تظاهرة حاشدة في السودان تطالب بـ”مدنية الدولة”
ودعماً لعملية الانتقال الديمقراطي
احتشد آلاف السودانيين وسط الخرطوم في تظاهرة سلمية، الخميس، مطالبين بـ”مدنية الدولة” ورافضين “محاولات قطع الطريق أمام عملية الانتقال الديمقراطي”.
وتأتي هذه المسيرة في وقت تحاول السودان تجاوز الأزمة المستمرة منذ أيام بين المكونين المدني والعسكري في مجلس السيادة السوداني، وذلك عقب محاولة الانقلاب الفاشلة التي جرت الشهر الجاري.
وشارك في المسيرة 85 كيانا يضم لجان مقاومة وأحزابا ومنظمات مجتمع مدني، في ظل توتر شديد بين الشقين العسكري والمدني في الحكومة السودانية.
وردد المتظاهرون الذين تجمعوا في ميدان محطة القطار الرئيسية بالخرطوم وأمام مقر اللجنة الوطنية المكلفة تفكيك نظام البشير، شعارات مطالبة بـ”تسليم السلطة للمدنيين وتحقيق العدالة لشهداء الثورة”، التي أطاحت نظام البشير في أبريل 2019.
وفي حين أعلن المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير، الحاضنة السياسية للحكومة، دعمه للمسيرة، أعلنت مجموعات صغيرة معظمها ممن تقاسموا السلطة مع النظام السابق معارضتها لمثل تلك التظاهرات.
ومنذ ساعات الصباح، شهدت بعض المناطق انتشارا لقوات الأمن، خصوصا القريبة من محيط القيادة العامة في قلب الخرطوم.
حماية الانتقال الديمقراطي
وتتزامن المسيرات مع قرب موعد تسلم المدنيين رئاسة مجلس السيادة من العسكريين في نوفمبر المقبل، حسبما تنص عليه الوثيقة الدستورية التي تحكم الفترة الانتقالية الحالية.
وكان رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان، أكد الأربعاء على التزام المكون العسكري في المجلس بدعم وحماية الانتقال الديمقراطي في البلاد، استباقا لدعوات للتظاهر الخميس.
ودعا البرهان إلى العمل مع رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك والأطراف السياسية في البلاد، من أجل إنجاح عملية انتقال السلطة للمكون المدني في مجلس السيادة الانتقالي.
وزاد التوتر بين الشقين المدني والعسكري في المجلس بعد تصريحات أدلى بها رئيس مجلس السيادة ونائبه محمد حمدان دقلو (حميدتي)، على خلفية الإعلان عن محاولة انقلابية فاشلة قبل أيام.
وكان البرهان قد قال قبل أيام إن القوات المسلحة “هي الوصية على أمن السودان ووحدته”، قاطعا بأنه لا توجد جهة تستطيع إبعادها من المشهد خلال المرحلة الانتقالية.
كما اتهم حميدتي المكون المدني في مجلس السيادة الانتقالي، بالتسبب في تعدد المحاولات الانقلابية وممارسة الإقصاء ضدهم.