زعيم المعارضة التركية يتهم أردوغان بالتحريض على الحرب الأهلية
بعد ساعات من تهديدات رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان، بقمع أي احتجاجات محتملة ضد حكومته، وجه كمال كليجدار أوغلو زعيم حزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة التركية، اتهامات لأردوغان بالتحريض على الحرب الأهلية.
وترزح تركيا تحت خطر العديد من الأزمات الاقتصادية بفعل سياسات حكومية تصفها المعارضة بـ”الفاشلة”، بينما تسود حالة من التوتر والاحتقان داخليا بسبب تدهور الوضع المعيشي والمقدرة الشرائية للأتراك، فيما يرسم خبراء الصورة قاتمة للوضع العام في البلاد خاصة بعد تهديدات أردوغان أمس الأربعاء، بقمع أي احتجاجات ضد نظامه.
وأيقظت تهديدات أردوغان المخاوف من موجة عنف على غرار تلك التي شهدتها تركيا في العام 2013 وانطلقت مع قمع غير مسبوق لاحتجاجات واسعة ضد مخطط عمراني يشمل منتزه جيزي في اسطنبول وكان أردوغان حينها رئيسا للوزراء بصلاحيات تنفيذية واسعة قبل أن يغير النظام السياسي بعد توليه الرئاسة.
وكتب كليجدار أوغلو في تغريدة على حسابه بتويتر “لقد بدأتَ حرفيا بالصياح بشعارات الحرب الأهلية”، مضيفا “الأمر لن ينطلي على هذه الأمة. لن تراق الدماء في الشوارع حتى تعيش أنت وعشيرتك في القصور”.
تهديد أردوغان
وكان أردوغان هدد أمس الأربعاء، بتلقين خصومه درسا و”ملاحقتهم أينما ذهبوا” إذا ما خرجت مظاهرات، وذكّر بوقوع اشتباكات خلال المحاولة الانقلابية الفاشلة عام 2016 والتي قتل فيها العشرات من المدنيين.
وقال في تصريحات متلفزة “مثلما لقنت هذه الأمة من خرجوا للشوارع في 15 يوليو درسا، فستتلقون الدرس نفسه من جديد”.
انتخابات مبكرة
ويدعو حزب الشعب وأحزاب معارضة أخرى لإجراء انتخابات مبكرة في ظل ما تشهده البلاد من تدهور في سعر صرف الليرة وارتفاع في التضخم.
ويصر حزب العدالة والتنمية الحاكم برئاسة أردوغان وحلفاؤه (حزب الحركة القومية) على أن الانتخابات لن تجرى إلا في موعدها المقرر عام 2023 .
ويمكن إجراء انتخابات مبكرة في تركيا إما بدعوة من الرئيس أو بتصويت بـ60 بالمئة من أعضاء البرلمان.
وحزب الشعب الجمهوري هو ثاني أكبر حزب في البرلمان التركي، وتشير أحدث استطلاعات الرأي إلى أنه المنافس الأقوى لأردوغان.
وتأتي هذه التطورات بينما تحشد المعارضة في تركيا لتشكيل جبهة موحدة قوية تضع على رأس أولوياتها عزل أردوغان سياسيا وتصحيح المسار و”إنقاذ تركيا من الانهيار”.
ويواجه أردوغان وضعا استثنائيا في ظل تنامي حالة الغضب الشعبي من التدهور الاقتصادي تجلى واضحا من خلال نتائج استطلاعات الرأي التي تظهر تراجع شعبية أردوغان وحزبه.
كما تبدو أحزاب المعارضة في موقع متقدم وأكثر قوة مستفيدة من النكسات السياسية والاقتصادية للحزب الحاكم الذي يعاني أزمة داخلية بعد أن انشق عنه الكثير من أعضائه في مقدمتهم قادة من المؤسسين مثل أحمد داود أغلو رئيس الوزراء الأسبق والوزير الأسبق علي باباجان والرئيس السابق عبدالله غول.
ويقاوم أردوغان تراجع شعبيته من خلال دعاية سياسية استنادا إلى بيانات اقتصادية رسمية يصفها خصومه بأنها “مضخمة” وتتناقض مع حقيقة التضخم وانهيار العملة.