بيان مشترك أوروبي أميركي إماراتي بريطاني: تسليم المساعدات إلى غزة بحراً سيكون معقداً
مقتل خمسة فلسطينيين نتيجة إنزال جوي خاطئ في شمال غزة
في بيان مشترك ، قالت دولة الإمارات والمفوضية الأوروبية والولايات المتحدة وبريطانيا وقبرص، الأحد، إن “تسليم المساعدات الإنسانية مباشرة إلى قطاع غزة عن طريق البحر سيكون معقداً، فيما أكد وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون إن الخطة التي تقودها أميركا لبناء ميناء مؤقت في غزة ستستغرق وقتاً.
وأكدت الدول في بيانها المشترك، أنها ستواصل تقييم وتعديل جهودنا لضمان إيصال المساعدات بأكبر قدر ممكن من الفعالية”. بشأن تفعيل الممر البحري لنقل المساعدات إلى قطاع غزة.
وأضافت: “هذا الممر البحري يمكن بل ويجب أن يكون جزءا من جهود متواصلة لزيادة تدفق المساعدات الإنسانية والسلع التجارية إلى غزة عبر جميع الطرق الممكنة”.
وأشار البيان إلى أن قبرص ستستضيف “قريبا اجتماعا لكبار المسؤولين لمناقشة كيفية تسريع هذه القناة البحرية”.
ومن المقرر أن ترسل شحنة من المواد الغذائية من قبرص إلى غزة، الجمعة، بدعم من الإمارات.
فون دير لاين: تشغيل الممر البحري من قبرص قد يبدأ مطلع الأسبوع
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، إن تشغيل الممر البحري من قبرص قد يبدأ مطلع الأسبوع.
والخميس أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أنه سيتم تشييد ميناء مؤقت في غزة، لتسهيل تدفق المساعدات عن طريق البحر، التي ستأتي في البداية من قبرص.
وقالت فون دير لاين في تصريحات من مدينة لارنكا الساحلية في قبرص: “نحن الآن قريبون جدا من فتح هذا الممر، ونأمل أن يكون ذلك في يومي السبت أو الأحد المقبلين. أنا سعيدة جدا لرؤية إطلاق تجريبي أولي اليوم”.
وذكرت أن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والإمارات والولايات المتحدة وشركاء آخرين، يعملون معا على هذا المشروع، وخصت بالذكر رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس لالتزامهما.
كاميرون: الخطة ستستغرق وقتاً
بدوره، قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون إن الخطة التي تقودها الولايات المتحدة لبناء ميناء مؤقت في غزة لجلب المساعدات إلى القطاع ستستغرق وقتاً، مكرراً دعوته لإسرائيل لفتح ميناء أسدود.
وقال كاميرون لوسائل إعلام بريطانية إن بناء المرفأ سيستغرق وقتاً، مؤكدا أن الشيء الحاسم هو أنه يجب على الإسرائيليين اليوم أن يؤكدوا أنهم سيفتحون ميناء أسدود، مشددا على أن هذا سيحدث فرقا.
وقال كاميرون إن غزة بحاجة الى دخول المزيد من المساعدات مؤكدا أنه خلال الأيام الماضية دخلت حوالي ١٢٠ شاحنة مساعدات في اليوم، في حين أن حاجة القطاع تبلغ نحو حوالي ٥٠٠ شاحنة.
وشدد على أنه إذا أردنا إحداث فرق بسرعة فإن عدد الشاحنات التي تدخل هو الأمر الأكثر أهمية والذي يمكن قياسه، مشيرا إلى أن الوضع الإنساني مؤلم، وأن الناس في غزة يموتون من جراء الجوع والأمراض.
وأكد أن هناك فرصة لوقف إطلاق النار، لكنها تتطلب من حماس أن تفرج عن المحتجزين، عبر التوقيع على الاتفاق الذي وافقت عليه إسرائيل ويشمل الإفراج عن أسرى فلسطينيين لقاء المحتجزين.
وقال إن على حماس أن توقع على الاتفاق اليوم وعندها يمكن للهدنة أن تتحقق لـ٤٥ يوما وربما أكثر، وأضاف أنه يمكن استخدام هذه الهدنة لبناء الزخم من أجل وقف مستدام لإطلاق النار ينهي القتال.
المساعدات من الجو قتلت فلسطينيين
ونتيجة إسقاط طائرات مدنية لمساعدات بشكل خاطئ شمال غرب مدينة غزة، قتل 5 مواطنين، وأصيب آخرون اليوم الجمعة.
وأعلن المتحدث باسم الدفاع المدني بغزة الرائد محمود بصل في تصريح صحفي عن ارتقاء 5 شهداء وعدد من الإصابات نتيجة إسقاط طائرات مدنية لمساعدات بشكل خاطئ حيث سقطت على رؤس ومنازل المواطنين شمال غرب مدينة غزة ظهر هذا اليوم.
ونقلت وكالة الأنباء الأردنية عن مصدر رسميّ، أن “الطائرات الأردنية لم تكن مصدر الخلل الفني المتسبب بسقوط حرّ لبعض المساعدات”.
وأظهرت فيديوهات التقطها أهال في القطاع، سقوط عدة صناديق مساعدات من الجوّ بصورة غريبة، لترتطم بالأرض بقوّة بعد ذلك. وعلى ما يبدو فقد أصابت بعض الصناديق أهال، ما أسفر عن وقوع ضحايا.
وقال شهود عيان إن “مظلات المساعدات الجوية تعطلت في الجو أثناء إلقائها، ما أدى إلى سقوط الصناديق بشكل عامودي”.
مجزرة المساعدات
وتؤكد منظمات إغاثة أن المساعدات التي تدخل إلى قطاع غزة تبقى شحيحة جداً، وتخضع قوافل المساعدات التي تدخل براً لموافقة مسبقة من إسرائيل.
وبعد خمسة أشهر من الحرب، ومن الحصار المشدّد على قطاع غزة، باتت الغالبية العظمى من سكان القطاع الفلسطيني البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة معرضة للمجاعة، وفق الأمم المتحدة، حيث تراجع نقل المساعدات الإنسانية إلى غزة عبر الحدود البرية، (من رفح جنوباً ومن معبر كرم أبو سالم مع إسرائيل)، بسبب القيود الإسرائيلية.
والأسبوع الماضي، قتلت قوات إسرائيلية أكثر من 100 فلسطيني عند محاولتهم الحصول على مساعدات دخلت إلى مدينة غزة، وهو ما أثار انتقادات واسعة.
وأعربت دول عدة والأمم المتحدة عن “صدمتها وقلقها”، وطالبت بـ”تحقيق دولي مستقل”، إثر سقوط عشرات الضحايا الفلسطينيين وإصابة مئات آخرين، خلال ما بات يُعرف بـ”مجزرة المساعدات”.
وتشن إسرائيل حربها المدمرة على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي، ما أودى بحياة أكثر من 30 ألف شخص غالبيتهم من النساء والأطفال.
وتقول الأمم المتحدة إن ما لا يقل عن 576 ألف شخص في غزة، أي ربع سكان القطاع تقريبا، على شفا المجاعة.