تحذير أممي من اتساع دائرة العنف في جنوب السودان
قالت لجنة خبراء الأمم المتحدة لمراقبة حقوق الإنسان في جنوب السودان، الثلاثاء، إن دائرة العنف آخذة في الاتساع بسبب الانقسامات السياسية والعرقية بالبلاد.
وحذرت من إمكانية انزلاق جنوب السودان إلى دوامة جديدة من القتال بسبب عدم تنفيذ بعض بنود اتفاق السلام المنشط.
وأضافت: “بطء تنفيذ وتيرة الإصلاحات التي نصت عليها اتفاقية السلام من قبل الحكومة التي يترأسها سلفاكير واستمرار الخلافات المتعلقة بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار أدت إلى المزيد من التوترات بين الأطراف الرئيسية في الحكومة والمعارضة”.
وأشارت لجنة الخبراء الأممية، في تقريرها، إلى حالة الاستياء داخل المجموعة المقربة من الرئيس سلفاكير ميارديت بشأن تعامله مع الانتقال ما أدى إلى بروز دعوات لقيادة جديدة.
ونبهت إلى أن حالة الجمود السياسي وعدم الالتزام بالجدول الزمني لتنفيذ الاتفاق في القضايا الرئيسية، قد يعرض استقرار البلاد للخطر، نظرا للمخاوف الكبيرة في المجتمع المدني وبين القادة السياسيين والعسكريين.
وطالبت المجتمع الدولي بالتدخل بشكل عاجل لاحتواء الموقف في ظل تنامي الدعوات التي تطالب بتنحي الرئيس سلفاكير عن السلطة في جنوب السودان.
ونقلت لجنة الخبراء في تقريرها عن مصادر سرية متعددة في معسكر رئيس جنوب السودان قولها إن الانقسامات تشكلت بسبب توزيع المناصب الحكومية، وأن محاولات الرئيس “لإدارة التوترات الداخلية بين أنصاره باءت بالفشل وأسفرت عن حوادث أمنية خارج العاصمة”.
وبالنسبة لزعيم المعارضة المسلحة ريك مشار الذي يشغل حاليا منصب النائب الأول لرئيس الجمهورية بموجب اتفاق السلام، فقالت اللجنة:” إن عدم قدرته على التأثير في صنع القرار الحكومي أو تحفيز تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار دفع الحركة الشعبية لتحرير السودان في المعارضة، التي يرأسها، للانقسام”.
حماية العاملين في المجال الإنساني
من جانب آخر، قالت بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان، إن قواتها نجحت في توفير الحماية للعاملين في المجال الإنساني الذين تعرضوا للهجوم من قبل الشباب المحليين الغاضبين في منطقة “جام جانق” في إدارية رويينق بمنطقة الوحدة.
ونشرت بعثة الأمم المتحدة عددا من أفراد قوة حفظ السلام لتوفير الحماية للعاملين في المجال الإنساني بمنطقة (جام جانق) التابعة لإدارية روينق بعد تعرضهم لهجوم من شباب المنطقة؛ احتجاجا على عدم توظيفهم في تلك المنظمات.
وقالت البعثة الأممية في بيان لها اليوم: “تحركت قوات حفظ السلام المنغولية بسرعة لحماية العاملين في المجال الإنساني الذين تعرضوا لهجوم من قبل الشباب الغاضبين خلال مظاهرة في منطقة جام جانق النائية في منطقة الوحدة بجنوب السودان”.
ويتهم شباب المنطقة المنظمات الإنسانية بتوظيف أشخاص من خارج المنطقة وتحديدا من إقليم الاستوائية، حيث يطالبون بأن تكون الفرص حصرية عليهم، بدلا عن تركهم يعانون وهم يحملون شهادات جامعية ولديهم القدرة على التواصل مع المجتمع المحلي أكثر من غيرهم.
وكان مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة قد قرر في مارس/أذار من العام 2016، تكوين لجنة خبراء لمراقبة أوضاع حقوق الإنسان في جنوب السودان وإصدار التوصيات حول كيفية تحسينها بجانب تقييم سجل حقوق الإنسان منذ اندلاع الحرب في ديسمبر/كانون الأول 2013 لتكوين قاعدة من الحقائق تساعد في عملية المصالحة والعدالة الانتقالية في جنوب السودان.
وفي سبتمبر/أيلول 2018، وقعت الحكومة والمعارضة المسلحة بدولة جنوب السودان، اتفاق سلام بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، تم بموجبه تشكيل حكومة انتقالية ممثلة لجميع الأطراف الموقعة، فيما لم تستكمل بعد بقية هياكلها على مستوى الجهاز والتشريعي بالمركز والولايات.