بسبب فضيحة البرلمان مع قطر… الشارع الأوروبي تحت وقع الصدمة المدوية
البرلمان الأوروبي يراجع ملف إعفاء مواطني قطر والكويت من تأشيرات شنغن
يعيش الشارع الأوروبي تحت وقع الصدمة المدوية بسبب فضيحة الفساد المرتبطة بدولة قطر وطالت نائبة رئيسة البرلمان الأوروبي اليونانية إيفا كايلي وعدد من السياسيين الأوروبيين، وتهدد بتشويه صورة المؤسسة الأوروبية، فيما يعكف البرلمان بمراجعة الموقف من ملف إعفاء مواطني قطر والكويت من تأشيرات شنغن لاحقاً.
وفُتح التحقيق منذ “أكثر من أربعة أشهر”. ويشتبه بأن كايلي التي تتولى أحد مناصب نواب رئيسة البرلمان الـ14، تلقت مبالغ من الدوحة للدفاع عن مصالح الإمارة التي تستضيف حاليا مباريات كأس العالم لكرة القدم.
ونفّذت الشرطة البلجيكية غداة سجن كايلي، عملية تفتيش في مكاتب البرلمان الأوروبي في بروكسل.
والمبالغ التي تم ضبطها خلال المداهمات العشرين التي جرت إلى اليوم كبيرة، إذ عدّدت النيابة العامة الفدرالية البلجيكية “600 ألف يورو في منزل أحد المشتبه بهم، ومئات آلاف اليورو في حقيبة مصادرة من غرفة أحد فنادق بروكسل، وحوالي 150 ألف يورو في شقة يملكها عضو في البرلمان الأوروبي”.
وسخر رئيس الوزراء المجري فكتور أوربان الإثنين، من هذه الفضيحة فكتب على تويتر “صباح الخير للبرلمان الأوروبي!”، في وقت تندد هذه الهيئة بالفساد في بلاده.
Good morning to the European Parliament! @Europarl_EN pic.twitter.com/VYXGeSOwul
— Orbán Viktor (@PM_ViktorOrban) December 12, 2022
وعلق النائب البرلماني الفرنسي جيلبير كولار وهو الرئيس الفخري لحزب “الاسترداد” الذي أسسه السياسي اليميني المتطرف إيريك زمور، في تغريدة نشرها عبر تويتر، قائلا ” قبل شهر.. أوضحت الاشتراكية إيفا كايلي، نائبة رئيس البرلمان الأوروبي، أن “قطر رائدة في مجال قانون العمل”، وتنام منذ ذلك الحين في السجن.. جيد من التالي، أورسولا نريد الرسائل القصيرة”.
Il y a un mois, la socialiste Eva Kaïlí, vice-présidente du Parlement européen, expliquait que « le Qatar est un leader en matière de droit du travail », elle dort depuis en prison : bon au suivant, Ursula, on veut les SMS ! pic.twitter.com/asBXho0GZp
— Gilbert Collard (@GilbertCollard) December 12, 2022
الدفاع عن سجل قطر في مجال حقوق الإنسان
بدوره، علق باري أندروز، العضو في الاتحاد الأوروبي، قائلاً : “أتذكر دهشتي من الخطاب الذي ألقته إيفا كايلي في البرلمان الأوروبي، الشهر الماضي، للدفاع عن سجل قطر في مجال حقوق الإنسان. تم اعتقالها يوم أمس وسط تحقيق في فساد قطري. يجب عليها التنحي من منصبها كنائب رئيس البرلمان الأوروبي”.
I recall being astonished at the speech Eva Kaili gave last month in the European Parliament defending Qatar’s human rights record.
She was arrested yesterday amid a probe into Qatari corruption.
