دعوات لتحقيق مستقل في جريمة حرق عشرات المهاجرين الإثيوبيين في صنعاء
دعا المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، اليوم الثلاثاء، مجلس الأمن الدولي إلى إجراء “تحقيق مستقل” في حريق أودى بحياة عشرات المهاجرين، معظمهم من الإثيوبيين، الأسبوع الماضي في صنعاء.
وفي إشارة إلى “حريق مروع وغير عادي” في أحد مراكز الاحتجاز، قال “يجب أن يكون هناك تحقيق مستقل في أسباب الحريق” مؤكداً أنه تسبب “بعشرات القتلى وبإصابة أكثر من 170 شخصًا بجروح خطيرة”.
🚨#Yemen: Scores burn to death in an immigration detention center in Sanaa after Houthi forces launched projectiles into a locked hanger with hundreds of #Ethiopian migrants inside.
Read new @hrw report, watch our video👇https://t.co/512s8NPehj pic.twitter.com/zhyxVeRHGA
— Nadia Hardman (@Nadia_Hardman) March 16, 2021
وكانت منظمة هيومن رايتش ووتش الحقوقية قد اتهمت الثلاثاء، الحوثيين بإطلاق “مقذوفات مجهولة” على مركز احتجاز لمهاجرين أفارقة في صنعاء خلال تظاهرة للمطالبة بتحسين ظروف اقامتهم، ما تسبب في وفاة عشرات منهم.
ويسيطر الحوثيون على العاصمة وغالبية مناطق شمال اليمن منذ اندلاع النزاع على السلطة في 2014 مع حكومة معترف بها دوليا، ويخوضون معارك يومية مع القوات الموالية للسلطة في حرب أحدثت دمارا هائلا في البلد الفقير.
وقالت “هيومن رايتس ووتش” في بيان تلقّت وكالة فرانس برس نسخة منه إنّ: “عشرات المهاجرين قضوا احتراقا في اليمن في 7 آذار/مارس 2021، بعدما أطلقت قوات الأمن التابعة للحوثيين مقذوفات مجهولة على مركز احتجاز للمهاجرين في صنعاء، ما تسبّب في حريق”.
“Our thoughts are with the families of those who died, and the more than 170 injured survivors.”
– statement by @IOMchief on the deadly fire at a migrant holding facility in Yemen: https://t.co/txREfcf6pS pic.twitter.com/kJsmPHFiJZ
— IOM – UN Migration 🇺🇳 (@UNmigration) March 14, 2021
وأوضحت أنّ حراس المركز ومسلحين آخرين نقلوا مجموعات من المهاجرين إلى أحد المواقع، بعد رفضهم تناول الفطور وحدوث مناوشات مع عناصر الأمن، وطلبوا منهم تلاوة “صلواتهم الأخيرة”.
ثم صعد أحد أفراد القوة الأمنية إلى سطح الموقع المغلق وأطلق “مقذوفتين” على الغرفة فأحدثتا حريقا، حسبما نقلت هيومن رايتش عن خمسة من المحتجزين الذين نجوا. وقال أحد المهاجرين: “كنت مذعورا، وكأنّ الدخان شلّ ذهني. كان الناس يسعلون، وأحرقت النيران الفراش والبطانيات … احترق الناس أحياء. اضطُررت إلى الدوس على جثثهم للهروب”.
وتمت معالجة مئات المهاجرين في مستشفيات العاصمة وسط انتشار أمني مكثف، بينما فر آخرون إلى مناطق من اليمن من بينها عدن في الجنوب.
وكانت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة، قد أعلنت في البداية عن وفاة ثمانية مهاجرين، ثم تحدثت نقلا عن تقارير محلية عن وفاة نحو 60، داعية السلطات في صنعاء إلى السماح بالوصول “العاجل” لتقديم العلاج للمصابين.
ومن جهتهم، حمّل الحوثيون منظمة الهجرة المسؤولية عن الحريق جراء عدم وجود مراكز إيواء مناسبة. وقال المتحدث باسمهم محمد عبد السلام في مراسلات مع هيومن رايتس ووتش إن: “الحادث الذي حصل هو نتيجة اعتيادية تحصل في حوادث مشابهة في كل مكان بالعالم ولا ينبغي تسيسها أو استغلالها خارج سياقها الطبيعي”، مطالبا: “بفتح مطار صنعاء لعودتهم الى بلدانهم”.
ورغم الحرب المستمرة منذ ست سنوات التي أودت بعشرات الآلاف وأدت إلى نزوح الملايين في إطار أزمة إنسانية تعتبرها الأمم المتحدة الأسوأ في العالم، يعتبر اليمن محطة عبور لعشرات الآلاف من المهاجرين الذين يسافرون بين القرن الإفريقي والسعودية ودول خليجية أخرى. وبحسب أحد المهاجرين الذين تحدثوا لهيومن رايتش ووتش، فإنهم غالبا ما يتعرضون إلى “الإهانات العنصرية، والتهديدات، والشتائم المتكررة”، فيما أن الطعام محدود ومياه الشرب شحيحة في بلد يقف على حافة المجاعة.