بلدان العالم تعلق على جرائم الاحتلال الإسرائيلي في لبنان
مخاوف من الحرب الشاملة في الشرق الأوسط
قبيل مشاركته في اجتماع في نيويورك لممثلي دول مجموعة السبع على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، حذر جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، الاثنين، من إن التصعيد بين إسرائيل وحزب الله في لبنان يهدد بإغراق الشرق الأوسط في حرب شاملة.
وأضاف بوريل للصحافيين: “الموقف خطير ومقلق للغاية. بوسعي القول إننا أمام حرب شاملة تقريباً”.
وتابع: “إن لم يكن هذا الموقف هو حرب، فلا أعرف ماذا تطلقون عليه”، مشيراً إلى العدد المتزايد من الضحايا والمصابين المدنيين وشدة الضربات العسكرية.
وأوضح بوريل أن أوروبا تبذل جهودا لتقليل التوتر، لكن أسوأ مخاوفها بشأن اتساع نطاق الحرب توشك أن تصبح واقعاً.
وعلى غرار ما يحصل في قطاع غزة الذي دمّرته الحرب المستمرة منذ ما يقرب من عام بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية، ندّد بوريل بواقع أنّ المدنيين في لبنان “يدفعون ثمناً لا يطاق وغير مقبول”.
وتابع بوريل تحذيره، قائلا: “هذا هو الوقت المناسب لفعل شيء ما. يجب على الجميع أن يفعلوا كلّ ما بوسعهم لوقف ما يحصل”، معترفا بفشل الجهود الدبلوماسية حتى الآن في وقف الحرب في غزة.
مصر
وأدانت مصر، الاثنين، “التصعيد الإسرائيلي الخطير في لبنان” والعمليات العسكرية الموسعة التي أودت بحياة المئات من اللبنانيين، بينهم نساء وأطفال، معربة عن خالص تضامنها مع لبنان وشعبه.
وقالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان، إن مصر سبق أن حذرت من أخطار استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ومن خطر توسعه بما يهدد بانزلاق المنطقة إلى حرب إقليمية شاملة.
وأضافت: “بينما تستمر مصر في جهودها لوقف إطلاق النار في غزة، واحتواء الأخطار التي نتجت عن الحرب، فإنها تدعو القوى الدولية، ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى التدخل الفوري لوقف التصعيد الإسرائيلي في المنطقة، والذي يهدد مصير شعوبها وأفق السلام، كما تدعو إلى تسوية الأزمة بشكل سلمي، ووقف التصعيد فوراً، والبدء في تطبيق قرار مجلس الأمن 1701 دون انتقائية، وإتاحة الفرصة أمام الحلول الدبلوماسية، خاصة أن التصعيد العسكري يؤدي فقط إلى تفاقم الأزمة”.
غوتيريش ومديري وكالات تابعة للأمم المتحدة
بدوره، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن قلقه البالغ بشأن التصعيد على الحدود الإسرائيلية اللبنانية، وإزاء العدد الكبير من المدنيين المتضررين” بحسب تعبيره، صرح بذلك المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، الذي أضاف أن غوتيريش “يشعر بالقلق أيضًا إزاء الهجمات المستمرة التي يشنها حزب الله على إسرائيل” على حد نعبيره.
وطالب مسؤولون كبار في الأمم المتحدة، الاثنين، “بوضع نهاية للمعاناة والكارثة الإنسانية المروعة” في قطاع غزة، بعد مرور عام تقريباً على اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وأفاد بيان حمل توقيع مديري وكالات تابعة للأمم المتحدة، من بينها منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، وبرنامج الأغذية العالمي إلى جانب منظمات إغاثة أخرى، بأن “هذه الأعمال الوحشية يجب أن تنتهي”.
صدر البيان بالتزامن مع تواجد قادة دول العالم في نيويورك للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأضافوا في البيان: “يتعين أن يتمتع العاملون في المجال الإنساني بالقدرة على الوصول الآمن وغير المقيد إلى المحتاجين، فنحن لا نستطيع أداء مهامنا في ظل هذه الاحتياجات الهائلة والعنف المتواصل”.
وقال مسؤولو الأمم المتحدة: “خطر المجاعة لا يزال قائماً مع احتياج جميع السكان البالغ عددهم 2.1 مليون شخص بشكل عاجل إلى الغذاء والمساعدات المعيشية في ظل قيود على وصول المساعدات الإنسانية، وجرى تدمير قطاع الرعاية الصحية، وتسجيل أكثر من 500 هجوم على خدمات الرعاية الصحية في غزة”.
الصين
ونددت وزارة الخارجية الصينية، الثلاثاء، بقوة بـ “الانتهاكات الإسرائيلية بعد شن ضربة جوية واسعة النطاق على لبنان”، مؤكدة أن بكين تدعم لبنان بقوة في الحفاظ على سيادته وأمنه.
