بوتين: إفريقيا في طريقها لتصبح مركز قوة جديد
روسيا تحترم مبادرات السلام الإفريقية بشأن أوكرانيا وتدرسها بجدية
خلال جلسة عامة لقمة روسيا وإفريقيا، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة، إن “إفريقيا في طريقها لتصبح مركز قوة جديد، إن المواقف الروسية الإفريقية بشأن القضايا الدولية متقاربة جداً، وإن روسيا تحترم مبادرات السلام الإفريقية بشأن أوكرانيا، وتدرسها بجدية.
وقدّم الزعماء الأفارقة مبادرتهم للسلام الشهر الماضي إلى كل من بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لكنها لم تنل التأييد. ورفض زيلينسكي فكرة وقف إطلاق النار تظل موسكو معه مسيطرة على ما يقرب من خُمس مساحة أوكرانيا.
وأعرب بوتين، خلال القمة التي تحتضنها مدينة سانت بطرسبرج، عن رفض روسيا وإفريقيا للعقوبات الأحادية الجانب والإجراءات التقييدية العقابية ضد الدول، وعارض استخدام قضايا المناخ وحقوق الإنسان والشؤون الاجتماعية لأغراض سياسية.
كما شدد على أن “حقبة هيمنة دولة واحدة أو عدة دول في طريقها إلى الزوال”، مشيراً إلى أن “بعض مظاهر الاستعمار لم يتم القضاء عليها حتى يومنا هذا، وما زالت تمارس من قبل عدد من الدول الكبرى”.
إفريقيا مركز قوة جديد
وقال الرئيس الروسي في كلمته، إن “إفريقيا في طريقها لتصبح مركز قوة جديد، وينبغي للجميع أخذ ذلك في الحسبان”، مشيراً إلى أن بلاده “ليست مع العزلة الذاتية، ولكن مع تعاون الدول على نحو متساو”.
وأشار إلى أن روسيا مستعدة لتزويد إفريقيا ببعض الأسلحة مجاناً لتعزيز الأمن في القارة، والعمل بشكل أوثق مع أجهزة إنفاذ القانون والمخابرات الإفريقية.
وأضاف بوتين أن بلاده “تعتزم مواصلة تدريب ضباط الجيش وشرطة الدول الإفريقية في جامعاتها المتخصصة”، و”تقديم المساعدة لضبط الاستقرار في القارة الإفريقية”.
وأعرب الرئيس الروسي عن دعمه لتمثيل إفريقيا في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وتوسيع وجودها في هياكل الأمم المتحدة الأخرى، قائلاً إنه حان الوقت لتصحيح هذا “الظلم التاريخي”.
وفيما يتعلق بالتبادلات التجارية، أعلن بوتين أن روسيا ستظل مورداً دولياً مسؤولًا للمنتجات الزراعية، وستزيد إمداداتها بالمنتجات الزراعية لإفريقيا، رغم العقوبات المفروضة على الصادرات الروسية.
سبب ارتفاع أسعار الغذاء
ورفض الرئيس فلاديمير بوتين اعتبار أن “العملية العسكرية الخاصة” لروسيا في أوكرانيا كانت هي سبب ارتفاع أسعار الغذاء عالمياً، مشدداً على أن الأخطاء الغربية بشأن خطة التحفيز النقدي هي جذور المشكلة.
وأوضح بوتين أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي قاموا بطباعة الأموال لشراء الغذاء بسبب جائحة كوفيد-19، مما أدى إلى ارتفاع كبير في الأسعار.
ويبدو أن بوتين كان يشير إلى سياسة “تيسير السيولة” التي اتبعتها الاقتصادات الغربية الكبرى، للمساعدة في التعامل مع الاضطرابات الاجتماعية والاقتصادية الناجمة عن الجائحة.
وأضاف بوتين أن الغرب “أهمل الاستثمار في قطاع المحروقات” مشيراً إلى أن أخطاء متراكمة أثرت على الأسواق بشكل كبير.
السيسي يدعو لإحياء اتفاق الحبوب
ودعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى إحياء اتفاق توريد الحبوب عبر البحر الأسود، وفق ما أوردت “رويترز”.
وكان هذا الاتفاق يسمح لأوكرانيا بتصدير الحبوب عبر الموانئ البحرية للبحر الأسود، لكنه انهار الأسبوع الماضي بعد انسحاب روسيا منه، بعدما اتهمت أوكرانيا والدول الغربية بعدم الوفاء بالتزاماتها في إطار الاتفاق.
وقال السيسي أمام القمة الروسية الإفريقية، إنه “من الضروري التوصل إلى اتفاق بشأن إحياء العمل بمبادرة الحبوب”.
كما أعرب رئيس المفوضية الإفريقية موسى فقي محمد، خلال القمة، عن أهمية أن تكون المبادرة الجديدة لتوريد الحبوب من البحر الأسود، في صالح جميع دول العالم، وخصوصاً الدول الإفريقية.
من جهته، ناشد رئيس جمهورية الكونغو، دينيس ساسو نغويسو، بإنهاء النزاع بين روسيا وأوكرانيا، مؤكداً أن خطة السلام التي قُدِّمت من قِبل قادة أفارقة “تستحق الاهتمام”.
وقدَّم الرئيس الانتقالي في مالي أسيمي جويتا الشكر للرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الدعم الروسي لمكافحة “الإرهاب” في بلاده.
وأثناء مشاركته في قمة روسيا-أفريقيا، عبّر جويتا أيضاً عن امتنانه لروسيا على الاقتراحات المقدمة بشأن توريد الحبوب لإفريقيا.
وكانت مالي من بين الدول الست الأفريقية التي وعد بوتين، الخميس، بتوريد الحبوب الروسية إليها مجاناً، والتي تشمل أيضاً إفريقيا الوسطى والصومال وبوركينا فاسو وزيمبابوي وإريتريا.
وقال رئيس جمهورية أفريقيا الوسطى فوستان آركانج تواديرا، إن علاقات بلاده مع روسيا ساعدتها على “إنقاذ ديمقراطيتها وتجنب حرب أهلية”.
وتدخل مقاتلون روس، كثير منهم من مجموعة “فاغنر” العسكرية، لصالح الحكومة في عام 2018 لإخماد حرب أهلية كانت مندلعة منذ عام 2012. وقال السفير الروسي لدى جمهورية أفريقيا الوسطى في فبراير، إن 1890 “مدرباً روسياً” موجودون هناك.
وفي كلمته، الخميس، تعهد بوتين بإنجاز مشاريع طاقة وتعليم ضمن خطط التعاون مع إفريقيا، فضلاً عن تصدير الحبوب، كما استعرض مظاهر نمو العلاقات في مجالات مختلفة.