روسيا تحشد عسكرياً في البحر الأسود وعلى الحدود مع أوكرانيا
وتطرد قنصلاً أوكرانياً على خلفية تلقيه "معلومات سرية"
أمهلت وزارة الخارجية الروسية، القنصل الأوكراني في سان بطرسبرغ حتى الخميس المقبل لمغادرة روسيا، وذلك بعد احتجازه على خلفية تلقيه “معلومات سرية”، فيما استدعت القائم بأعمال السفير الأوكراني بروسيا.
وأكدت وزارة الخارجية الأوكرانية، السبت، أن جهاز الأمن الاتحادي الروسي (إف.إس.بي) احتجز دبلوماسياً أوكرانياً لفترة وجيزة في سان بطرسبرغ، في وقت عززت روسيا من وجود السفن الحربية في البحر الأسود.
وأفادت وكالة “نوفوستي”، بأن وزارة الخارجية الروسية، استدعت القائم بأعمال سفير أوكرانيا في موسكو، على خلفية “أعمال غير قانونية” للقنصل الأوكراني في سان بطرسبورغ، ألكسندر سوسونيوك.
وأضافت، أن السلطات الروسية اعتبرت أن تواجد القنصل في روسيا أمر غير مرغوب، وقدمت توصية لمغادرة البلاد في غضون 72 ساعة اعتباراً من 19 أبريل الجاري.
كانت وكالة “إنترفاكس” للأنباء نقلت عن جهاز الأمن الاتحادي الروسي، قوله إنه اقتاد ألكسندر سوسونيوك، قنصل أوكرانيا في سان بطرسبرغ، إلى الحجز عندما حاول الحصول على معلومات سرية من قواعد بيانات جهات إنفاذ القانون الروسية خلال اجتماع مع مواطن روسي.
يأتي التصعيد مع استمرار المساعي الدولية لاحتواء التوتر القائم بين موسكو وكييف، على خلفية دعم روسيا لانفصاليين في شرق أوكرانيا، وحشدها قوات عسكرية لمساندتهم إذا تعرضوا لهجمات من القوات الأوكرانية، في حين تلقت الأخيرة دعماً عسكرياً من حليفتها الولايات المتحدة، شمل الإعلان عن إرسال سفن حربية إلى كييف، ولكنها أوقفتها في اللحظات الأخيرة.
واعتبر جهاز الأمن الاتحادي الروسي، أن الدبلوماسي الأوكراني “مناهض للاتحاد الروسي” مشيراً إلى أن الحكومة “تعاملت معه تبعاً للقانون الدولي”، بحسب ما نقلت وكالة “رويترز”.
في المقابل، قالت وزارة الخارجية الأوكرانية إن سوسونيوك ظل محتجزاً بضع ساعات لكنه عاد الآن إلى قنصلية بلاده في سان بطرسبرغ، مؤكدة أن “الجانب الأوكراني سيتخذ قراراً سريعاً حول سبل الرد على هذا الاستفزاز”.
استمرار الحشد العسكري
وتستمر عمليات الحشد العسكري الروسي على الحدود مع أوكرانيا وفي البحر الأسود، إذ عبرت سفينتان حربيتان روسيتان، السبت، مضيق البوسفور باتجاه البحر الأسود، فضلاً عن توجه 15 سفينة صغيرة، ما يعزز وجودها البحري في المنطقة بحسب ما نقلت وكالة “رويترز”.
وقالت روسيا، إن الحشد العسكري لقواتها في المنطقة يأتي تحت نطاق “التمرين الدفاعي”، كما أنها أعلنت في وقت سابق استعدادها للتدخل في شرق أوكرانيا في حال تعرضت مصالحها للخطر، بعد أن حركت كييف عملية لـ”مكافحة الإرهاب”، واستعادت مدينة كان يسيطر عليها الانفصاليون الموالون لموسكو.
العلاقات الروسية الأميركية
وتشهد العلاقات الروسية الأميركية تصعيداً وتوتراً، بعد طرد واشنطن 10 دبلوماسيين روس على خلفية الاتهامات الأميركية لروسيا بالتدخل في الانتخابات والتلاعب بالديمقراطية والوقوف وراء الهجمات السيبرانية الأخيرة.
من جهتها، أعلنت روسيا طردها لـ 10 دبلوماسيين أميركيين، رداً على العقوبات الأميركية، كما قيّدت مؤقتاً حركة السفن الحربية الأجنبية “وسفن الدول الأخرى” بالقرب من شبه جزيرة القرم، في خطوة أدانتها كلّ من كييف وواشنطن ودول الاتحاد الأوروبي.