She should step down from her role as VP of European Parliament. pic.twitter.com/NJ1dSpNmua
— Barry Andrews MEP (@BarryAndrewsMEP) December 10, 2022
ونقل الصحفي جاك باروك في تغريدة نشرها عبر تويتر تحت عنوان “سكوب”، خبرا جاء فيه “أخبرتني مصادر أن قطر تحقق مع سفيرها لدى الاتحاد الأوروبي، عبد العزيز بن أحمد المالكي، ووزير العمل القطري علي بن صميخ المرّي، فيما يتعلق بقضية الفساد في البرلمان الأوروبي ونائبة رئيس البرلمان إيفا كايلي”.
SCOOP: Sources have told me #Qatar is investigating Qatari Ambassador to the EU, Abdulaziz bin Ahmed Al Malki and Minister of Labor, Ali bin Samikh Al Marri, in relation to the corruption case into the European Parliament and its Vice-President Eva Kaili.
— Jack Parrock (@jackeparrock) December 10, 2022
وعلق الصحفي السعودي حسين الغاوي على خبر توقيف كايلي قائلا: “اعتقال نائبة رئيس البرلمان الأوروبي إيفا كايلي و 4 سياسيين في الاتحاد الأوروبي بتهم غسل الأموال والحصول على رشاوى مالية بلغت 600 ألف يورو .إيفا معروفة بهجومها الشرس على السعودية طيلة السنوات الماضية”.
اعتقال نائبة رئيس البرلمان الأوروبي إيفا كايلي و 4 سياسيين في الاتحاد الأوروبي بتهم غسل الأموال والحصول على رشاوى مالية بلغت 600 ألف يورو .
—
ايفا معروفة بهجومها الشرس على السعودية طيلة السنوات الماضية . pic.twitter.com/HGsTfDLAIq— حسين الغاوي (@halgawi) December 10, 2022
مونديال قطر 2022
في سياق متصل، قال الكاتب علي البخيتي عبر تويتر : “فساد قطر المالي يخترق البرلمان الأوربي، ألقي القبض على إيفا كايلي، نائبة رئيسة البرلمان، وذلك للتحقيق معها في اتهامات بتلقّي رشاوى من نظام الدوحة. واعتقل معها أربعة آخرون، وتم مصادرة أموال بمئات الآلاف من اليوروهات. فضيحة كبرى تؤكد طريقة الحصول على حق تنظيم مونديال قطر 2022”.
فساد #قطر المالي يخترق البرلمان الأوربي، ألقي القبض على إيفا كايلي، نائبة رئيسة البرلمان، وذلك للتحقيق معها في اتهامات بتلقّي رشاوى من نظام #الدوحة. واعتقل معها أربعة آخرون، وتم مصادرة أموال بمئات الآلاف من اليوروهات. فضيحة كبرى تؤكد طريقة الحصول على حق تنظيم #مونديال_قطر_2022
— علي البخيتي (@Ali_Albukhaiti) December 11, 2022
من جهتها، نفت قطر أي ضلوع في القضية وقال مسؤول حكومي قطري لوكالة فرانس برس السبت أن “اي ادعاء بسوء سلوك من دولة قطر يمثل مغالطة خطيرة”.
أعلنت رئيسة البرلمان الأوروبي أنه ستتم مراجعة موقف البرلمان من ملف إعفاء مواطني قطر والكويت من تأشيرات شنغن لاحقا، وسط تحقيقات فساد هزت البرلمان ومزاعم تورط دولة خليجية فيها.
وقالت رئيسة البرلمان الأوروبي، روبرتا ميتسولا، في بداية الجلسة الكاملة للبرلمان الأوروبي في ستراسبورغ (فرنسا): “كان من المقرر أن أعلن اليوم عن فتح باب التفاوض، حول تقرير الإعفاء من تأشيرة الشنغن مع قطر والكويت، ولكن في ضوء التحقيقات، يجب إعادة هذا التقرير إلى اللجنة المختصة”.
وأضافت ميتسولا إن هذا الإجراء تم الاتفاق عليه مع جميع المجموعات السياسية وتم طرحه للتصويت في الجلسة العامة، التي أيدت قرار إعادة التقرير إلى لجنة الحريات المدنية والعدل والشؤون الداخلية (LIBE) لدراسته.