وقالت الوزارة، في بيان، إن الوزير وانج يي، التقى نظيره اللبناني عبد الله بو حبيب، على هاشم اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وتبادلا وجهات النظر بشأن الموقف في الشرق الأوسط، مشيرة إلى أن الصين ستواصل العمل من أجل عملية السلام في الشرق الأوسط.
تركيا
واعتبرت وزارة الخارجية التركية، الاثنين، أن هجمات إسرائيل على لبنان، مرحلة جديدة في محاولاتها جر المنطقة بأسرها إلى الفوضى.
وقالت الوزارة، في بيان إن الدول التي تدعم إسرائيل دون قيد أو شرط تساعد نتنياهو، في سفك الدماء من أجل مصالحه السياسية.
وشددت على ضرورة أن تتخذ المؤسسات المسؤولة عن حفظ السلام والأمن الدوليين، خاصة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، والمجتمع الدولي، التدابير اللازمة دون تأخير.
فرنسا
وأعلن وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، الاثنين، أن بلاده طلبت عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن لبحث تطورات الوضع في لبنان.
وقال بارو: “أفكر في الجنود والنساء الذين يخدمون في لبنان، وفي الوحدة الفرنسية هناك، كما أفكر في الشعب اللبناني، خصوصاً بعدما أودت الضربات الإسرائيلية بحياة مئات المدنيين، بينهم عشرات الأطفال”.
وشدد على ضرورة أن تتوقف هذه الهجمات، سواء على جانبي الخط الأزرق، أو في المنطقة بشكل عام، فوراً، حتى تهدأ الأوضاع وتتفادى المنطقة نشوب نزاع إقليمي سيكون مدمراً للجميع، خصوصاً للمدنيين.
مجموعة السبع
كما اعتبرت مجموعة السبع أن التصعيد ينذر بجر الشرق الأوسط إلى صراع إقليمي لا يمكن تصوره.
وقالت أيضاً المجموعة التي تضم كندا، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، واليابان، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة “لن يستفيد أي بلد من استمرار التصعيد في الشرق الأوسط”.
الأردن
وشدد وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، الاثنين، على ضرورة تحرك مجلس الأمن فوراً لكبح جماح “العدوانية الإسرائيلية وحماية المنطقة من كارثية تبعاتها”.
وقال، عبر منصة “إكس”: “عدوان إسرائيل على لبنان مكنّه العجز الدولي عن وقف عدوانها على غزة.. إسرائيل تستمر في دفع المنطقة نحو هاوية حرب إقليمية شاملة؛ لأن المجتمع الدولي فشل في حماية قوانينه وقيمه، بدليل أنها تصعّد حربها على لبنان خلال انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في تحدّ لها ولقراراتها التي طالبتها وقف العدوان والتزام القانون الدولي”.
وأكد الصفدي، تضامن بلاده مع لبنان، وإدانتها العدوان الإسرائيلي عليه، مؤكداً على ضرورة فرض الالتزام بقرار مجلس الأمن رقم 1701، مشدداً على ضرورة أن يتوقف التصعيد فوراً قبل فوات الأوان، موضحاً أن هذا الأمر “مسؤولية دولية يجب على مجلس الأمن تحملها فوراً”.
السعودية
وذكرت وكالة الأنباء السعودية “واس” أن المملكة عبرت في بيان الاثنين، عن قلقها العميق إزاء التطورات الأمنية في لبنان، محذرة من تصاعد العنف، وحثت جميع الأطراف على ضبط النفس.
وأضاف البيان: “تحث المملكة كافة الأطراف للتحلي بأقصى درجات ضبط النفس والنأي بالمنطقة وشعوبها عن مخاطر الحروب، وتدعو المجتمع الدولي والأطراف المؤثرة والفاعلة للاضطلاع بأدوارهم ومسؤولياتهم لإنهاء الصراعات في المنطقة”.
وأكدت السعودية على أهمية الحفاظ على استقرار لبنان واحترام سيادته بما يتوافق مع القانون الدولي.
جاء ذلك، بعدما خلّفت مئات الغارات الإسرائيلية على مناطق عديدة في لبنان الاثنين 492 شهيداً، بينهم 35 طفلا، وفق حصيلة جديدة أعلنتها السلطات اللبنانية، في أعنف قصف جوي على الإطلاق يستهدف هذا البلد منذ بدء تبادل إطلاق النار على جانبَي الحدود قبل نحو عام على خلفية الحرب في غزة.
كما جاء بعد أن دخل الصراع على الحدود بين إسرائيل وحزب الله مرحلة جديدة الأسبوع الماضي، إثر تفجير آلاف أجهزة اللاسلكي التي يستعملها عناصر حزب الله، فضلا عن ضرب مبنى سكني في الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث كان يجتمع عناصر من قوة الرضوان التي تعتبر وحدة النخبة في الحزب، ما أدى إلى مقتل نحو 59 شخصاً بينهم 16 عنصرا من حزب الله.
فيما توعد الحزب بحساب عسير رداً على عملية الخرق هذه التي وصفها بالقاسية وغير المسبوقة.