تسريب صوتي: الدعداع يكشف تورط الإخونجي راشد الغنوشي ونجله في قضايا خطيرة
تعيش تونسي على وقع فضائح متلاحقة لحركة النهضة الإخونجية ورئيسها راشد الغنوشي ونجله وعدد من المقربين منه، حيث تظهر العديد من الوثائق والتحقيقات تورط الحركة في قضايا الإرهاب والإغتيال السياسي وعمليات تبييض الأموال ونهب البلاد.
فقد كشف تسريب صوتي منسوب للقيادي البارز بحركة النهضة الإخونجية والذراع اليمنى للغنوشي، عادل الدعداع، عن تورط العنوشي ونجله معاذ في قضايا التمويل وفتح باب التدخل الخارجي لبعض الدول الإقليمية وتسللها إلى مواقع القرار في تونس .
وتحدث عادل الدعداع، وهو الذراع اليمنى لرئيس إخونجية تونس، ورئيس نادي “حمام الأنف” الرياضي سابقا، خلال التسريب الذي انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي في تونس، عن أن الغنوشي بصحبة نجله معاذ قاما باستغلاله في عالم رجال الأعمال، وأنه هو (الدعداع) من قام بإدخال الغنوشي إلى هذا العالم.
وخلال التسريب يقول الدعداع إن “العديد من الوجوه المعروفة لم ترغب في التعامل مع راشد الغنوشي لسمعته السيئة، وفضلت أن تتعامل مع الإخونجي حمادي الجبالي رئيس الحكومة الأسبق حينها”.
وأشار إلى أن “الغنوشي تعمد استغلاله لإقامة مؤتمرات شورى حركة النهضة الإخونجية”، متسائلا كيف للغنوشي أن ينكر الجميل والفضل ليقوم بإقصائي بعد سنوات من خدمته؟
وأضاف في التسريب الصوتي، أنه “في عام 2011 جاءني الغنوشي فقيراً، لا يملك حتى منزلا، اصطحبته إلى منزلي وعرّفته برجال الأعمال.. كان الكل يكرهونه ويقشعرون منه وأخبروني بأنهم لا يريدون التعامل معه لكنني أقنعتهم”.
مليارات من دولة عربية
وتابع الدعداع: “حينها اصطحب الغنوشي أكثر من مئة إخونجي إلى منزلي وأكرمتهم جميعا.. ورغم ذلك روجوا شائعة بأنني الأمين السري لأموال جهاز الإخونجية”.
كما تحدث عن الأموال الرهيبة التي كانت تأتي في صناديق بالعملة الصعبة من إحدى الدول العربية -لم يسمها- والتي تسلمها معاذ، نجل الغنوشي، مباشرة، قائلا: “ابن الغنوشي معاذ كان يأتي بمليارات من دولة عربية وأذهب معه لحمايته وأقوم بنفسي بإيصال تلك الأموال إلى مقر حركة النهضة بالعاصمة تونس”.
ويذكر الدعداع أن كل ما قام به قُوبل بالجحود والنكران من قبل الغنوشي حين دارت عليه دوائر الزمان وأكثر ما تردد في مقطع الفيديو، صفة النذالة التي كان يستعملها الدعداع في وصف الغنوشي.
الدولة المافيوزية
وتعليقا على الفيديو المسرب للقيادي الإخونجي عادل الدعداع، قالت منية العرفاوي، الصحفية التونسية، إن التسجيل الصوتي المنسوب للدعداع، لو ثبتت صحته فإنه “أعمق بكثير من كونه كان مجرد حمالة حطب في زمن الشيخ”.
وأضافت: “أنه رماه كنواة بعد أن قام بالدور المطلوب، فتلك من صفات الغنوشي التي يعلمها الجميع.. لكن المهم بالنسبة لي أن ذلك التسجيل منحنا فكرة واضحة كيف كانت تُدار الدولة المافيوزية التي اكتملت ملامحها بعد الثورة..”.
وتابعت في تدوينة لها على “فيسبوك”: “تشخيص علاقة الأحزاب برجال الأعمال.. وكيف يتم صنع القرارات الرسمية في الولائم والجلسات الخاصة وفي لحظة المتعة الخالصة بين المال والسياسة”.
وواصلت حديثها: “التسريب شخّص علاقة رجال الأعمال بالإعلام والأحزاب في نفس الوقت وكيف كانت بعض القنوات تتحرك بتحكم كامل من أجندات مالية وحزبية خفية، إضافة لتدخل بعض الدول الإقليمية وتسللها إلى مواقع القرار وتوظيف مؤسسات دولة كالداخلية في نصب الفخاخ للخصوم”.
وقال إن “عادل الدعداع مثله مثل العشرات.. مجرد حجر نرد.. على طاولة قمار.. لا أحد يعرف من لاعبيها ولا ما هو رهانها”.
من جهته، قال الناشط السياسي فتحي العمدوني، إن التسجيل الصوتي الخطير للدعداع “يفضح المجرم الغنوشي وعصابته” .
وتابع في تدوينة نشرها على “فيسبوك”، أن “تلك الاعترافات تعطي الرئيس التونسي قيس سعيد أولوية لحل حركة الإرهاب والمجالس البلدية التي تحكمها بجرة قلم.. وأن تقوم النيابة العامة التونسية فورا بإيقاف المجرم الغنوشي”.
وكانت النيابة العامة التونسية لمكافحة للإرهاب أحالت الدعداع إلى قاضي التحقيق بموجب تهم تعلقت بتقديم تبرعات ومساعدات وأموال لتمويل أشخاص أو تنظيمات لها علاقة بالإرهاب سواء داخل تونس أو خارجها، دون معرفة مصدر تلك الأموال وغيرها من التهم ذات الصبغة الإرهابية.
وفي أواخر مايو/أيار قرّر القضاء التونسي حظر السفر على 34 متهما في قضية تتعلق باغتيال معارضَين سياسيَين، وشمل الإجراء رئيس حزب النهضة راشد الغنوشي.