تقرير أمريكي: واشنطن خسرت معركة البحر الأحمر أمام “أنصار الله” الحوثية
"إفلاس ميناء إيلات الإسرائيلي بسبب تراجع حركة السفن"
قالت وسائل الإعلام الأمريكية في أحد تقاريرها، أن “الولايات المتحدة خسرت معركة البحر الأحمر أمام جماعة “أنصار الله” الحوثية في اليمن، مشيرة إلى أن الجماعة تسببت في إفلاس ميناء إيلات الإسرائيلي بسبب تراجع حركة السفن القادمة إليه والمنطلقة منه عبر البحر الأحمر”.
ذلك فيما تواصل “أنصار الله” ، عملياتها العسكرية ضد السفن الأمريكية والبريطانية وسفن الشحن المرتبطة بإسرائيل أو بأي منهما، وهو ما تسبب في خسائر فادحة كان لها تأثير عالمي.
وبحسب وكالة “بلومبرغ”، تحاول الولايات المتحدة الأمريكية إيقاف هجمات “أنصار الله” بجميع الوسائل العسكرية، لكن كل ما قامت به لم يصل إلى أي نتيجة وبدأت آثار عمليات الجماعة الاقتصادية تظهر بوضوح على إسرائيل، التي تستهدفها الجماعة في معركة، تقول إن “الهدف منها هو دعم المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة التي تتعرض لعدوان إسرائيلي منذ نحو 11 شهرا”.
ويرى تقرير وكالة “بلومبرغ”، أن “أنصار الله”، التي وصفها بـ”شبه دولة”، تمكنت من فرض أكبر تحد على حرية الملاحة في البحار منذ عقود، وأنها تمكنت من هزيمة قوة عظمى مثل الولايات المتحدة الأمريكية، التي أصبح جيشها منهكا إلى أبعد الحدود.
وأصبح ما تقوم به “أنصار الله” جزءا مما يطلق عليه “محور المقاومة”، الذي يضم إيران و”حزب الله” والفصائل الفلسطينية والفصائل العراقية، وهي الجبهات التي بدأت عمليات استهداف ضد إسرائيل بوسائل مختلفة منذ بدء حرب غزة، كان أبرزها هجوم إيران الذي استخدمت فيه مئات الطائرات المسيرة والصواريخ، وهجمات “حزب الله” المتكررة التي تستهدف شمالي إسرائيل.
استنزاف قدرات واشنطن من الأسلحة المتطورة
وتحدث التقرير أيضا عن فشل الولايات المتحدة الأمريكية في تلك المعركة التي شملت استخدام وحدات بحرية مختلفة لمواجهة الطائرات المسيرة والصواريخ التي تطلقها “أنصار الله” ضد السفن في البحر الأحمر، إضافة إلى تنفيذ هجمات على مواقع في مناطق سيطرة الجماعة، مضيفا: “لكن كل ذلك لم يتمكن من تغيير المعادلة أو وقف عمليات استهداف السفن”.
ولفت التقرير إلى أن “أنصار الله” تمكنت من استخدام أسلحة رخيصة التكلفة لإلحاق خسائر كبيرة بالسفن العابرة للبحر الأحمر المرتبطة بالولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل، كما أنها تسببت في استنزاف قدرات واشنطن من الأسلحة المتطورة باهظة التكلفة، التي رغم استخدامها لم تتمكن من تغيير الواقع”.
وبحسب التقرير، فإن سماح “أنصار الله” بمرور سفن الدول الأخرى وخاصة الصين وروسيا، دون التعرض لها منح تلك الدول مزايا استراتيجية ومكاسب اقتصادية كبيرة في ذات الوقت الذي تتعرض له الولايات المتحدة وحلفاؤها لخسائر هائلة وفقدان تدريجي لقدرتها على الردع سواء في المنطقة أو على المستوى العالمي.
وأشارت “بلومبرغ”، في وقت سابق، إلى أن تكتيكات “أنصار الله” العسكرية تمكنت من إلحاق هزيمة بالجيش الأمريكي في المنطقة، مشيرة إلى أن تكلفة الطائرة المسيرة الواحدة التي تستخدمها “أنصار الله” ضد السفن المستهدفة في البحر الأحمر لا تزيد تكلفتها عن ألفي دولار، بينما تستخدم الولايات المتحدة الأمريكية صواريخ دفاع جوي تصل تكلفة الواحد منها إلى مليوني دولار.