جذور المذبحتين اللتين وقعتا في الولايات المتحدة الأميركية
احصاءات في مفردات خطابات ترامب
يرى البعض أن جذور المذبحتين اللتين وقعتا في الولايات المتحدة الأميركية في عطلة نهاية الأسبوع الفائت، تعود، من بين أسباب أخرى، إلى العنف الذي يتضمّنه خطاب الرئيس، دونالد ترامب، في مسألة الهجرة والمهاجرين.
والآن لم يعد ذلك مجرّد رأي، إذ يحاول البعض تقديم إحصائيات تؤكد على ذلك.
ورغم أن ترامب قال منذ يوميْن، خلال مؤتمر صحافي له، إنّ “ليس هناك من مكان للكراهية في الولايات المتحدة” بعد مجزرتيْ تكساس وأوهايو، إلا أن ذلك لم يعفِه من الانتقادات الحادة. كثيرون اليومَ يرون أنه من غير الصائب فصل العنف في الشارع عن الخطاب السياسي الذي اختاره ترامب وغيره من الجمهوريين واليمنيين.
الأوّل من أمس أيضاً، قال ترامب إن المهاجميْن اللذين قتلا 31 شخصاً في ولايتيْ تكساس وأوهايو “مريضان عقلياً”، وهذا ما رأى فيه البعض محاولة من قبله عزل المقتلة عن السياق العام الذي جاءت فيه. كذلك وجّه ترامب أصابع الاتهام إلى الإنترنت بشكل عام، وألعاب الفيديو ووسائل التواصل الاجتماعي، وقال إن كلّ تلك الأمور تشكلّ “طريقاً مفتوحاً أمام الراديكالية”.
إحصائيات فيسبوك
طبعاً لم يتقبّل معارضو ترامب في السياسة رأيه، ونشروا إحصائيات لشركة فيسبوك الأميركية، تبيّن كميّة المال التي أنفقها الرئيس خلال الحملة الانتخابية الحالية، على مسائل متعلقة بالهجرة، خصوصاً عند الحدود الجنوبية (المكسيك). لا بل أنهم قدموا أيضاً إحصائيات، بعَدِد المرات التي استخدم فيها ترامب مفردة “غزو” في سياق الحديث عن المهاجرين.
الإحصائيات التي نشرت تخصّ فقط الإعلانات على موقع فيسبوك، علماً أن مراقبين قالوا إنهم لا يرون اختلافاً في الخطاب الذي يستخدمه دونالد ترامب على تويتر. ويجدر هنا التذكير بأن الإحصائيات المخصصة لاستخدام مفردة “غزو”، لا تشمل إلا الإعلانات، أي ما دفع المسؤولون في حملة ترامب الانتخابية لقاءَه مالاً، كي يقوم فيسبوك بدوره بتوزيعها على المستخدمين.
هل يسوق مالُ ترامب لفكرة “غزو” المهاجرين؟
بحسب تقرير فيسبوك إذاً، استخدم ترامب مفردة “غزو” 2199 مرّة منذ كانون الثاني/يناير 2019 في سياق الحديث عن الهجرة، عن الحدود المكسيكية أو حتى عن بناء الجدار وخلافه السياسي شبه الدائم مع الديمقراطيين. والتركيز على هذه المفردة جاء بعد أن استخدمها باتريك كروسيوس، المشتبه به الذي اجتاز نحو ألف كيلومتر باتجاه إل باسو في تكساس بهدف “ردع الغزو اللاتيني لولاية تكساس”.
وبحسب ما تقوله صحيفة “ذي غارديان” البريطانية، فإن الإعلانات التي ذكرت مفردة “غزو” تمّت مشاهدتها 5.6 مليون مرّة كحدّ أقصى، بينما كلّفت حملة الرئيس الأميركي 8.7 مليون دولار.