ترامب يترشح للرئاسة الأمريكية ويتهم بايدن بقيادة البلاد ل”حرب نووية”
"كان العالم في حالة سلام وكانت أميركا قد بدأت الازدهار"
شن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب هجوماً على الرئيس الأميركي جو بايدن، قائلاً إنه “يقودنا لحرب نووية” متهماً الحزب الديمقراطي بتقسيم أمريكا وتركيعها.
هجوم ترامب جاء خلال إعلان ترشحه في الانتخابات الرئاسية المقررة في عام 2024، وتقديمه أوراق الترشح لهيئة الانتخابات الفيدرالية، معتبراً أن “عودة أميركا تبدأ الآن”.
وأضاف ترامب خلال مؤتمر صحافي في قصره بمارالاجو بفلوريدا، أنه خلال ولايته الرئاسية الأولى “كان العالم في حالة سلام، وكانت أميركا قد بدأت الازدهار”.
وتابع: “تحت قيادتي كنا أمة عظيمة ومجيدة وقوية وحرة، والآن نحن في تراجع وانحطاط”.
بايدن يقودنا لحرب نووية
ورأى الرئيس الأميركي السابق أن بايدن “يقودنا لحرب نووية”، وأن “الديمقراطيين قسموا أميركا وركعوها”، مشيراً إلى التضخم الذي “وصل إلى ذروته منذ 50 عاماً”، واحتياطي النفط الذي “تراجع بشكل كبير”، وقال إنه “خلال ولايتي حققنا الحلم المستحيل، وهو استقلالية مصادر الطاقة لأميركا”.
وأردف: “أمتنا في وضع سيء وهذا يتطلب تحركات كبيرة من كل الأميركيين من كافة الأصول والأعراق. نحن في حزب أكثر قوة ويستطيع عمل كل ما هو جيد للبلاد، لابد أن نعيد الكرامة والقوة لكافة العمال وأفراد الشرطة. هذه حملتنا جميعاً”.
ويأتي ترشح ترامب بعدما كشف بايدن مؤخراً أنه ينوي الترشح لولاية ثانية، لكنه لفت إلى أنه سيتخذ قراراً نهائياً بهذا الصدد العام المقبل.
واستمر خطاب ترامب أكثر من ساعة بقليل، وسط مئات المؤيدين في قاعة مبطنة بالأعلام الأميركية. وقال للحشد الذي يلوح بالهاتف، والذي ضم أفراد الأسرة، باستثناء ابنته إيفانكا، والمتبرعين والموظفين السابقين: “من أجل جعل أميركا عظيمة مرة أخرى، سأعلن الليلة ترشحي لمنصب رئيس الولايات المتحدة”.
وندد ترامب بتعامل الإدارة الحالية مع قضية المهاجرين، بقوله “نتعرض للتسمم”، وصوّر المدن الأميركية على أنها “برك دم” مليئة بالجريمة، مضيفاً أنه “سيضغط من أجل عقوبة الإعدام لتجار المخدرات، ويعيد توظيف أفراد الجيش الذين تم فصلهم لرفضهم الحصول على لقاح كورونا”.
وتطرق ترامب إلى الصين وإيران، قائلاً: “كانوا يتصرفون باحترام شديد ويحترمونني شخصياً، كما أنني فككت تنظيم داعش وتمكنت من القضاء على البغدادي (أبو بكر زعيم التنظيم)، كما لم تطلق كوريا الشمالية أي صواريخ طويلة الأمد منذ لقائي مع الرئيس كيم جونج أون”.
رد بايدن
ورد الرئيس الأميركي جو بايدن، الأربعاء، على إعلان دونالد ترامب ترشحه مرة أخرى للانتخابات الرئاسية بالقول إن الرئيس الجمهوري السابق “خذل” بلاده خلال توليه منصبه.
وقال بايدن، في تغريدة على موقع “تويتر”، من بالي حيث كان يحضر اليوم الأخير لقمة مجموعة العشرين: “دونالد ترامب خذل أميركا”.
