تقرير: الدواعش أجروا تجارب كيميائية على سجناء عراقيين
كشف محققو الأمم المتحدة، أن تنظيم “داعش” الإرهابي استخدم سجناء عراقيين لإجراء تجارب بشرية على أسلحة كيميائية، وربما بيولوجية، وفق تقرير أممي حديث نقلته صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية، التي اعتبرت أنه يسلط ضوءاً جديداً على رغبة التنظيم في صنع سلاح دمار شامل.
وقالت الصحيفة، في تقرير نشرته الخميس، على موقعها الإلكتروني، إن هذه التجارب، التي لم يتم الكشف عنها سابقاً، أجريت في وقت ما بعد 2014، عندما كان التنظيم يسيطر على الموصل، وعلى الجامعة الرئيسة في المدينة، باعتبارها مركز أبحاث لأنواع جديدة من الأسلحة.
وأوضحت الصحيفة، أنه وفقاً للتقرير الذي أصدرته لجنة تم تعيينها من قبل مجلس الأمن الدولي للتحقيق في جرائم الحرب التي ارتكبها التنظيم، فإن المحققين وجدوا تقارير تفيد بتعرض السجناء لمادة “الثاليوم”، وهي مادة كيميائية شديدة السمية، تُستخدم في قتل الفئران، وكذلك النيكوتين الذي يعتبر مميتاً في حال تناوله بجرعات عالية، مشيرة إلى أن بعض السجناء لقوا حتفهم.
الأدلة الجديدة
وخلال عمل اللجنة كشف مسؤولو الأمم المتحدة أيضاً جهود “داعش” لاستخدام الكلور في تصنيع السلاح، وتصنيع خردل الكبريت، وهو السلاح الكيميائي المعروف باسم غاز الخردل الذي اُستخدم لقتل وتشويه آلاف الجنود في الحرب العالمية الأولى.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الأدلة الجديدة ظهرت من خلال فحص أجهزة الكمبيوتر والهواتف المحمولة الخاصة بعملاء “داعش” القتلى أو الأسرى، وفقاً للتقرير الذي تم تقديمه إلى مسؤولي مجلس الأمن، هذا الأسبوع، من قبل فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة لتعزيز المساءلة عن الجرائم التي ارتكبها التنظيم.
وقال التقرير: “الأدلة التي تم الحصول عليها تشير إلى أن داعش اختبر مواداً بيولوجية وكيميائية، وأجرى تجارب على السجناء كجزء من هذا البرنامج، ما تسبب في مقتل البعض، كما يُشتبه في استخدام عوامل الأعصاب والمركبات الصناعية السامة في إطار البرنامج”.
ورأت الصحيفة أن “هذه الأبحاث التجريبية الخاصة بالحرب الكيميائية هي جانب لم يكن معروفاً بشكل كبير عن رغبة داعش في تصنيع أسلحة جديدة لمحاربة أعدائه الإقليميين أو استخدامها كأسلحة لارتكاب جرائم في الخارج”.
وتابعت: “بعد الاستيلاء على معظم شمال العراق في عام 2014، استولى المسلحون على كمية كبيرة من الكلور من محطات تنقية المياه العراقية، ثم استخدموها في هجمات بالغاز السام ضد المقاتلين الأكراد والعراقيين. وفي وقت لاحق، جنَّد قادة التنظيم العلماء والمهندسين، والذين كانوا مزيجاً من الخبراء الأجانب والموظفين السابقين، في مصانع الأسلحة الكيميائية التابعة للرئيس العراقي الراحل صدام حسين، لمساعدتهم على إنتاج خردل الكبريت، باستخدام مختبرات جامعة الموصل كمركز أبحاث”.
الخبراء الكيميائيين هربوا
وأكد المحققون الدوليون، أن جهود التنظيم نجحت بشكل جزئي، إذ استطاع تصنيع نوع محلي من خردل الكبريت، ذي نوعية رديئة نسبياً، وتم استخدامه في المعارك من خلال صواريخ المدفعية.
وأشارت الصحيفة إلى أن المحللين يرون أن جودة هذه الأسلحة ربما تكون قد تحسنت مع مرور الوقت.
ولفتت الصحيفة إلى أن كبار علماء البرنامج قتلوا أو ألقي القبض عليهم بين عامي 2015 و 2016، في غارات شنها التحالف العسكري بقيادة الولايات المتحدة في العراق، كما تم تدمير المعامل الرئيسة للتنظيم في غارات جوية عام 2016، وأثناء القتال لتحرير الموصل، فيما يُعتقد أن بعض الخبراء الكيميائيين في التنظيم هربوا.
واعتبر الخبراء أن مسألة إجراء أبحاث محتملة في مجال الأسلحة البيولوجية، والذي لم يتم تقديم تفاصيل عنه في التقرير، أمر مثير للقلق بشكل خاص، لأنه لم يكن من المعروف أن التنظيم استثمر موارد كبيرة للحصول على قدرات بيولوجية، بحسب الصحيفة.
وأوضحت الصحيفة، أن نتائج الأمم المتحدة، جزء من تحقيق واسع في الفظائع المزعومة التي ارتكبها تنظيم داعش، بما في ذلك اغتصاب وقتل الأيزيديين، وإعدام الآلاف من الجنود وضباط الشرطة العراقيين، الذين تم أسرهم بعد انتشار التنظيم في جميع أنحاء البلاد في 2014.
ونقلت عن رئيس لجنة التحقيق، كريم أسد أحمد خان، قوله إن “مجموعته وجدت أدلة واضحة ومقنعة على جرائم الإبادة الجماعية التي ارتكبها تنظيم داعش، خاصة ضد الأقلية الأيزيدية في العراق”، مضيفاً أن “قائمة الجرائم الموثقة تضمنت القتل والتعذيب والمعاملة القاسية”.