حركة النهضة في تونس تلاحق صحفيين كشفوا تورطها في قضايا الإغتيالات السياسية
أقامت قيادات داخل حركة النهضة الإخونجة في تونس دعاوى قضائية ضد صحفيين، على خلفية الفيلم الوثائقي “غرف سوداء.. عودة التنظيم السري لحركة النهضة” الذي فضح تورط الإخوان في تصفية خصوم سياسيين.
الفيلم الوثائقي، الذي عرض في شهر يونيو/حزيران 2019 ملابسات تورط 26 قيادياً في حركة النهضة الإخونجية في الاغتيالات السياسية، التي راح ضحيتها القيادي اليساري شكري بلعيد والقيادي القومي محمد البراهمي عام 2013.
كما ربط الفيلم بين النهضة وعلاقتها بإخوان مصر من خلال التخطيط لتصفية خصوم سياسيين في زمن حكم الترويكا الإخوانية (2014-2011).
ونشر مهدي الجلاصي عضو المكتب التنفيذي لنقابة الصحفيين في تونس وأحد معدي الفيلم تدوينة على شبكة التواصل الاجتماعي” فيسبوك” قال فيها: “تم استدعائي بصحبة فريق إعداد الفيلم الوثائقي (غرف سوداء) نضال العازم وأحمد نظيف لدى فرقة العوينة (فرقة أمنية) يوم الإثنين 17 فبراير/شباط”.
وأضاف: “لا نعلم من قدم في حقنا الشكاية لكنها تتعلق بالفيلم الوثائقي الذي يروي قصة الغرفة السوداء بوزارة الداخلية، التي أثبت القضاء وجودها، لكن هل يعقل في هذه الدولة اعتبار صحفيين ذوي شبهة لأنهم أنجزوا فيلما”.
وأفادت مصادر أمنية، بأن الدعوى القضائية رفعتها قيادات داخل حركة النهضة، بعد بث الشريط الوثائقي، وقام بالشكاية راشد الغنوشي رئيس الحركة وابنه معاذ.
المصادر ذاتها، أوضحت أن تعليمات تلقتها بعض الفرق الأمنية لمراقبة كل التدوينات والصفحات المناهضة لإخوان تونس.
من جهته أكد عضو نقابة الإعلام الهادي الطرشوني أنه لا يجب مقاضاة الصحفيين على الأعمال المهنية التي يقومون بها، لأن الدستور التونسي لسنة 2014 يعطي الحرية للإعلام لتناول كل القضايا والتطرق إلى كل الموضوعات دون حواجز.
وأضاف: “الفيلم الوثائقي تطرق لموضوع متداول في تونس ويمثل مادة صحفية احترمت الحرفية المطلوبة”.
يشار إلى أن هيئة الدفاع عن شكري بلعيد ومحمد البراهمي اتهمت حركة النهضة في بداية هذا الشهر بسرقة وثائق تثبت تورطها في الاغتيالات السياسية، وتؤكد امتلاكها جهازاً سرياً مهمته تصفية الخصوم السياسيين.
واغتيل شكري بلعيد ومحمد البراهمي بالرصاص أمام منزليهما، الأول في 6 فبراير/شباط 2013، والثاني في 25 يوليو/تموز من العام نفسه.
ونشرت هيئة الدفاع عن المعارضين بلعيد والبراهمي في سبتمبر/أيلول 2019 وثائق على صفحات التواصل الاجتماعي، تكشف تورط جماعة الإخوان في الإعداد لجهاز لتنفيذ عمليات الاغتيال السياسي لكل من يخالف فكرهم.