ترامب يطلب من أوكرانيا نسيان موضوع الانضمام لحلف “الناتو” ويشعل حرب تجارية مع أوروبا
"واشنطن لن تقدم ضمانات أمنية لكييف وستستعيد 350 مليار دولار أنفقتها عليها"
27 فبراير، 2025
ترامب يطلب من أوكرانيا نسيان موضوع الانضمام لحلف "الناتو" ويشعل حرب تجارية مع أوروبا
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن الولايات المتحدة لن تقدم ضمانات أمنية لأوكرانيا وستستعيد 350 مليار دولار أنفقتها، مضيفاً أن أوكرانيا “يمكنها أن تنسى” احتمال انضمامها لحلف شمال الأطلسي كجزء من اتفاق مستقبلي لحل الصراع مع روسيا.
وقال ترامب للصحفيين في أول اجتماع لمجلس الوزراء الأمريكي: “لن أقدم ضمانات أمنية كبيرة لأوكرانيا بل أوروبا ستفعل ذلك”، مشيرا إلى أن “أوروبا ستراقب عن كثب.. بريطانيا وفرنسا تطوعتا لإرسال قوات حفظ السلام”.
وأضاف: “الهدف الأول هو إيقاف القتل في اوكرانيا لا أريد أن أرى هذا العدد الكبير من الناس يقتلون، أريد نهاية المذابح، والهدف الثاني هو إعادة الأموال.. أنفقنا 350 مليار دولار وأوروبا أنفقت 100 مليار دولار وهم يستعيدون أموالهم ونحن لا، الاتفاق سيعيد لنا أموالنا”.
وأكد أن فلاديمير زلينسكي سيزور واشنطن الجمعة و”سنوقع على اتفاق المعادن النادرة واتفاقيات أخرى”.
على أوكرانيا أن تنسى حلف “الناتو”
كما أشار الرئيس الأمريكي إلى أنه “على أوكرانيا أن تنسى حلف “الناتو” لأن مسألة الانضمام هي السبب وراء بدء الحرب”. مضيفا: “أنا احترم المقاتلين الأوكرانيين و لكن دون إنجازاتنا لم يكونوا ليحققوا الكثير”.
ورد ترامب بنعم على نشر قوات لحفظ السلام في أوكرانيا، ثم تحدث عن إمكانية مشاركته مع الأوروبيين في ذلك. وقال “دعونا نتوصل للسلام أولا ثم نجيب عن هذا السؤال”.
وتابع: “كان لدي حديث جيد مع بوتين وزلينسكي، وسنقرر بشان العقوبات على روسيا بعد التوصل لسلام”.
وأضاف: “نريد أن تستثمر الصين في الولايات المتحدة ونحن سنستثمر في الصين.. ستكون لدينا علاقات جيدة مع الصين وروسيا وأوكرانيا”.
حرب تجارية مع أوروبا
وفي سياق العلاقات الأمريكية الأوروبية، دخلت العلاقات مرحلة جديدة من التصعيد، بعد إعلان ترامب عزمه فرض رسوم جمركية على الاتحاد الأوروبي “في القريب العاجل”، وقد تعهدت بروكسل برد “حازم وفوري” ضد ما أسمته “عوائق غير مبررة أمام التجارة الحرة والعادلة”.
ورداً على سؤال بشأن نسبة الرسوم الجمركية المتوقع فرضها على الاتحاد الأوروبي، أجاب ترامب الصحافيين في البيت الأبيض: “لقد اتخذنا قراراً، وسنعلنه في القريب العاجل.. وبشكل عام ستكون بنسبة 25%”.
وتعهد ترامب بفرض الرسوم الجمركية على كل السلع، لكنه تحدث عن “واردات السيارات” على وجه التحديد، قائلاً: “لقد استغلوا ثروتنا حقاً، فهم لا يقبلون سياراتنا، ولا منتجاتنا الزراعية، ونحن نقبل كل شيء منهم”.
