صحيفة أمريكية تكشف فحوى “مفاوضات هادئة بين طهران وواشنطن”
كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” نقلاً عن 5 مسؤولين من 3 دول، أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تتفاوض بهدوء مع إيران لتقليص برنامجها النووي وإطلاق سراح السجناء الأميركيين الذين تحتجزهم طهران منذ سنوات.
وقالت الصحيفة الأميركية، الخميس، إن الولايات المتحدة تهدف للتوصل إلى اتفاق “غير رسمي” و”غير مكتوب” يسميه بعض المسؤولين الإيرانيين “وقف سياسي لإطلاق النار”.
ويسعى الاتفاق إلى تهدئة التوتر الذي تصاعد مع بناء إيران مخزون من اليورانيوم عالي التخصيب إلى مستوى قريب من درجة النقاء الكافية لصنع القنابل النووية، إضافة إلى تزويد روسيا بطائرات مسيرة لاستخدامها في أوكرانيا، وقمع الاحتجاجات السياسية الداخلية “بوحشية”.
وأكد 3 مسؤولين إسرائيليين كبار ومسؤول إيراني ومسؤول أميركي، الخطوط العريضة للمحادثات، وفقاً للصحيفة التي أشارت إلى أن المسؤولين الأميركيين لم يناقشوا الجهود الرامية إلى إطلاق سراح السجناء بالتفصيل، باستثناء وصف ذلك بأنه “أولوية أميركية ملحة”.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، في إحاطة صحافية، الخميس، إن بلاده “تريد من إيران اتخاذ خطوات لوقف أعمالها المزعزعة لاستقرار المنطقة تشمل خطوات لتقليص برنامجها النووي”.
وشدد ميلر على أن الولايات المتحدة “تريد أيضاً الاستمرار في السبل الدبلوماسية لتحقيق أهدافنا مع إيران بالتنسيق مع الحلفاء والشركاء”.
جاء ذلك في أعقاب تأكيد وزير خارجية سلطنة عمان بدر البوسعيدي، في تصريحات لموقع “المونيتور” الإخباري أن طهران وواشنطن تقتربان من وضع اللمسات النهائية على اتفاق بشأن إطلاق سراح أميركيين محتجزين في طهران، وذلك بعد يومين من تأكيد إيرانيّ على قرب إبرام الصفقة بوساطة عُمانية.
تخصيب اليورانيوم
وتوقعت “نيويورك تايمز” أن توافق إيران- بموجب الاتفاق الجديد الذي وصفه مسؤولان إسرائيليان بأنه “وشيك”- على “عدم تخصيب اليورانيوم بما يتجاوز مستوى إنتاجها الحالي البالغ نقاؤه 60%”.
وتقترب هذه النسبة من درجة النقاء البالغة 90% اللازمة لصنع سلاح نووي، وهو مستوى حذرت الولايات المتحدة ودول غربية من أنه سيتسبب في رد فعل عنيف.
وقال مسؤولون إيرانيون للصحيفة إن بلادهم “ستوقف الهجمات على المتعاقدين الأميركيين في سوريا والعراق من قبل وكلائها في المنطقة”، و”توسع تعاونها مع المفتشين النوويين الدوليين”، و”تمتنع عن بيع الصواريخ الباليستية لروسيا”.
وفي المقابل، تتوقع إيران من الولايات المتحدة “تجنب تشديد العقوبات التي تخنق اقتصادها”، و”عدم الاستيلاء على الناقلات الأجنبية الحاملة للنفط”، إضافة إلى “عدم اتخاذ قرارات عقابية جديدة ضدها في الأمم المتحدة أو الوكالة الدولية للطاقة الذرية بسبب نشاطها النووي”.
وتتوقع طهران أيضاً أن “ترفع واشنطن التجميد عن مليارات الدولارات من أصولها التي سيقتصر استخدامها على الأغراض الإنسانية”، مقابل “إطلاق سراح 3 سجناء أميركيين من أصول إيرانية”، تعتبر الولايات المتحدة أنهم “محتجزون ظلماً”.
إطلاق سراح السجناء
ولم يؤكد المسؤولون الأميركيون العلاقة بين إطلاق سراح السجناء والإفراج عن الأموال، أو الصلة بين السجناء والمسائل النووية، بحسب “نيويورك تايمز”.
وكانت الولايات المتحدة سمحت، الأسبوع الماضي، للعراق بسداد ديون بقيمة 2.76 مليار دولار لإيران، وهو الأمر الذي اعتبرته الصحيفة الأميركية “علامة على أن الاتفاق قيد التطور”.
وستقتصر الأموال على استخدامها من قبل بائعين خارجيين معتمدين من الولايات المتحدة للأغذية والأدوية للمواطنين الإيرانيين، وفقاً لوزارة الخارجية الأميركية.
ورجحت “نيويورك تايمز” أن يهدئ ذلك المخاوف من أن إدارة بايدن تضع المليارات في أيدي “نظام استبدادي يقتل المتظاهرين”، و”يدعم المجهود الحربي الروسي في أوكرانيا”، و”يمول الوكلاء المناهضين لإسرائيل مثل حماس وحزب الله”.
ورهن المسؤولون الإيرانيون عملية إطلاق سراح السجناء الأميركيين برفع الحظر عن مدفوعات لشراء النفط تصل قيمتها لـ7 مليارات دولار لدى كوريا الجنوبية.
وسيتم تقييد هذه الأموال أيضاً لـ”الاستخدام الإنساني”، و”سيتم الاحتفاظ بها في بنك قطري”، وفقاً لما نقلته الصحيفة الأميركية عن مسؤول إيراني والعديد من الأشخاص الآخرين المطلعين على المفاوضات.
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية وصف، الأربعاء، ما اعتبره “الشائعات حول اتفاق نووي مؤقت” بـ”الخاطئة أو المضللة”.
ومع ذلك، فإن الإنكار الأميركي لـ “الاتفاق النووي” المعلق يمكن أن يتوقف على الدلالات، إذا كانت النتيجة ترقى إلى “التفاهم غير الرسمي” الذي وصفه العديد من المسؤولين.