خبراء يكشفون عن تكتيكات المنظمات الإرهابية في جنوب ليبيا
ليبيا: ضربات الجيش الوطني الليبي وغارات القيادة الأمريكية بأفريقيا “أفريكوم” على التنظيمات الإرهابية في جنوب ليبيا ترعبها وتدفعها لتطوير استراتيجيتها للبقاء على قيد الحياة، الأمر الذي دفع خبراء في مكافحة الإرهاب لمطالبة الجيش الوطني بتطوير استراتيجيته للقضاء على هذه التنظيمات.
ونفذ سلاح الجو الليبي العديد من الغارات على أوكار هذه التنظيمات الإرهابية أسفرت عن مقتل 21 إرهابيا بالقرب من مدينة مرزق، بالإضافة إلى ضربات الأفريكوم التي أسفرت عن مقتل نحو 43 آخرين.
ويرى خبراء، في تصريحات لـ”عرب أوبزارفر”، أن تنظيمي داعش الإرهابي والقاعدة وغيرها لجأت لاستراتيجيات جديدة للبقاء على قيد الحياة في الجنوب الليبي، ويجب على الجيش الوطني وقيادة “أفريكوم” تطوير استراتيجيتها هي الأخرى للقضاء على هذه التنظيمات الإرهابية.
أحمد عطا، الباحث المتخصص في مكافحة الإرهاب الدولي بمركز دراسات الشرق الأوسط في لندن، يؤكد أن الإرهابيين يعيدون تمركزهم في الجنوب الليبي لتخفيف الضغط علي مليشيات طرابلس التي تقاتل الجيش الوطني.
وأضاف أن تركيا تريد جعل جنوب ليبيا حمص جديدة، على غرار مدينة حمص السورية التي شهدت قتالاً هو الأعنف.
وكشف عطا النقاب أن المخابرات التركية طورت آليات المواجهة بفتح معابر لأكثر من ١٥٠٠ من عناصر تنظيم داعش والقاعدة، انتقلوا من 3 جبهات خلال الـ6 أشهر.
وأوضح أن معابر الإرهابيين إلى ليبيا تقع تحت غطاء وتأمين المخابرات التركية، والتي تدير معركة طرابلس من خلال فريق عمل منذ بدء المعركة قبل 6 أشهر.
وأشار إلى أنه تم نقل ٤٠٠ من عناصر خطاب الشيشاني من أوربا الشرقية، بالإضافة إلى إرهابيين من وسط وغرب أفريقيا من عناصر تنظيم القاعدة ينتمون إلى مجموعة عبدالقادر مؤمن بشمال الصومال، ومجموعة أخرى من تنظيم المرابطين الذي يقوده مختار بلمختار ومجموعة من بوكو حرام.
وأضاف عطا أن نقل عناصر من تنظيم داعش كانت تتمركز في جبال تونس سرا إلى الجنوب الليبي، حيث رصدت ميزانية وفرتها حكومة الوفاق تبلغ ٣٠٠ مليون دولار لتسليح ونقل هولاء الإرهابيين.
ويرى محمد البلقاسي، الباحث في شؤون الجماعات التكفيرية والإرهابية، أن داعش في الجنوب الليبي بدأ يلجأ إلى استراتيجية الخداع لجلب العديد من الإرهابيين للجنوب الليبي.
وأكد، في تصريحات لـ”عرب أوبزارفر”، أن تنظيم داعش الإرهابي يعاني من تدهور كبير على الأرض منذ انطلاق عملية فرض القانون يناير/كانون الثاني الماضي، ما دفعه لخداع أفراده لجذبهم إلى هناك.
ونوه البلقاسي إلى أن تنظيم داعش الإرهابي حاول إيصال فكرة تقدمه في العديد من إصداراته، خاصة “والعاقبة للمتقين” الخاص بليبيا، والإصدار الإنشادي “دارت رحاها” الذي نشر الثلاثاء.
وشدد على أن التنظيم ليس موجودا بصورته الحقيقية في طرابلس، وإنما يوجد بصورة عناصر إرهابية يحاولون خداع وإيهام متابعيه بهذه الإصدارات.
وأشار البلقاسي إلى أن داعش يسعى إلى التجمع في وسط أفريقيا، مع الإبقاء على أماكن الصراع في مصر وليبيا وغيرها في حالة اشتعال مستمر.
وأوضح أن مساحة ليبيا التي تزيد عن مليون ونصف المليون كلم، وتتضمن مساحات كبيرة فارغة تعتبر بيئة ملائمة للجماعات الإرهابية.
وكشف مصدر استخباراتي عن أن الإرهابيين في ليبيا قسموا أنفسهم إلى مجموعات صغيرة في عدة مناطق، بعد تخوفها من هجمات جوية جديدة ينفدها سلاح الجو أو القوات الأمريكية في أفريقيا (أفريكوم).
وكشف المصدر لـ”عرب أوبزارفر” أن الجيش الليبي يرصد أماكن تمركزاتهم ويستهدفهم، وأبرز هذه التمركزات هي بلدة القطرون الحدودية مع تشاد، وقاعدة الويغ العسكرية أقصى الجنوب، وقرب الشركة الهندية بأم الأرانب، ومنطقة القرضة وتامزاوة ومشروع الدبوات الزراعي بوادي الشاطي.
وأكد أن الجماعات الإرهابية اختارت استراتيجية التحالف مع حكومة الوفاق غير الدستورية، واللعب على الأطر العرقية والإثنية بتحريك التبو ضد الليبيين، على الرغم من أن هذا ليس من أسس التنظيمات.