توقيف 12 شخص في ألمانيا بشبهة تشكيل منظمة متطرفة ذات طابع إرهابي
أوقف 12 شخصا في ألمانيا الجمعة في سياق التحقيق بشأن مجموعة تنتمي إلى اليمين المتطرف كانت تحرّض على اعتداءات تطال سياسيين وطالبي لجوء ومسلمين، ما أجج القلق من تصاعد أعمال العنف على يد متطرفين.
ويشتبه بقيام أربعة من بين الموقوفين بتشكيل “منظمة يمينية متطرفة ذات طابع إرهابي” بينما يدعي البقية بأنّهم أبدوا استعدادهم على توفير دعم “مالي” أو “مساعدة من أجل حيازة اسلحة”، وفق ما أعلنت النيابة العامة الفدرالية في بيان.
وذكرت النيابة العامة في مدينة كارلسروه المعنية بالنظر في قضايا الإرهاب، أنّ المجموعة التي تشكلت في ايلول/سبتمبر الماضي، كانت تهدف إلى “تقويض نظام الدولة والمجتمع في ألمانيا”، وكانت تستهدف بشكل خاص “مسؤولين سياسيين، طالبي لجوء ومسلمين”.
وكانت النيابة العامة أعلنت في وقت سابق عن مداهمات في 13 مكانا موزعين على خمس ولايات، بينها بافاريا وشمال-الراين-وستفاليا الأكثر اكتظاظا بالسكان في ألمانيا كافة.
وجرى تحديد خمسة مشتبه بهم، بالإضافة إلى ثمانية أشخاص اشتبه بتقديمهم الدعم.
ويبرز من بين المشتبه بهم، وجميعهم من الجنسية الألمانية، شرطي في شمال-الراين-وستفاليا، بحسب ما قال متحدث باسم وزارة الداخلية المحلية لفرانس برس.
وأشارت النيابة العامة إلى أنّ “اعتداءات لم يتم الوقوف بعد على ترتيباتها العملية، كانت ستستهدف مسؤولين سياسيين، طالبي لجوء وأشخاصا يتبعون الديانة المسلمة بغية إثارة وضع شبيه بحرب أهلية”.
وبهدف تنفيذ مخططاتهم، التقى المشتبه بهم في عدد من المناسبات وفي أمكنة مختلفة، وفق القضاء. كما أنّهم استفادوا من إمكانية التحادث عبر تطبيقات مراسلة عدة.
وتخشى السلطات الألمانية من إرهاب اليمين المتطرف خاصة بعد مقتل مسؤول ألماني داعم للمهاجرين وينتمي إلى حزب المستشارة أنغيلا ميركل، في حزيران/يونيو الماضي.
وأوقف في ذاك الملف شخص ينتمي إلى النازيين الجدد، كان دين في الماضي بأعمال عنف على خلفية عرقية، ولكنّه استفاد من عدم تتبعه من أجهزة الاستخبارات منذ عدة سنوات.
وعثر على المسؤول الإقليمي الرفيع فالتر لوبكه ميتاً في 12 حزيران/يونيو في شرفة منزله. وكان من أشد الداعمين لاستقبال المهاجرين، وسبق له أن تلقى تهديدات بالقتل.
وأثار مقتل هذا المسؤول صدمة في ألمانيا حيث يراكم اليمين المتطرف الانتصارات الانتخابية، بخاصة في ألمانيا الشرقية السابقة حيث تبقى الفئة الأكثر تشدداً من حزب “البديل لألمانيا” في مرمى الأجهزة الاستخبارية.
وشهدت المانيا على صدمة ثانية حين حاول رجل ذو خلفية يمينية متطرفة الاعتداء على كنيس في مدينة هاله في شرق البلاد.
ومنذ نحو خمسة شهور، يحاكم ثمانية من النازيين الجديد في دريسدن في شرقي ألمانيا ايضا لتخطيطهم تنفيذ اعتداءات على أجانب ومسؤولين سياسيين.
ويزداد القلق في ألمانيا ايضا بسبب تكرر أعمال العنف التي تستهدف نوابا في ظل سياق سياسي يتصف بالتوتر نتيجة ضغوط اليمين المتطرف.
وفي كانون الثاني/يناير، تلقى النائب من اصول سنغالية كرامبا ديابي تهديدات بالقتل وعثر على ثقوب من الرصاص في واجهة إقامته في هاله.