تونس: موجة غير مسبوقة من وباء كورونا وانهيار لمنظومة الصحة
حذرت وزارة الصحة التونسية في بيان، من أن “البلاد تشهد موجة وبائية غير مسبوقة، وتخوض حرباً حقيقية ضد وباء كورونا، ما يفرض علينا جميعاً رص الصفوف وتغليب المصلحة الوطنية والوقوف إلى جانب فرقنا الصحية”.
وتكافح تونس لمواجهة موجة وبائية غير مسبوقة سببها انتشار السلالتين المتحورتين من فيروس كورونا “ألفا” و”دلتا”، مع تسجيل أرقام إصابات قياسية، وامتلاء أقسام العناية الفائقة بالمصابين، ونفاذ كميات الأوكسجين، وتعرض الفرق الطبية للإرهاق، ما دفع وزارة الصحة إلى إعلان “انهيار المنظومة الصحية”.
وسجلت تونس 9,286 إصابة جديدة بفيروس كورونا، وفق بيان أصدرته وزارة الصحة مساء السبت، كما سجلت رقماً قياسياً جديداً في عدد الوفيات اليومية بالفيروس، بلغ 194 حالة وفاة جديدة، الجمعة، ليصل العدد الإجمالي للوفيات إلى 16,244 وفاة منذ ظهور الوباء في البلاد.
وكانت الناطقة باسم وزارة الصحة، نصاف بن علية، قالت لراديو “موزايك” المحلي، الخميس: “نحن في وضع كارثي.. المنظومة الصحية انهارت.. لا يمكن أن تجد سريراً (في المستشفيات) إلا بصعوبة كبرى.. نكافح لتوفير الأوكسجين.. والأطباء يعانون إرهاقاً غير مسبوق”. وحذرت من أن “المركب يغرق”، داعية الجميع إلى توحيد الجهود.
وتنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي صور ومقاطع فيديو تظهر مصابين ينتظرون دورهم لتلقي العلاج في أروقة المستشفيات، التي تشهد اكتظاظاً غير مسبوق في مناطق عدة.
تعهدات بعض الدول
وأمام هذا الوضع، وفي ظل تزايد المخاوف من عدم تمكن الدولة من السيطرة على التفشي، تعهدت دول عدة مساعدة تونس.
وتعهد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، خلال محادثة مع الرئيس التونسي قيس سعيد، الجمعة، إرسال لقاحات و”كل ما تحتاجه تونس من تجهيزات طبية لمساعدتها على تجاوز محنتها”، بحسب بيان للرئاسة التونسية.
كذلك، تعهدت ليبيا بإرسال مساعدات طبية لتونس، بحسب بيان منفصل للرئاسة.
وتسلمت تونس، السبت، معدات وتجهيزات طبية قادمة من مصر على متن طائرتين عسكريتين، تتضمن أدوات وآلات مراقبة التنفس وأجهزة الأوكسجين، وفقاً لوكالة الأنباء التونسية الرسمية.
وأرسلت قطر، الجمعة، طائرة عسكرية محملة بمساعدات مجهزة بمستشفى ميداني يضم 200 سرير طبي و100 جهاز تنفس اصطناعي.
وقال مسؤولون تونسيون، إن الجزائر والكويت وتركيا سترسل مساعدات عاجلة لتونس.
حظرت التنقل بين الولايات
وبعدما نجحت في احتواء الموجة الأولى العام الماضي، تجهد السلطات التونسية حالياً لاحتواء التفشي السريع للوباء، وفرضت عزلاً عاماً في بعض المدن منذ الأسبوع الماضي، لكنها رفضت فرض العزل العام على مستوى البلاد كلها بسبب الأزمة الاقتصادية.
والخميس، حظرت الحكومة التنقل بين الولايات ومددت الإجراءات التي اتخذتها سابقاً ومن بينها الإغلاق التام في عدد من الولايات إلى تاريخ 31 يوليو الحالي، مستثنية “أنشطة التزويد بالمواد الحيوية وامتحانات الطلاب”، وفق بيان للحكومة.
نقص اللقاحات
وتعاني تونس نقصاً حاداً في اللقاحات، ولم يحصل سوى 715 ألف شخص على جرعتين من اللقاح، في حين يبلغ عدد السكان 11.6 مليون نسمة.
وبدأ الجيش في المساعدة على تسريع حملة التطعيم المتعثرة من ولاية تطاوين جنوب البلاد، ويتوقع أن يستمر في مسح كامل مناطق الولايات تدريجياً.
وقال عميد في الجيش، إن الهدف هو تطعيم 20 ألف مواطن من المسنين وأصحاب الأمراض المزمنة في تطاوين.
إغلاق حدود
والخميس، قررت ليبيا إغلاق حدودها مع تونس وتعليق الرحلات الجوية بين البلدين لمدة أسبوع، وفقاً لناطق باسم الحكومة.
وقال الناطق باسم الحكومة الليبية محمد حمودة، في بيان: “نظراً إلى تفاقم الحالة الوبائية في دولة تونس وزيادة معدل الإصابات بالمتحور الهندي دلتا لفيروس كورونا وإعلان وزارة الصحة التونسية انهيار المنظومة الصحية بالبلاد، قرر مجلس الوزراء غلق المنافذ البرية والجوية لمدة أسبوع ابتداء من اليوم الساعة 12:00 منتصف الليل”.
وأضاف الناطق أن “الدولة الليبية ستتكفل، من خلال قنصليتها في تونس، برعاية رعاياها العالقين جراء هذا القرار، إلى حين تسهيل عودتهم إلى البلاد”.