اتهامات بايدن لترامب
وأرفق الرئيس الأميركي التغريدة بفيديو يقول إن ترامب خلال رئاسته تربع على “اقتصاد مزور لصالح الاثرياء” و”هاجم النظام الصحي” و”دلل المتطرفين” و”هاجم حقوق المرأة” و”حرّض العصابات العنيفة” من أجل محاولة قلب فوز بايدن عام 2020 إلى خسارة.
يأتي إعلان ترامب في وقت أبكر من المعتاد حتى في بلد معروف بحملات رئاسية مطولة، ويشير إلى اهتمامه بتثبيط المتنافسين المحتملين الآخرين مثل حاكم فلوريدا رون ديسانتيس، أو نائبه السابق، مايك بنس، عن تقديم محاولة لترشيح الحزب الجمهوري.
وفاز ديسانتيس البالغ من العمر 44 عاماً، بسهولة بإعادة انتخابه حاكماً لولاية فلوريدا، الأسبوع الماضي، في حين سعى بنس إلى النأي بنفسه عن ترامب أثناء الترويج لكتاب جديد.
ومن بين المرشحين الجمهوريين المحتملين الآخرين للرئاسة حاكم ولاية فرجينيا جلين يونجكين، وحاكم تكساس جريج أبوت، وحاكمة ساوث كارولينا السابقة نيكي هايلي، ووزير الخارجية السابق مايك بومبيو.
وقبل انتخابات منتصف الولاية هذا الشهر، والتي كان يُتوّقع أن يُهزَم فيها الديمقراطيون، شكّل إنكار فوز بايدن في انتخابات 2020 اختباراً أساسياً للمرشحين للفوز بتأييد ترامب السياسي.
لكن “الموجة الحمراء” الجمهورية التي كانت متوقعة لم تتحقق، وسيحافظ الديمقراطيون على سيطرتهم في مجلس الشيوخ. أما في مجلس النواب، الذي لم يحسم أمره بعد، يبدو أن الجمهوريين سيحصلون على أغلبية ضئيلة.
وأعطت النتائج هذه دفعاً لمعارضي ترامب الجمهوريين واستنزفت معظم زخمه السياسي قبل الإطلاق المرتقب لحملته الانتخابية الثلاثاء.
طموح ترامب
حتى اللحظة، يحتفظ ترامب بشعبية لا يمكن إنكارها مع قاعدة من المشجعين المتعصبين له، الذين يرتدون قبعات البيسبول الحمراء ويتدفقّون على تجمعاته الانتخابية.
وقد يعيق طموح ترامب للعودة إلى البيت الأبيض عدد من التحقيقات، في سلوكه قبل ولايته الأولى كرئيس وخلالها وبعدها، ما قد يؤدي في نهاية المطاف إلى استبعاده.
وتشمل التحقيقات اتهامات شركته العائلية بالاحتيال، ودوره في الهجوم على الكابيتول يوم 6 يناير 2021، وتعامله مع وثائق سرية في مقرّ إقامته الفخم في ولاية فلوريدا والذي اقتحمه مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) في أغسطس، وهى التحقيقات التي يعتبرها الرئيس السابق “ذات دوافع سياسية”.
في عام 2016، وصل ترامب إلى البيت الأبيض، وحافظ الحزب الجمهوري خلال ذلك العام على الأغلبية في مجلسَي الكونغرس. لكن الديمقراطيين استعادوا الأغلبية في مجلس النواب في عام 2018 بعد حملة واسعة ضدّ نهج ترامب.
وحصلوا أيضاً على الأغلبية في مجلس الشيوخ ورئاسة البيت الأبيض مع فوز جو بايدن بانتخابات عام 2020.
بعد أن ترك واشنطن في حالة من الفوضى بعد وقت قصير من اقتحام أنصاره مقر الكونغرس في يناير 2021، اختار ترمب البقاء في الساحة السياسية ومواصلة تجييش مناصريه وتنظيم تجمعات انتخابية في مختلف أنحاء البلاد.