وعندما سئل عن الرسوم التي من المحتمل أن يعلنها الاتحاد الأوروبي ضد الولايات المتحدة، قال الرئيس الأميركي: “يمكنهم المحاولة، لكنهم لا يستطيعون”، معتبراً أن إنشاء الاتحاد الأوروبي جاء بهدف “خداع الولايات المتحدة.. هذا هو الغرض منه، وقد قاموا بعمل جيد في ذلك”.
ومن المتوقع أن تثير تصريحات ترامب هذه “حرباً تجارية” مع الكتلة الأوروبية المكونة من 27 دولة، وتلحق ضرراً أكبر بالعلاقات الدبلوماسية المتوترة منذ أشهر.
الرد الأوروبي
وفي المقابل، تعهدت المفوضية الأوروبية، عقب تصريحات ترامب، بـ”الرد الحازم والفوري ضد العوائق غير المبررة أمام التجارة الحرة والعادلة، ومنها عندما تُستخدم التعريفات الجمركية لمواجهة السياسات القانونية وغير التمييزية”.
وقال المتحدث باسم المفوضية في بيان، إن الاتحاد الأوروبي “سيحمي دوماً الشركات والعمال والمستهلكين الأوروبيين من التعريفات الجمركية غير المبررة”.
وعن اتهامات ترامب للاتحاد الأوروبي بـ”خداع” الولايات المتحدة، ذكر المتحدث الأوروبي، أن “الاتحاد هو أكبر سوق حرة في العالم، وكان نعمة للولايات المتحدة”.
وأضاف: “سهّل الاتحاد الأوروبي، عبر إنشاء سوق موحد وكبير ومتكامل، التجارة، كما خفّض التكاليف على المصدرين الأميركيين، ووحّد معايير ولوائح الـ27 دولة”.
وأعرب عن انفتاح أوروبا على “الحوار والمعاملة بالمثل”، مشيراً إلى استعدادهم لـ”الشراكة في حال التزمت بالقواعد، لكننا سنحمي أيضاً مستهلكينا وشركاتنا”.
إلغاء اجتماع أوروبي أمريكي
وبشكل مفاجئ، أُلغيت محادثات كانت مقررة بين مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، ووزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، وهو مؤشر على تصاعد التوترات بين الجانبين، بحسب وكالة “أسوشييتد برس”.
وعزا الطرفان الإلغاء لـ”صعوبات في جداول الأعمال”، إلا أن مسؤولين أوروبيين أعربوا عن “تفاجئهم” من القرار، خاصة أن كالاس سبق أن تحدثت قبل يومين في بروكسل عن جدول أعمال لقائها المرتقب مع روبيو.
هذا التطور جاء بعد توجيه وزارة الخارجية الأميركية، في مذكرة اطلعت عليها “أسوشييتد برس”، دبلوماسييها لتصعيد الضغط على أوروبا بشأن “حماية حرية التعبير”، ووقف ما تعتبره إدارة ترمب “سياسات الهجرة المتساهلة”.
لقاء ترامب مع ماكرون
وتأتي تصريحات ترامب بعد يومين فقط من استضافة نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون في البيت الأبيض لحضور اجتماع تضمن مناقشة عدة ملفات منها العلاقات التجارية، فيما من المقرر أن يلتقي الرئيس الأميركي، الخميس، رئيس وزراء البريطاني كير ستارمر.
ويقدر العجز التجاري للولايات المتحدة مع الاتحاد الأوروبي بنحو 235 مليار دولار في عام 2024، بزيادة قدرها 13% عن عام 2023، بحسب مكتب الممثل التجاري للولايات المتحدة.
ويفرض الاتحاد الأوروبي، الذي يعتبر ثالث أكبر شريك تجاري لواشنطن إلى جانب الصين، رسوم جمركية بنسبة 10% على السيارات، والتي تمثل قيمتها 4 أضعاف نسبة الرسوم التي تفرضها الولايات المتحدة البالغة 2.5%، وسط تصاعد انتقادات المسؤولين الأميركيين من ضرائب القيمة المضافة الأوروبية التي لا تقل عن 17.5%، معتبرين أنها تزيد من الأعباء التجارية على الصادرات الأميركية إلى أوروبا.