وبحسب وكالة “كونا” الكويتية، رجحت مصادر مطلعة، أن تناقش لجنة الحريات المدنية والعدل والشؤون الداخلية بالبرلمان الأوروبي (LIBE) مشروع قانون إعفاء تأشيرة شنغن لمواطني الكويت وقطر في يناير القادم: “قد تناقش LIBE ذلك في اجتماعها في يناير، لكن العملية برمتها ستستغرق بعض الوقت”.
“الخبيثون المرتبطون ببلدان ثالثة استبدادية”
واعتبرت ميتسولا، أن الديمقراطية الأوروبية تتعرض للهجوم: “لا نخطئ ، فالبرلمان الأوروبي يتعرض للهجوم. الديمقراطية الأوروبية تتعرض للهجوم”.
وتابعت قائلة: “هؤلاء الفاعلون الخبيثون المرتبطون ببلدان ثالثة استبدادية قاموا بتمويل المنظمات غير الحكومية والنقابات والأفراد والمساعدين وأعضاء في البرلمان الأوروبي، في محاولة لإخضاع عملياتنا. وقد فشلت خططهم الخبيثة”.
وأضافت: “أعلم أيضا أننا لسنا في نهاية الطريق وسنواصل المساعدة في التحقيقات، جنبا إلى جنب مع مؤسسات الاتحاد الأوروبي الأخرى، طالما أن الأمر يتطلب”.
وحذرت ميتسولا من أنه لن يكون هناك “إفلات من العقاب لمن تثبت إدانتهم بالفساد”، أثناء تناولها لما قد يكون أخطر فضيحة فساد هزت البرلمان.
وأضافت أنه “من المهم أن يفهم هؤلاء الناس أنه سيقبض عليهم، وأن أجهزتنا تعمل، وإنهم سيواجهون تطبيق القانون بشكل كامل”.
بالمقابل أعلنت ميتسولا عن إصلاحات لقواعد الشفافية، بالإضافة إلى “فتح تحقيق داخلي للنظر في جميع الحقائق المتعلقة بالبرلمان والنظر في كيف يمكن أن تصبح أنظمتنا أكثر إحكاما”.
حبس و تجميد أصول وممتلكات كايلي
وأوقفت الشرطة البلجيكية نائبة رئيسة البرلمان الأوروبي، اليونانية إيفا كايلي، مساء الجمعة الماضي في بروكسل، في إطار تحقيق بشبهات فساد تتعلق بقطر.
كما صادرت السلطات اليونانية ممتلكات نائبة رئيس البرلمان الأوروبي، إيفا كايلي، للاشتباه بضلوعها في قضايا فساد تتعلق بقطر، ويجري التحقيق في حيثياتها في بلجيكا.
وكانت إيفا كايلي، مقدّمة البرامج التلفزيونيّة السابقة والتي انتُخبت في كانون الثاني/يناير 2022 نائبةً لرئيسة البرلمان الأوروبي، زارت مطلع تشرين الثاني/نوفمبر قطر حيث أشادت في حضور وزير العمل القطري بالإصلاحات التي نفّذتها البلاد في مجال ظروف العمل.
وقالت في 22 تشرين الثاني/نوفمبر من منبر البرلمان الأوروبي، إن “تنظيم قطر للمونديال يُثبت التحوّل التاريخي لبلد ألهمت إصلاحاته العالم العربي”.
ووفقا لشبكة Skai TV، نقلا عن هيئة مكافحة الفساد الأوروبية، تم تجميد أصول وممتلكات كايلي وأفراد أسرتها، إثر ورود اسمها خلال التحقيقات التي تجريها الهيئة في بلجيكا مع عدد من المسؤولين الأوروبيين المشتبه بضلوعهم في عمليات فساد وغسيل أموال، وتلقي رشاوي من مسؤولين قطريين، للتأثير على قرارات الاتحاد الأوروبي، عشية الاستعدادات لمونديال 2022.