ترامب يعلن الطوارئ في الولايات المتحدة ويؤكد أنه لا يعاني “أيّ عارض” بسبب كورونا
قرر الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجمعة إعلان حال الطوارئ في الولايات المتحدة لمواجهة انتشار وباء كورونا المستجد الذي أدى إلى تباطؤ نسق الحياة اليومية في أكبر قوة اقتصادية عالمية، من إغلاق مدارس إلى هجر وسائل النقل العام.
وفور اتخاذ هذا القرار الاستثنائي الذي كان يُقَرّ تقليدياً لمواجهة كوارث طبيعية وليس الأزمات الصحية، سجّل انتعاش كبير في بورصة وول ستريت، وذلك غداة تسجيلها أسوأ جلسة منذ انهيار تشرين الأول/اكتوبر 1987.
وقال ترامب “من أجل إطلاق الطاقة القصوى لموارد الحكومة الفدرالية، أعلن رسمياً حال الطوارئ”، مشيراً إلى أنّ هذا الإجراء سيتيح الاستفادة مما يصل إلى 50 مليار دولار من الأصول لمكافحة الفيروس.
وأضاف في مؤتمر صحافي عقده في حدائق البيت الأبيض “أدعو كل ولاية إلى إنشاء مراكز طوارئ بشكل فوري”، كما دعا المستشفيات إلى تفعيل خططها “للاستجابة لحاجات الأميركيين”. وتعهد “تعزيز” القدرات على إجراء الفحوص الطبية “بشكل كبير”.
ولدى سؤاله عن إخفاقات التعامل الأميركي مع انتشار الفيروس، خاصة لناحية بطء توفير الفحوص الطبية، أجاب بشكل جازم “لا أعتبر نفسي مسؤولاً بأي شكل”، مشيراً إلى أنّه ورث نظاماً لا يتناسب ومواجهة وباء منتشر إلى هذا الحد.
وفي لقطة بدت لافتة، في وقتٍ يُشدّد كل المتخصصين في العالم على أهمية “سبل العزل الاجتماعي”، صافح الرئيس الأميركي نحو 12 رئيسا من رؤساء الشركات الاميركية الكبرى الذين تعاقبوا على المنصة.
وأوضح ترامب (73 عاماً) أنّه لم يجر الفحص الطبي الخاص بالفيروس برغم لقائه الأسبوع الماضي أحد أعضاء وفد الرئيس البرازيلي جاير بولسونارو وتبيّن لاحقاً أنّه مصاب. وأكد الرئيس الأميركي أنّه لا يعاني “أيّ عارض”، مرجحاً في الوقت نفسه أن يجري الفحوص اللازمة “قريباً”.
وأقرّ ترامب في وقت لاحق من مساء الجمعة تعليق رحلات السفن السياحية إلى الخارج لمدة 30 يوماً.
وتبدلت وتيرة الحياة اليومية في الولايات المتحدة في غضون أيام.
فقد اضطرت غالبية القطاعات إلى تقليص نشاطاتها بشكل مفاجئ، برغم أنّ عدد الإصابات بالفيروس لا يزال منخفضا نسبياً (نحو 1700 الجمعة، بينها 41 وفاة). ويعود السبب في ذلك بشكل خاص إلى التأخر في الشروع بإجراء فحوص صحية عامة.
وتترقب السلطات تصاعدا كبيرا في عدد الإصابات فور توفير آليات الفحوص على نطاق واسع.
وتُعطي نيويورك، العاصمة المالية والثقافية للبلاد، مثالاً واضحاً عن السبيل الذي تمكّن من خلاله الفيروس مِن السيطرة على القوة الاقتصادية الأولى عالمياً.
ومُنعت التجمعات لأكثر من 500 شخص منذ الخميس، وانطفأت اضواء مسارح برودواي وصالات الحياة الثقافية في هذه المدينة التي يسكنها نحو 8,5 مليون شخص وتمثّل واحدة من ابرز الوجهات السياحية العالمية.
وبدا ميدان التايمز (تايمز سكوير) خالياً منتصف يوم الجمعة.
وقالت السائحة البريطانية سو تايلور-كينغ، وهي أتت إلى المدينة لمدة خمسة أيام برفقة صديقة، “لدى وصولنا مساء أمس، لم نكن نعرف أنّ كل شيء سيكون مغلقاً”.
ونفت بلدية المدينة شائعات إغلاق المترو، غير أنّ العربات كانت فارغة، حتى في ساعات الذروة.
وفي كاليفورنيا، الولاية الأكثر اكتظاظاً سكانياً، منع الحاكم غفين نيوسوم التجمعات لأكثر من 250 شخص. كما أغلق منتزه ديزني في لوس انجليس أبوابه. وبدورها، أعلنت المدراس الحكومية في لوس انجليس وسان دييغو الإغلاق، من دون تحديد موعد العودة المدرسية.
كذلك، أعلنت ولايات بينها بنسلفانيا وأوهايو وماريلاند وأيضاً العاصمة واشنطن، إغلاق المدارس الحكومية لأسابيع عدة.
في السياق، انتقلت كبرى الجامعات الأميركية إلى خيار التعلم الالكتروني، الأمر الذي يمثّل معضلة لمئات آلاف الطلبة الأجانب الذين لا تخوّلهم تأشيراتهم بالمبدأ اتباع هذا النهج التعليمي.
وتأثرت سلباً بدورها الصناعات الرياضية التي تدر مليارات الدولار سنوياً.
كما تزعزعت الحملات الانتخابية الرئاسية، إذ جرى تعليق لقاءات للمتنافسَين الديموقراطيين جو بايدن وبيرني ساندرز، فيما ستجرى المواجهة بينهما المقررة الأحد من دون جمهور.
وكانت ولاية لويزيانا الأولى التي تعلن إرجاء الانتخابات التمهيدية للحزب الديموقراطي إلى حزيران/يونيو بعدما كانت مرتقبة في نيسان/ابريل.
الأوبزرفر العربي- نيويوك