روسيا والبرازيل تدعوان إلى بناء نظام عالمي متعدد الأقطاب
دعت كل من روسيا والبرازيل إلى بناء نظام عالمي متعدد الأقطاب، ودعمهما لتسوية الأزمات “بطرق سلمية دبلوماسية وفقا لقواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة”.
وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في ختام لقاء أجراه مع نظيره البرازيلي جايير بولسونارو، عزم روسيا على تفعيل التعاون مع البرازيل “على جميع مسارات الأجندة الأممية”، مع الأخذ بعين الاعتبار ترؤس البرازيل مجلس الأمن الدولي خلال عامي 2022 و2023”.
وقال بوتين خلال موجز صحفي عقد في أعقاب المحادثات بين الزعيمين: “تدعو دولتانا إلى بلورة نظام عالمي متعدد الأقطاب يستند إلى القانون الدولي في ظل دور منظمة الأمم المتحدة المنسق”.
وأضاف بوتين أن الطرفين أكدا تمسكهما بمبادئ “التعددية وحل النزاعات بطرق سياسية ودبلوماسية”.
وأشار الرئيس الروسي إلى أن المحادثات كشفت عن تقارب مواقف البلدين أو تطابقها إزاء الكثير من القضايا الدولية والإقليمية، إلى جانب الحوار النشط على مستوى وزارات الخارجية والدفاع.
كما أشار إلى نية موسكو مواصلة “التعاون المكثف مع شركائنا البرازيليين في إطار مجموعة بريكس بصفتها حلبة دولية مرموقة تحظى باحتراميها في عالم متعدد الأقطاب وتلعب دورا كبيرا في الاقتصاد العالمي”.
وشكر بوتين بولسونارو على تعاونه، معربا عن ثقته بأن تخدم مباحثات الزعيمين تعزيز العلاقات الروسية البرازيلية لصالح شعبين البلدين.
وقدم بوتين تعازيه لبولسونارو في ضحايا الفيضانات في ولاية ريو دي جانيرو، وتمنى لجميع المتضررين الشفاء العاجل.
من جهته، أكد بولسونارو، تضامن البرازيل مع جميع الدول الداعية إلى السلام. وقال: “تجمعنا قيم الإيمان وحماية الأسرة كما أننا متضامنون مع جميع الدول التي تتطلع إلى السلام وتسعى لتحقيق هذا الهدف”.
وأضاف: “العالم بيتنا المشترك. نحن نصلي من أجل السلام ونحترم كل من يعمل على تحقيقه، بما يخدم مصلحتنا المشتركة في نهاية المطاف”.
وشكر الرئيس البرازيلي نظيره الروسي على دعمه لسيادة البرازيل على منطقة الغابات الاستوائية المطيرة في حوض الأمازون، في ظل طرح بعض الدول مبادرة لإعلان هذه المنطقة إرثا عامّا للبشرية.
بيان مشترك
وخرجت المحادثات ببيان مشترك أعرب الرئيسان فيه عن قلقهما إزاء تنامي حالة من عدم الاستقرار في مختلف أنحاء العالم ودعمهما لتسوية الأزمات “بطرق سلمية دبلوماسية وفقا لقواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة”.
كما جاء في البيان أن بوتين وبولسونارو اتفقا على “تكثيف التنسيق الروسي البرازيلي على أجندة مجلس الأمن الدولي بهدف المساهمة في مواجهة التهديدات على السلام والأمن في العالم، وفقا لأهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، مؤكدين تمسك البلدين بحل النزاعات بطرق سلمية”.
وذكر البيان أن الرئيسين أشارا إلى أهمية تطبيق معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية في أقرب الآجال.
كما أكد الرئيسان ضرورة بذل الجهود المشتركة لمنع سباق التسلح في الفضاء، واهتمام البلدين بتطوير التعاون في مجال الأنشطة الفضائية السلمية.
وبحث الرئيسان آفاق تعزيز التعاون والتبادلات الثنائية في المجال العسكري، مشيرين إلى أهمية المشاورات على مستوى وزارات الخارجية والدفاع بصيغة “2+2″، التي عقدت في إطار زيارة بولسونارو إلى موسكو.
وأشار الرئيسان إلى إمكانيات واسعة لتطوير التعاون وطرح مبادرات جديدة في مجال الطاقة، معربين عن نية البلدين تعميق الحوار الثنائي حول استخراج النفط والغاز من الحقول البحرية وتطوير الطاقة الهيدروجينية والذرية، إضافة إلى مسارات مختلفة من التعاون العلمي والتعليمي والتقني والصحي والثقافي.