رئيس الوزراء الباكستاني يكشف عن مؤامرة أمريكية للإطاحة به بسبب زيارته لموسكو
قبل نحو أسبوع وأمام حشد من أنصار حزبه، وقف رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان متحدثا عن “مؤامرة داخلية مدعومة من الولايات المتحدة للإطاحة به وتهدد أمن واستقرار بلاده”.
وقامت باكستان بعد أيام بتسليم مذكرة رسمية إلى واشنطن؛ احتجاجا على “تدخلها في شؤونها الداخلية”.
وقال خان في مقابلة أجرتها معه قناة «أي أر واي نيوز» ليل أمس الجمعة: «واضح الآن أن المؤامرة لها صلات خارجية وقدمنا احتجاجاً للسفارة الأميركية».
وقال خان، الذي يواجه تصويتاً بحجب الثقة في البرلمان، أن الولايات المتحدة تتآمر ضده منذ أن زار موسكو والتقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فيما كانت موسكو تمضي قدما في هجومها على أوكرانيا.
وفي خطاب للأمة أمس الجمعة، قال بطل رياضة الكريكيت السابق إن حكومته لديها برقية دبلوماسية تظهر «دليلاً» على أن دولة أجنبية تتآمر بمساعدة مجموعات المعارضة لإسقاط حكومته بسبب سعيها لانتهاج سياسية خارجية مستقلة.
وكان خان قد تولى السلطة عام 2018 في انتخابات شابتها مزاعم بأن الجيش القوي في البلاد تلاعب بالاصوات لمصلحة خان.
موقف الجيش
ويتردد أن الجيش سحب دعمه، مما يضعف وضع حكومة خان الذي قال إن المؤسسة العسكرية تتدخل في العملية السياسية وتريد إزاحته عن السلطة، سواء من خلال الاستقالة أو تصويت بسحب الثقة أو بإجراء انتخابات مبكرة .
وفقد رئيس الوزراء الباكستاني الذي يمر بعامه الرابع في منصبه، الدعم المطلوب للنجاة من التصويت بحجب الثقة بعدما تحول العديد من النواب المنتمين إلى حزبه ومجموعات متحالفه معه إلى المعارضة.
وسوف تعني الإطاحة بخان أنه لم يكمل أي رئيس وزراء ولايته في السلطة على مدى تاريخ باكستان الممتد 75عاما والذي شهد انقلابات متكررة من جانب جنرالات أقوياء، بحسب وكالة الأنباء الألمانية.
ارض صلبة
في يوليو/ تموز 2018، وقف الرياضي البارز عمران خان على أرض صلبة بعدما أصبح حاكما جديدا لباكستان مستندا على وعود انتخابية ببناء الدولة وتحسين التعليم والصحة وتعزيز نظام الضرائب والحد من الفساد.
ألهم لاعب الكريكيت السابق عمران خان الشعب الباكستاني بعد سنوات مضنية عاشتها البلاد في صراعات داخلية وبحور لا تتوقف مع الإرهاب.
نجح الشاب “عمران” الطالب الجامعي الذي تلقى تعليمه في جامعة أوكسفورد، في قيادة فريق بلاده للفوز بكأس العالم في رياضة الكريكيت عام 1992.
وبفضل تلك الشهرة الواسعة دخل عالم السياسة لأول مرة عام 1996 قبل أن تتوالى قفزاته الناجحة من ملاعب الكريكيت إلى ملاعب السياسة.
وعمران خان (69 عاما) مولود في 5 أكتوبر/تشرين الأول 1952 في مدينة لاهور الباكستانية وقد تزوج ثلاث مرات وله من الأبناء اثنان.
نشأ الرجل في أسرة متوسطة وله أربع شقيقات، واستقر والده في إقليم البنجاب، وهو ينحدر من قبيلة نيازي شيرمان خيل الباشتونية في مدينة ميانوالي.
تلقى خان تعليمه في كلية أيتشسون بمدينة لاهور، ومدرسة القواعد الملكية في ورسيستر إنجلترا، وفي عام 1972 ألحق بكلية كيبل في أكسفورد لدراسة الفلسفة، والسياسة، والاقتصاد؛ حيث تخرج في الكلية في المرتبة الثانية في السياسة، والمرتبة الثالثة في الاقتصاد.
تاريخ مميز
ويتولى زعامة حركة إنصاف الباكستانية محتفظا بتاريخ ساسي مميز بعد أن أصبح عضواً في الجمعية الوطنية من عام 2013 إلى عام 2018، وهو المقعد الذي فاز به في الانتخابات العامة عام 2013.
بدأ خان لعبة الكريكيت في سن مبكرة، وكان أول ظهور له في الدرجة الأولى عندما بلغ الـ16 من عمره في مدينة لاهور.
ومع بداية 1970 كان يلعب لصالح الفريق الوطني في لاهور، وعندما انتقل للدراسة في جامعة أكسفورد البريطانية انضم إلى فريق بلو كريكيت التابع للجامعة، في مواسم 1973 وإلى 1975.
عاد خان إلى باكستان عام 1976، وحصل على مكان دائم له في فريقه الوطني، بدءا من موسم 1976 وحتى 1977، وشغل منصب قائد بشكل متقطع طيلة الفترة ما بين عامي 1982 و1992.
بعد تقاعده من لعبة الكريكيت في نهاية بطولة كأس العالم عام 1987 استدعي مرة أخرى للانضمام إلى الفريق عام 1988.
وبينما كان في التاسعة والثلاثين قاد زملاءه في الفريق لتحقيق الفوز الأول والوحيد لباكستان ببطولة كأس العالم عام 1992؛ وهو واحد من 6 لاعبي كريكيت في العالم حقق التفوق في الثلاثي متعدد المهارات في مباريات الـتيست.
واعتزل خان الكريكيت في نهاية بطولة كأس العالم عام 1987 ثم استُدعي مرة أخرى للانضمام إلى الفريق عام 1988، وبينما كان في التاسعة والثلاثين قاد زملاءه في الفريق لتحقيق الفوز الأول والوحيد لباكستان ببطولة كأس العالم عام 1992.
وفي عام 1996 أسس خان حركة الإنصاف الباكستانية كحزب سياسي، وقد مثل مدينة ميانوالي كعضو في الجمعية العامة من نوفمبر/تشرين الثاني 2002 وحتى أكتوبر/تشرين الأول 2007.
وبعد أن أسس حزبه، هزِم خان بشكل شامل في الاقتراع في انتخابات 1997 العامة هو وأعضاء حزبه؛ حيث عورض من 7 مقاطعات. ودعم خان الانقلاب العسكري بقيادة الجنرال برويز مشرف عام 1999.
اشتهر خان بمعارضة الحكام السياسيين، مثل برويز مشرف، وآصف علي زرداري، ومعارضته للسياسة الخارجية للمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية.