“بريكس” تدعو لنظام دولي ديمقراطي متعدد الأطراف وخاضع للمساءلة
وتوسع عضويتها لتشمل السعودية ومصر والإمارات والأرجنتين وإيران وإثيوبيا
في بيانهم الختامي الذي صدر، اليوم الخميس، أعرب زعماء مجموعة “بريكس” عن قلقهم بشأن استخدام التدابير الأحادية الجانب التي تؤثر سلبًا على الدول النامية، فيما أعلن رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا، الخميس، أن مجموعة بريكس قررت توسيع عضويتها بدعوة كل من السعودية ومصر والإمارات والأرجنتين وإيران وإثيوبيا.
وأيد قادة مجموعة “بريكس” إجراء إصلاحات في الأمم المتحدة بما في ذلك مجلس الأمن، من أجل إضفاء المزيد من الديمقراطية والفعالية على المنظمة.
وجاء في نص البيان الختامي عقب القمة المنعقدة حاليًا في مدينة جوهانسبورغ في جنوب أفريقيا: “إننا نعرب عن قلقنا إزاء استخدام التدابير القسرية الانفرادية التي لا تتفق مع مبادئ ميثاق الأمم المتحدة وتؤدي إلى عواقب سلبية خاصة في البلدان النامية”.
وأضاف: “نؤكد من جديد التزامنا بتعزيز وتحسين الحوكمة العالمية من خلال تشجيع نظام أكثر مرونة وفعالية وكفاءة … نظام دولي متعدد الأطراف ديمقراطي وخاضع للمساءلة”.
وبحسب الإعلان: “ندعو إلى زيادة مشاركة الأسواق الناشئة والدول النامية في المنظمات الدولية ومنتديات متعددة الأطراف”.
التعاون بين دول “بريكس”
ووفقا للإعلان تؤيد دول بريكس مواصلة التعاون داخل الرابطة لتعزيز الترابط بين سلاسل التوريد وأنظمة الدفع.
وتابع البيان: “نؤكد من جديد أن الانفتاح والكفاءة والاستقرار والموثوقية ضرورية لمعالجة الانتعاش الاقتصادي وتحفيز التجارة والاستثمار الدوليين. وندعو إلى مزيد من التعاون بين دول “بريكس” لتعزيز الترابط بين سلاسل التوريد وأنظمة الدفع من أجل تحفيز تدفقات التجارة والاستثمار”.
وجاء في البيان: “قادة مجموعة بريكس يؤكدون دعمهم لإرساء نظام للتجارة الدولية مفتوح ونزيه وقائم على قواعد منظمة التجارة العالمية”.
وقال البيان: “ندعو وكالات الفضاء في دول “بريكس” إلى مواصلة زيادة مستوى التعاون في مجال تبادل البيانات عبر الأقمار الصناعية وتطبيقاتها من أجل توفير الدعم المعلوماتي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية لدول “بريكس”.
وأضاف البيان: “نذكر بمواقفنا الوطنية بشأن الصراع في أوكرانيا وما حولها، والتي تم التعبير عنها في المحافل ذات الصلة، بما في ذلك مجلس الأمن الدولي، والجمعية العامة للأمم المتحدة. ونلاحظ مع التقدير عروض الوساطة والمساعي الحميدة الخاصة في هذه المسألة الرامية إلى حل النزاع بالوسائل السلمية من خلال الحوار والدبلوماسية، بما في ذلك بعثة السلام، التي قام بها الزعماء الأفارقة، والطريق المقترح نحو السلام”.
توسيع عضوية بريكس
أعلن رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا، الخميس، أن مجموعة بريكس قررت توسيع عضويتها بدعوة كل من السعودية ومصر والإمارات والأرجنتين وإيران وإثيوبيا للانضمام إلى المجموعة في استجابة لدعوات تسريع إجراءات توسيع المجموعة وتعزيز دورها في العالم.
وقال رئيس جنوب إفريقيا إن الدول الخمسة الأعضاء اتفقت على معاير ومسار توسيع التكتل، قائلاً إنه تم التوافق بالإجماع بشأن المرحلة الأولى من التوسع، فيما سيتم الاتفاق على باقي المراحل في ما بعد.
وأضاف: “اتفقنا على دعوة الأرجنتين، مصر، إثيوبيا، إيران، المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات، لكي تصبح دولاً كاملة العضوية في بريكس”، موضحاً أن العضوية ستدخل حيز التنفيذ بدءاً من أول يناير 2024.
