زيارة وفد درزي إلى إسرائيل تثير غضب أبناء الطائفة الدرزية
تحذيرات من محاولات إسرائيلية لـ"زرع الإنقسام" في الصف الوطني

أثارت زيارة وفد من رجال الدين الدروز بلدة مجدل شمس في الجولان السوري المحتل بحماية عسكرية إسرائيلية غضب العديد من المراجع الدينية والسياسية الدرزية وغير الدرزية، نظراً لما تحمله هذه الزيارة من مخاطر لتقسيم البلاد و”زرع الانقسام”.
ودخل وفد من رجال الدين الدروز في ثلاث حافلات، تحرسة مركبات عسكرية إسرائيلية، إلى بلدة مجدل شمس في الجولان السوري المحتل، قبل التوجه إلى زيارة مقام ديني في المنطقة.
فقد حذّر أهالي قرية حضر، الواقعة في المنطقة العازلة في مرتفعات الجولان السوري المحتل، من استغلال إسرائيل لزيارة دينية لرجال دين دروز بهدف “زرع الانقسام” في الصف الوطني السوري.
اللعب بورقة الأقليات في سوريا
إسرائيل، التي تعتمد تاريخياً على تحالفاتها مع الأقليات في المنطقة، تبدو حريصة على توظيف العلاقات مع الدروز كجزء من استراتيجيتها الإقليمية.
ومع ذلك، يبدو أن موقف الدروز السوريين، خاصة في السويداء، لا يتماشى مع هذه الخطط. فقد أكد الدروز في سوريا انتماءهم لسوريا ورفضوا الحماية الإسرائيلية، وهو ما يعكس تمسكهم بالهوية الوطنية السورية ورفضهم لأن يكونوا ورقة في أي لعبة سياسية.
استنكار الزيارة
وفي بيان مقتضب صدر الجمعة وتداوله ناشطون عبر منصة”إكس”، أكّد أهالي حضر استنكارهم لهذه الزيارة، معتبرين أن إسرائيل تسعى إلى استخدام الطائفة الدرزية “خطًّا دفاعيًّا” لتحقيق مصالحها التوسعية في المنطقة.
وشدّد الأهالي في بيانهم على أن “المشايخ لا يمثلون إلا أنفسهم”، مؤكدين انتماءهم إلى الشعب السوري، وأنهم لن ينسوا “جرائم الجيش بحقّ أهلنا في الجولان، والضفة الغربية، وقطاع غزة”.
كما أوضح البيان أن إسرائيل تحاول زرع” الانقسام” بين أبناء الشعب السوري عبر تحريك بعض الشخصيات الدينية الدرزية، في خطوة تهدف إلى التفريق بين مكونات المجتمع السوري، مع تأكيد مواقفهم الوطنية الرافضة للتعاون مع جيش الاحتلال الإسرائيلي.
التبعات القانونية والدينية
وفي سياق التحذيرات، أصدرت مشيخة العقل في لبنان (الكيان الديني الممثل لطائفة الموحدين الدروز) بيانًا دعت فيه رجال الدين الدروز إلى عدم الانخراط في زيارات مماثلة إلى الأراضي المحتلة، محذّرة من التبعات القانونية والدينية لمثل هذه الخطوات.
كما أكدت المشيخة أنها سترفع الغطاء عن أي شخصية تخالف هذه التوجهات.
من جهة أخرى، عبّر عدد من الناشطين عن رفضهم القاطع لهذه الزيارة، معتبرين أنها تخدم المساعي الإسرائيلية لإحداث شرخ في الصف الوطني السوري.
وفيما يتعلق بالموقف السوري، أكّد أبو محمد الجولاني “أحمد الشرع” أن الطائفة الدرزية جزء أساسي من المجتمع السوري، مشيراً إلى دعوته المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل للانسحاب الفوري من المناطق التي توغلت فيها في جنوب سوريا بعد انهيار نظام الأسد.
وفي خضم هذه الأحداث، تجري محادثات بين ممثلين عن الطائفة الدرزية وحكومة دمشق بهدف الوصول إلى اتفاق يضمن دمج فصائلهم المسلحة في وزارة الدفاع السورية.
“متطرفة وإرهابية”
وفي سياق متصل، انتشر مقطع فيديو لشيخ الطائفة الدرزية حكمت الهجري، وصف فيه حكومة دمشق بأنها “متطرفة وإرهابية”، مؤكدًا أن الطائفة لن تتعاون معها تحت أي ظرف.
كما عبّر عن استيائه من بعض الشخصيات الدرزية التي، وفق تعبيره، “تنازلت عن دماء وكرامة أهلها”.
في وقت سابق، أعلنت إسرائيل عن إرسال 10,000 طرد من المساعدات الغذائية إلى الطائفة الدرزية في سوريا، في خطوة تأتي في إطار سعيها لبناء علاقات مع الأقلية الدرزية، وذلك في محاولة لتشكيل مرحلة انتقالية في سوريا في ظل الأوضاع المضطربة هناك.
و أشار إسرائيل كاتس، وزير الحرب في حكومة اليمين الإسرائيلي الفاشي، إلى أن تل أبيب سترد بقوة في حال تعرضت الطائفة الدرزية لأي خطر، وذلك عقب الاشتباكات المحدودة التي وقعت في مدينة جرمانا الواقعة في ضاحية دمشق.