بوتين يحذر الغرب من سرقة الممتلكات الروسية في الخارج
العقوبات الغربية تضر بالاقتصاد العالمي ولا يمكن لأحد عزل موسكو ومحاصرتها
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخميس، أنه لا يمكن لأحد عزل موسكو ومحاصرتها، محذراً الدول الغربية من مصادرة الممتلكات الروسية في الخارج، وقال إن “سرقة ممتلكات الآخرين لا تؤدي أبدا إلى الخير”.
وقال بوتين، أن “انتهاك القواعد والمعايير في مجال التمويل الدولي والتجارة لا يؤدي إلى أي شيء جيد. وبكلمات بسيطة سرقة ممتلكات الآخرين لم تجلب الخير إلى أجد أبدا، وخاصة أولئك الذين يشاركون في هذا العمل غير اللائق”، وأن العقوبات الغربية تضر بالاقتصاد العالمي وليس فقط بالروسي، مشدد على أن من يحاول عزل روسيا يضر بنفسه أولا.
جاءت تصريح الرئيس الروسي في كلمة خلال مشاركته عبر الفيديو في المنتدى الاقتصادي الأوراسي اليوم الخميس، وتعليقا على قيام الغرب بتجميد أصول للبنك المركزي الروسي تقدر بنحو 300 مليار دولار، وفقا لوزارة المالية الروسية.
وشدد الرئيس الروسي أن الغرب لا يستطيع إقصاء دولة ما من السياسة العالمية والاقتصاد والرياضة، وأن بلاده تعتزم الحفاظ على موقعها في الاقتصاد العالمي. “لا يمكن لأي دولة فصل روسيا عن العالم”.
كما أشار إلى أن تجاهل مصالح الدول الأمنية تسبب بفوضى على المستوى الدولي. وأضاف ملمحاً إلى أن الدول الغربية “تشهد انتهاكات للقوانين والمعايير الاقتصادية عالمياً”.
وأضاف الرئيس الروسي، إن “بغض النظر عن مدى استقرار اقتصادات تلك البلدان التي تنتهج مثل هذه السياسة قصيرة النظر (فرض العقوبات على روسيا)، فإن الحالة الراهنة للاقتصاد العالمي تظهر أن موقفنا صحيح ومبرر. لم يكن هناك مثل هذا التضخم منذ 40 عاما في الاقتصادات المتقدمة، والبطالة آخذة في الارتفاع، وسلاسل (التوريد) تتفكك، والأزمات العالمية تتفاقم، والأمر ليس مزحة، إنها أشياء خطيرة تنعكس على نظام العلاقات الاقتصادية والسياسية بأكمله”.
انسحاب شركات من روسيا
وقال الرئيس الروسي، “ندرك المزايا التكنولوجية الهائلة في التقنيات العالية في الاقتصادات المتقدمة، لن نقطع أنفسنا عن ذلك، إنهم (الغرب) يريدون الضغط علينا قليلا، لكن في العالم الحديث هذا ببساطة غير واقعي، ببساطة مستحيل. إذا لم نفصل أنفسنا بنوع من الجدار، فلن يتمكن أحد من فصل دولة مثل روسيا”.
وعن انسحاب بعض الشركات الغربية من السوق الروسية، أفاد الرئيس الروسي بأن انسحاب شركات من روسيا هو جيد، إذ ستحل مكانها شركات محلية (روسية).
أشار الرئيس الروسي إلى نمو حصة التجارة بالعملات الوطنية بين دول الاتحاد الأوراسي، وقال إن “ثلاثة أرباع التسويات في التجارة المتبادلة بين دول الاتحاد الاقتصادي الأوراسي تتم بالعملات الوطنية”.
وأضاف بوتين أن “التسويات بالعملات الوطنية في التجارة بين دول الاتحاد الأوراسي (روسيا وبيلاروس وكازاخستان وأرمينيا وقيرغيزستان) آخذة في التوسع، وهو أمر مهم للغاي”.
روسيا أكبر مصدر للقمح
أما في ما يتعلق بمسألة الحبوب، فقال بوتين، “لقد أصبحنا منافسين على المستوى العالمي، فبلادنا لا تزال أكبر مصدر للقمح في العالم”.
كما اعتبر أن روسيا كانت تشتري القمح في السابق، أما اليوم فهي تبيعه، مضيفاً ” تنتج بلدان أخرى، كالولايات المتحدة أو المملكة المتحدة، قمحاً أكثر، لكنها تستهلكه”، في رد على الاتهامات الدولية التي سيقت ضد موسكو باستعمال الغذاء كسلاح في نزاعها مع الدول الغربية.
يذكر أنه منذ انطلاق العملية الروسية في أوكرانيا، فرض الغرب، لاسيما أميركا ودول الاتحاد الأوروبي، وبريطانيا، وغيرها آلاف العقوبات المؤلمة على موسكو، شملت كافة القطاعات الاقتصادية، فضلا عن الأثرياء الروس، ومئات السياسيين، على رأسهم بوتين نفسه، ووزير خارجيته أيضا سيرغي لافروف، وغيرهما كثر.
إلا أن الكرملين دأب على شجب تلك القرارات، واصفاً إياها بالمجحفة، ومحملاً الغرب المسؤولية عن إطالة أمد الصراع مع كييف.