بعد اغتيال العاروري: المقاومة تبلغ القاهرة بـ”توقف” المفاوضات مع إسرائيل
إسرائيل في "حالة تأهب عالية" تحسباً لأي سيناريو
تواصلت تداعيات عملية اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري في بيروت مساء الثلاء، واعتبر رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية الثلاثاء، إن قيام إسرائيل باغتيال 6 من قادة وكوادر الحركة في الضربة التي أودت بحياة القيادي صالح العاروري في بيروت، بمثابة “عمل إرهابي مكتمل الأركان، وانتهاك لسيادة لبنان، وتوسيع لدائرة العدوان على الشعب الفلسطيني، محملاً الاحتلال مسؤولية تداعياته”.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه في “حالة تأهب عالية” تحسباً لأي سيناريو، دون التطرق صراحة إلى اغتيال العاروري.
وفي القاهرة، أفاد مصدر مصري، الثلاثاء، بأن حركتي “حماس و”الجهاد” أبلغتا القاهرة بـ”توقف” المفاوضات مع إسرائيل.
وأضاف المصدر أن “حماس” أبلغت القاهرة بأن اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي للحركة صالح العاروري “نسف كل جهود الوسطاء”.
وقال إسماعيل هنية، في كلمة نعى فيها العاروري، وهو نائب رئيس المكتب السياسي، واغتالته إسرائيل مساء الثلاثاء، في ضربة بمسيرة على مكتب لحركة حماس بالضاحية الجنوبية لبيروت، “ننعى إلى شعبنا الفلسطيني القامة الوطنية الكبيرة الشهيد الشيخ صالح العاروري أبو محمد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، وقائد الحركة في الضفة سمير فندي أبو عامر، والقائد عزام الأقرع أبو عمار، ومحمود زكي شاهين، ومحمد بشاشة، ومحمد الريس، وأحمد حمود”.
وفي تل أبيب، تجنب المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي دانيال هاجاري، ذكر اسم العاروري صراحة، أو التعليق على عملية الاغتيال.
وقال في مؤتمر صحافي إن جيش الاحتلال الإسرائيلي في حالة تأهب عالية للغاية. وأضاف: “الجيش في حالة استعداد عالية للغاية في كل المجالات، في الدفاع والهجوم. نحن في حالة استعداد عالية لأي سيناريو”.
وفيما لم يذكر هاجاري اغتيال العاروري صراحة، إلا أنه قال إن “الشيء المهم قوله الليلة، هو أن تركيزنا كان ولا يزال منصباً على قتال حماس”.
لبنان ينوي التقدم بشكوى
وأعلنت حكومة تصريف الأعمال اللبنانية برئاسة نجيب ميقاتي أنها ستتقدم بشكوى عاجلة لمجلس الأمن الدولي بعد اغتيال القيادي في حركة حماس صالح العاروري في ضربة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت. وجاء في بيان لرئاسة الحكومة اللبنانية أن ميقاتي “أجرى اتصالا بوزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب طالبا تقديم شكوى عاجلة إلى مجلس الامن الدولي على خلفية الاستهداف الفاضح للسيادة اللبنانية بالتفجير الذي وقع في الضاحية الجنوبية لبيروت مساء اليوم وكل الخروقات الاسرائيلية المستجدة للسيادة اللبنانية.”
حزب الله: لن تمرّ أبداً من دون رد وعقاب
بدورها، اعتبرت جماعة حزب الله اللبنانية في بيان، اغتيال صالح العاروري ومرافقيه في قلب الضاحية الجنوبية لبيروت “اعتداءً خطيراً على لبنان وشعبه وأمنه وسيادته ومقاومته وما فيه من رسائل سياسية وأمنية بالغة الرمزية والدلالات وتطوراً خطيراً في مسار الحرب بين العدو ومحور المقاومة”.
وأكد حزب الله أن “هذه الجريمة لن تمرّ أبداً من دون رد وعقاب”، مضيفاً أن يد المقاومة “على الزناد”.
اشتيه: جريمة تحمل هوية مرتكبيها
وأعرب رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية عن إدانته اغتيال العاروري، مؤكدا أن “هذه الجريمة تحمل هوية مرتكبيها.
وحذر اشتية من المخاطر والتداعيات التي قد تترتب عن هذه الجريمة.
ونعى الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة، العاروري، قائلا “لقد فقدناه ونحن بأمس الحاجة لحضوره لقد كان قائدا يشيع الثقة و الإطمئنان بمن حوله وبمن يتعامل معهم “.
وأكد أن العاروري كان “أحد قادة الشعب الفلسطيني المميزين والمخلصين”.
الحوثيون: عدوانا غادرا على لبنان
ودان المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد اسلام في تغريدة نشرها عبر منصة “إكس” اغتيال العاروري في لبنان، وكتب : “نعزي حركة المقاومة الإسلامية حماس باستشهاد نائب رئيس المكتب السياسي للحركة الشيخ المجاهد صالح العاروري إثر جريمة اغتيال إسرائيلية جبانة استهدفته في الضاحية الجنوبية لبيروت.. ندين بشدة جريمة الاغتيال التي تشكل عدوانا غادرا على لبنان، ونؤكد وقوفنا إلى جانب حركات المقاومة في فلسطين ولبنان.”
ماكرون يدعو إلى تجنّب أي سلوك تصعيدي
دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء الثلاثاء إسرائيل إلى “تجنّب أي سلوك تصعيدي وبخاصة في لبنان”، وذلك إثر اغتيال صالح العاروري، القيادي في حماس، بضربة صاروخية استهدفت مكتبا للحركة الفلسطينية في الضاحية الجنوبية لبيروت ونسبتها مصادر لبنانية وفلسطينية إلى الدولة العبرية.
وقال قصر الإليزيه إثر مكالمة هاتفية أجراها ماكرون بالوزير الإسرائيلي بيني غانتس، عضو مجلس الحرب الوزاري، إن الرئيس الفرنسي شدّد على أنه “ينبغي تجنّب أي سلوك تصعيدي، بخاصة في لبنان، وأن فرنسا ستستمر في إيصال هذه الرسائل إلى كل الجهات الفاعلة المعنية بشكل مباشر أو غير مباشر في المنطقة”.
وفي بيانها قالت الرئاسة الفرنسية إن ماكرون كرّر على مسامع الوزير الإسرائيلي الدعوة إلى “العمل من أجل التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار” بين إسرائيل وحماس “بمساعدة من جميع الشركاء الإقليميين والدوليين”.
كما أعرب ماكرون مجددا عن “قلقه العميق للغاية إزاء العدد الكبير جدا من القتلى المدنيين والحالة الإنسانية الملحّة للغاية في غزة”.
وفي الوقت نفسه أكد الرئيس الفرنسي، وفقا لبيان الإليزيه، على “تمسّك فرنسا بأمن إسرائيل”.