وأشار سيريل رامافوزا إلى أن بريكس تقدر اهتمام الدول الأخرى بإقامة شراكات معها، مشيراً إلى تكليف وزراء الخارجية بالتكتل لتطوير نموذج الشراكات مع الدول وتحضير قائمة بشأن الدول التي يمكن الدخول في شراكات معها، على أن يتم تقديم القائمة خلال القمة المقبلة للتكتل.
وقال إن بريكس بدأت فصلاً جديداً خلال قمتها بجنوب إفريقيا، ضمن جهودها لبناء عالم عادل وشامل ومزدهر.
وعلق الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد على قرار بريكس قائلاً على تويتر: “نقدر موافقة قادة مجموعة بريكس على ضم دولة الإمارات العربية المتحدة إلى هذه المجموعة المهمة. ونتطلع إلى العمل معاً من أجل رخاء ومنفعة جميع دول وشعوب العالم”.
46% من مجموع سكان العالم
من جانبه، قال الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا إن أهمية بريكس في العالم يعكسها عدد الدول الراغبة في الانضمام إلى المجموعة.
وأضاف أن البرازيل ترحب بانضمام الأعضاء الجدد، قائلاً إن ذلك سيرفع من الناتج المحلي الإجمالي لبريكس إلى 37% من الناتج الإجمالي العالمي، كما سيجعل التكتل يمثل 46% من مجموع سكان العالم.
وأكد على أن بريكس سيبقى منفتحاً على ضم أعضاء جدد، لافتاً إلى الاتفاق على إجراءات بهذا الصدد.
كما أشار إلى اتفاق قادة المجموعة على تشكيل مجموعة عمل تتولى مهمة دراسة اعتماد عملة موحدة لبريكس، ما يوفر خيارات جديدة في دفع الأموال ويقلل قابلية التأثر بمتغيرات النظام المالي العالمي.
وأعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في كلمة ألقاها عبر تقنية الفيديو، عن ترحيب بلاده بالأعضاء الجدد في التكتل، قائلاً إن العمل سيتواصل لتعزيز دور بريكس العالمي.
وأشاد بوتين برئيس جنوب إفريقيا وقال إنه “أظهر مهارة دبلوماسية خلال مناقشة مسألة توسع بريكس”.
وأكد الرئيس الروسي أن مسألة إصدار عملة موحدة لمجموعة “بريكس” تعتبر مهمة “صعبة للغاية لكننا سنتحرك في هذا الاتجاه”.
فتح أسواق جديدة
وقال الزعيم الصيني شي جين بينج، إن الصين ترحب بالأعضاء الجدد بالمجموعة، معتبراً أن توسع بريكس “خطوة تاريخية” ستعطي “دفعة قوية” لنوعية التعاون من أجل العمل المشترك والتنمية وإحلال السلام.
وقال إن دول بريكس ستعمل بشكل وثيق بعد استكمال إجراءات انضمام الأعضاء الجدد على فتح فصل جديد للمجموعة بفتح أسواق جديدة.
وأكد على أن دول بريكس لها نفوذ كبير وتقع على عاتقها مسؤولية إحلال السلام واستقرار الوضع في العالم.
كما اعتبر رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي قرار بريكس التوسع بدعوة الانضمام لدول جديدة “قرار تاريخي”، مؤكداً أن الهند “تدعم توسيع المجموعة إذ تؤمن بأن انضمام أعضاء جدد سيعزز فعالية بريكس وسيعطي ديناميكية جديدة لجهودنا المشتركة بما يعزز ثقة باقي الدول في عالم متعدد الأقطاب”.
وأشار إلى أن توسيع بريكس رسالة يجب على كل المؤسسات الدولية سماعها، مشدداً على الحاجة لإصلاحها لكي تصبح أكثر تمثيلاً.
وكانت تقارير في الفترة التي سبقت القمة، تحدثت عن خلاف بين الهند والصين بشأن التوسع، ونقلت عن أشخاص مطلعين على تفاصيل المواقف قولهم إن التوترات تتصاعد بشأن ما إذا كان ينبغي أن تكون دول “بريكس” بمثابة “نادي عدم الانحياز للمصالح الاقتصادية للدول النامية” أو “قوة سياسية تتحدى الغرب علانية”.
وأشار مسؤولون من جنوب إفريقيا إلى أن 23 دولة أعربت عن اهتمامها بالانضمام إلى المجموعة.