بعد خسائر تركيا في إدلب… الضربة العسكرية السورية تطال الليرة التركية
الليرة تنخفض لأدنى مستوياتها منذ 17 شهر
انخفضت الليرة التركية لأدنى مستوى منذ 17 شهرا الجمعة وحظرت جهة تنظيمية البيع على المكشوف لكل الأسهم التركية لمدة يوم، بعد أن قتل قصف جوي سوري 34 جنديا تركيا.
ويعيد هذا الهبوط الحاد في الليرة الأتراك إلى مناخ الخلاف السياسي بين أنقرة وواشنطن في الصيف الماضي بسبب إصرار تركيا على دخول أراض سورية تحت سيطرة الأكراد، في الوقت الذي كان فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب يحذر تركيا من مخاطر تلك المغامرة.
وهدد ترامب حينها “بتدمير ومحو” الاقتصاد التركي إذا اتخذت تركيا أيّ خطوة يعتبرها البيت الأبيض “تجاوزا للحدود”.
ويقول الكاتب الاقتصادي سلام سرحان، إن “مغامرات أردوغان الخارجية التي دمّرت علاقات تركيا مع أكبر شركائها التجاريين الغربيين وأغلقت عليها الكثير من أسواق المنطقة كانت مجرد شرارة لانحدار الثقة بالليرة والاقتصاد التركي”.
وأشار سرحان إلى “اتساع هروب الشركات ورؤوس الأموال بسبب عدم الثقة بالإجراءات الاقتصادية، وتراجع سيادة القانون في التعاملات المالية والتجارية”.
وبلغت الليرة 6.2475 مقابل الدولار بحلول الساعة 06:33 بتوقيت غرينتش، لتتراجع 0.65 في المئة مقارنة مع إغلاق عند 6.2080 الخميس، مما يصل بخسائرها منذ بداية العام الجاري إلى نحو 5 في المئة. لتكون في أدنى مستوياتها في التعاملات الاعتيادية منذ سبتمبر 2018.
وفي “انهيار وجيز” في التعاملات الآسيوية سبق وأن بلغت الليرة لفترة قصيرة مستوى 6.47 حين كانت السيولة شديدة الانخفاض.
وقال مجلس أسواق رأس المال في تركيا إنه حظر البيع على المكشوف لجميع الأسهم المدرجة في بورصة إسطنبول الجمعة. واتخذ المجلس خطوات مماثلة في السابق في أوقات ارتفاع التقلبات بما في ذلك العام الماضي.
وأرسلت تركيا آلاف القوات ومعدات عسكرية ثقيلة إلى سوريا وحذر رئيس النظام رجب طيب أردوغان من أن تركيا ستشن هجوما شاملا لطرد القوات السورية ما لم تنسحب من مواقع مراقبة تركية في المنطقة.
وبلغت الليرة التركية أضعف مستوياتها خلال التعاملات في أكثر من تسعة أشهر الخميس بسبب مخاوف المستثمرين حيال تفشي فايروس كورونا والقلق الناجم عن الانخراط العسكري التركي في سوريا المجاورة.
وزادت المخاوف المرتبطة بسوريا في ظل استمرار المواجهات في محافظة إدلب بشمال غرب سوريا بين القوات الحكومية السورية ومقاتلين من المعارضة تدعمهم تركيا.