سقوط خمسة قتلى برصاص القوات السودانية خلال احتجاجات تطالب بتسليم السلطة للمدنيين
أعلنت لجنة الأطباء في السودان سقوط خمسة قتلى برصاص القوات الأمنية السودانية خلال الاحتجاجات التي شهدتها العاصمة الخرطوم و عدد من الولايات السودانية، اليوم الخميس.
وانطلقت تظاهرات جديدة اليوم الخميس تُطالب بتسليم السلطة للمدنيين، سقط خلالها خمسة قتلى وسط أنباء عن انقطاع خدمة الإنترنت في السودان قبيل المظاهرات المتوقعة.
وحملت قوى الحرية والتغيير السودانية في بيان لها “السلطة مسؤولية سقوط ضحايا” واصفة أياها بـ”جرائم ضد الإنسانية “.
وقالت: اليوم أكد السودانيون عزمهم على انتزاع السلطة المدنية الكاملة”. وأضافت أن “مليونية 30 يونيو حققت تغييراً نوعياً في موازين القوى لصالح الحركة الجماهيرية وغاياتها. زاضافت “خروج الملايين اليوم ضربة موجعة للمتلاعبين بإثارة الانقسامات الاثنية والجهوية.. شعبنا يضع قضية الجيش الواحد على رأس قائمة أولوياته لمصلحة استقرار البلاد”. وتابعت” نقول للمجتمع الدولي أن استقرار السودان مرتبط بمدنية الدولة وديمقراطيتها”.
كسر الطوق الأمني
وأفادت مصادر صحافية في السودان أن حشودا ضخمة كسرت الطوق الأمني، واتجهت نحو القصر الرئاسي وسط الخرطوم فيما واصلت الشرطة إطلاق الغاز المسيل للدموع. وذكرت أن متظاهرا أصيب بالرصاص في احتجاجات أم درمان، في وقت سجلت حالات اختناق بالغاز المسيل للدموع في الخرطوم.
وأعلنت لجنة الأطباء في السودان ارتفاع قتلى الاحتجاجات الى خمسة.
وكان المبعوث الأممي للسودان دعا في وقت سابق إلى إنهاء كل أشكال العنف ضد المدنيين في أم درمان.
وكانت مصادر محلية في السودان أفادت بأن التظاهرات تتزامن مع الذكرى الثالثة لمليونية 30 من يونيو 2019 والتي مثلت علامة فارقة في التوصل لاتفاق سياسي بين العسكريين والمدنيين عقب سقوط نظام عمر البشير.
خمسة أهداف
وحددت تنسيقيات لجان المقاومة في العاصمة الخرطوم القصر الرئاسي كوجهة مشتركة للتظاهرات التي أطلقت عليها “مليونية فجر الخلاص” لتحقيق خمسة أهداف على رأسها تشكيل حكومة مدنية.
وحددت التنسيقيات 5 نقاط رئيسية للتجمع بمحليات الخرطوم المختلفة، حيث سيضطر متظاهرون وفق بيانات، إلى عبور جسور “المك نمر، شرق النيل، السلاح الطبي” و هي ضمن الجسور التي أعلنت السلطات إغلاقها.
اللجنة الأمنية لولاية الخرطوم، والتي أعلنت إغلاق جميع الجسور الرابطة بين مدن العاصمة عدا جسري “الحلفايا وسوبا”، دعت المتظاهرين في تصريحات صحافية إلى الالتزام بالسلمية وعدم السماح للمخربين بالدخول في أوساطهم وحذرتهم من الاقتراب من المواقع السيادية، في وقت أعلنت قوات الشرطة التزامها بحماية التظاهرات السلمية والمهنية وضبط النفس مع الاحتفاظ بحق الدفاع الشرعي، وناشدت قادة التظاهرات الالتزام بالتعبير السلمي الديمقراطي في الميادين العامة والساحات.
كما ناشد والي ولاية الخرطوم أحمد عثمان حمزة المشاركين في مواكب وتظاهرات الثلاثين من يونيو ضرورة التزام السلمية. ونفى حمزة في تصريحات خاصة لـ”العربية” و”الحدث” باتخاذ السلطات أي إجراءات تقيد حركة المواطنين بالعاصمة.
بدورها، دعت عدد من الأحزاب والقوى السياسية السودانية على رأسها الحزب الشيوعي وتلك المنضوية تحت تحالف المجلس المركزي للحرية والتغيير إلى الخروج في التظاهرات.
حماية المدنيين
على الصعيد الخارجي دعت بعثة الاتحاد الأوروبي و سفارات الترويكا وعشر دول في الخرطوم، السلطات السودانية إلى ضمان حرية التعبير والالتزام بحماية المدنيين.
كما دعا المبعوث الأممي الخاص، فولكر بيرتس في مقابلة مع “العربية” و”الحدث”، المنظومة الأمنية إلى ضبط النفس وعدم استخدام العنف وإلى تجنب الاستفزاز وضمان حق التعبير السلمي، وهو ما دفع الخارجية السودانية لاستدعائه و إبلاغه استياء الحكومة ورفضها لتصريحاته لما تحمله من وصاية ومساس بالسيادة السودانية – على حد وصفهم.
القائد العام للجيش الفريق عبدالفتاح البرهان أكد أنه لا اعتراض على ممارسة الحق في التعبير السلمي.
البرهان، الذي أشار إلى أن القوات المسلحة تتطلع إلى اليوم الذي ترى فيه حكومة وطنية منتخبة تتسلم منها عبء إدارة السودان، شدد في الوقت ذاته على أن الطريق الوحيد لذلك هو التوافق الوطني الشامل أو الذهاب إلى الانتخابات وليس بالدعوات إلى التظاهر والتخريب، على حد وصف تعميم لمكتب الناطق باسم القوات المسلحة السودانية.
من جانبها لم تكتف الولايات المتحدة الأميركية ببيان سفارتها في الخرطوم، فمساعدة وزير الخارجية الأميركي للشؤون الإفريقية مولي في أجرت اتصالات مع رئيس مجلس السيادة وقادة قوى الحرية والتغيير والجبهة الثورية أكدت فيها ضرورة استمرار جميع الأطراف في الجهود الجارية لاستعادة عملية انتقال بقيادة مدنية من خلال العملية السياسية التي تعمل الآلية الثلاثية على تيسيرها بين الأطراف السودانية.
كما رحبت مولي في، بالتزام البرهان بتوجيه قوات الأمن للسماح للسودانيين بممارسة حقهم في التجمع السلمي خلال تظاهرات اليوم عطفاً على التزام القادة المدنيين بممارسة حقوقهم بشكل سلمي مشددةً في الوقت ذاته على عدم السماح لمن وصفتهم بالمفسدين باستخدام تظاهرات اليوم لتقويض التقدم في استعادة الانتقال.