وفقًا للجمعية المناهضة العنصرية “هوب نات هيت” (الأمل وليس الكراهية).
وتعتبر هذه الاحتجاجات الأوسع نطاقاً في البلاد منذ 13 عاماً.
وبدأت شرارة الاحتجاجات التي شارك فيها مئات المحتجين المناهضين للهجرة في عدة بلدات ومدن خلال الأيام القليلة الماضية بعد انتشار سريع لمعلومات زائفة عبر الإنترنت عن أن مهاجراً من المسلمين يُشتبه في أنه نفذ هجوما بسكين يوم الاثنين على أطفال خلال حفل راقص في مدينة ساوثبورت.
وتقول الشرطة إن المشتبه به أكسل روداكوبانا يبلغ من العمر 17 عاماً ومن مواليد كارديف في ويلز.
لكن الاحتجاجات المناهضة للهجرة وللمسلمين استمرت وتحولت إلى أعمال عنف وشغب، وكانت مدينة سندرلاند في شمال شرق إنجلترا مسرحاً لأحدث احتجاج مساء الجمعة.
وقالت الشرطة في ليفربول، السبت، إن عدداً من أفرادها أصيبوا أثناء محاولتهم السيطرة على “اضطراب خطير” في وسط المدينة.
كما اندلعت احتجاجات عنيفة أيضاً في بريستول وهال وبلفاست التي تقع في أنحاء مختلفة في بريطانيا، إذ نشبت اشتباكات وتبادل محتجون مناهضون للهجرة وآخرون مناهضون للعنصرية الرشق بالطوب والزجاجات.
وأصيب الكثير من أفراد الأمن أثناء محاولتهم منع اشتباكات بين مئات المحتجين من الطرفين.
وذكرت الشرطة أن متجرين على الأقل في ليفربول تعرضا للتخريب والسلب.
وقالت السلطات في مدينة هال بشرق إنجلترا إنها ألقت القبض على أربعة محتجين، وإن ثلاثة من أفرادها أصيبوا في أثناء التعامل مع الاحتجاجات.
تعزيز الإجراءات الأمنية في المساجد
واتهم رئيس الوزراء كير ستارمر “أقصى اليمين” بالتسبب في أعمال العنف، وأعلن مساندته للشرطة في اتخاذ إجراءات صارمة.
وقال مكتب ستارمر إن رئيس الوزراء ناقش موضوع الاضطرابات مع عدد من كبار المسؤولين يوم السبت.
وكانت آخر مرة شهدت فيها بريطانيا أعمال عنف كبيرة واسعة النطاق في 2011 حينما نزل الآلاف إلى الشوارع لخمس ليال بعد مقتل رجل من أصحاب البشرة السوداء برصاص الشرطة في لندن.
وقال شهود من وكالة “رويترز” في ليفربول وليدز ومانشستر وبلفاست إن الأجواء كانت متوترة بعد ظهر يوم السبت مع محاولة قوات الشرطة الفصل بين بضع مئات من المحتجين المتنافسين الذين كانوا يرددون شعارات.
واندلعت مشاجرات وأعمال عنف في بعض المدن، ومنها ليفربول حيث ألقي البيض وعلب الجعة وقنابل الدخان. وقالت بعض الشركات في بلفاست إن أضراراً لحقت بممتلكاتها.
30 مظاهرة في أنحاء بريطانيا
وألقت الشرطة القبض على عدد من المحتجين في لندن، أدى أحدهم التحية النازية على محتج من المعسكر الآخر.
وتجمع مئات من المحتجين المناهضين للهجرة مساء الجمعة في سندرلاند، ورشقوا قوات مكافحة الشغب بالحجارة قرب مسجد في المدينة قبل أن يقدموا على قلب مركبات وإضرام النار في سيارة وإشعال حريق آخر بجوار مكتب للشرطة.
وقال مارك هال، كبير مفتشي الشرطة في منطقة سندرلاند، للصحافيين، السبت، إن أربعة شرطيين نُقلوا إلى المستشفى، وأعلن القبض على 12 شخصاً.
وزعم هال “لم يكن هذا احتجاجاً. كان هذا عنفاً وفوضى لا يمكن التسامح إزاءهما”.
وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” أن من المقرر تنظيم ما لا يقل عن 30 مظاهرة في أنحاء بريطانيا مطلع هذا الأسبوع، فضلاً عن عدد من الاحتجاجات المضادة من جماعات مناهضة للعنصرية.