تركي المالكي: التحالف لم يكن يعلم بوجود سجناء في الموقع الذي تم قصفه
أعلن التحالف العسكري بقيادة السعودية في اليمن الاثنين أنّه لم يكن على علم بوجود سجناء في موقع تابع للمتمردين الحوثيين استهدف الاحد بغارة أدّت إلى مقتل أكثر من 100 شخص بحسب الصليب الأحمر.
وقال المتحدث باسم التحالف العقيد الركن تركي المالكي في مؤتمر صحافي في الرياض “الحوثيون يتحمّلون المسؤولية الكاملة لاتخاذ هذا الموقع كموقع إخفاء قسري للمواطنين اليمنيين”.
وأوضح “ذكرت بعض التقارير من خلال اللجنة الدولية للصليب الاحمر (…) أنّها قامت بزيارة الموقع في العديد من المناسبات. لم يتم إبلاغ قيادة القوات المشتركة (للتحالف) حسب الالية المعتمدة (…) مع المنظمات العاملة في الداخل اليمني عن الموقع”.
وكان التحالف أعلن الأحد أنّه استهدف “موقعا عسكريا” تابعا للمتمردين اليمنيين في ذمار جنوب العاصمة اليمنية صنعاء.
وقدّرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن نحو 100 شخص على الأقل قتلوا في الغارة، مؤكّدة أن الموقع الذي تم استهدافه كان عبارة “عن مبنى فارغ تابع لكلية ويتم استخدامه منذ فترة كمركز احتجاز”.
لكن المالكي شدّد على أن التحالف لم يكن يعلم بوجود المحتجزين، مشدّدا على أنّ الموقع المستهدف “هدف عسكري مشروع” يقوم المتمردون فيه “بتخزين طائرات من دون طيار وأسلحة دفاع جوي”.
بحسب بيان للصليب الأحمر الاثنين، كان الموقع يضم نحو 170 محتجزًا. ويخضع 40 ناجيًا من هؤلاء المحتجزين للعلاج بعد إصابتهم في الهجوم، “في حين افترض مقتل باقي المحتجزين على الرغم من عدم الإعلان عن أرقام مؤكدة للضحايا حتى الآن”.
وقال رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن فرانز راوخنشتاين الذي توجه إلى ذمار بعد الغارة لوكالة فرانس برس “نقدر أن أكثر من 100 شخص قتلوا” في الضربة.
وأضاف “من المثير للاستياء أن (الغارة) استهدفت سجناً. إن ضرب مبنى مماثل أمر مثير للصدمة ومحزن. السجناء محميون من قبل القانون الدولي”.
وقد أرسلت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى ذمار فريقا مع إمدادات طبية عاجلة بينها 200 كيس للجثث.
وأظهرت مشاهد حصلت عليها فرانس برس مبنى تضرر بشكل كبير، بالإضافة إلى جثث عالقة تحت الركام، وجرافات تعمل على إزالة الأنقاض.
وروى الصليب الأحمر الاثنين أنّ متطوّعي الهلال الأحمر اليمني بادروا “بالمساعدة في انتشال الجثث من تحت الأنقاض قبل أن تصل الآليات الثقيلة إلى الموقع للمساعدة في أعمال الانتشال”، مضيفا “يُحتمل أن يستغرق العثور على جميع الجثث عدة أيام”.
وقال مدير عمليات اللجنة الدولية للشرق الأدنى والشرق الأوسط فابريزيو كاربوني إنّه “لأمر فظيع أن نرى هذا يحدث لمحتجزين في مرفق سبق أن زرناه. لم ننس هؤلاء المحتجزين يومًا، وستظل ذكراهم حاضرة في أذهاننا”.
يشهد اليمن منذ 2014 حرباً بين الحوثيين المقرّبين من إيران، والقوات الموالية لحكومة الرئيس المعترف به، وقد تصاعدت حدّة المعارك في آذار/مارس 2015 مع تدخّل السعودية على رأس تحالف عسكري دعماً للقوات الحكومية.
وأوقعت الحرب حوالى 10 آلاف قتيل وأكثر من 56 ألف جريح منذ 2015 بحسب منظمة الصحة العالمية، غير أنّ عدداً من المسؤولين في المجال الانساني يعتبرون أن الحصيلة الفعلية أعلى بكثير.
وأتت الغارة في ذمار بعد أسابيع من فتح جبهة جديدة في الحرب اليمنية، مع اندلاع معارك بين حلفاء الرياض، اي الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، والانفصاليين الجنوبيين في جنوب البلاد المدعومين من قبل الإمارات.
وقال كاربوني “أدّى النزاع في اليمن إلى سقوط الكثير من الضحايا بين المدنيين وغيرهم ممن لا يشاركون في الأعمال العدائية”.
وسبق وأن أدّت ضربات جوية شنّتها طائرات التحالف إلى مقتل مئات المدنيين في أفقر دول شبه الجزيرة العربية. ووضعت الامم المتحدة التحالف بقيادة السعودية على لائحة سوداء بعد اتهامه ب”قتل أطفال”.
والاثنين، اتّهم موقع “بيلينغ كات” للتحقيقات الصحافية في تقرير التحالف بالتسبب بمقتل مدنيين في أسواق ومجالس عزاء وسجون وغيرها من المواقع، مستندا في ذلك إلى تحقيقات أجراها حيال 20 ضربة منذ 2015.
ومن بين الضربات العشرين، ثمانية وقعت في أسواق، بينها سبع في وضح النهار “حين كانت الأسواق مزدحمة على الأرجح”. واستنادا إلى مصادر عديدة، لم يتمكن الباحثون في “بيلينغ كات” من تحديد “أهداف عسكرية في العديد من الغارات”، وفقا للتقرير.
كما أنّ بعض الغارات “قد تشير إلى ضربة مزدوجة، وهي ممارسة تنص على تنفيذ ضربة جوية ثم اخرى تستهدف الأشخاص الذين تجاوبوا مع الضربة الأولى أو تجمعوا في الموقع بعد وقوع الحادث”.