طيران النظام التركي يقتل المدنيين في ترهونة والمرتزقة يحرقون مقابر للجيش الليبي
تعرضت مجموعة من السيارات التي تقلّ عائلات مدنيين نازحين من مدينة ترهونة لعمليات قصف نفذها طيران النظام التركي ليلية أمس جنوب مدينة سرت.
قالت مصادر أن القصف راح ضحيته أفراد أسرتين نازحتين، بالإضافة إلى أحد شباب مدينة سرت، الذين كانوا يقدمون المساعدات للنازحين.
فيما أفاد مصدر إعلامي بأن مسيرّة تركية استهدفت مواقع عسكرية للجيش الوطني في بوابة 70 جنوب مدينة سرت.
يأتي هذا فيما زعمت ميليشيات السراج، بقيادة تركيا، أن “طائراتها” نفّذت 5 ضربات جنوب سرت استهدفت آليات للجيش الوطني الليبي.
كما ادعت ميليشيات السراج أن أعيان مدينة سرت عرضوا تسليم المدينة، تزامناً مع انسحاب وحدات الجيش الوطني، بحسب تعبيرها.
وكانت تشكيلات تابعة لميليشيات السراج تمكنت بقيادة تركيا من دخول مدينة بني وليد شمال غربي البلاد والتقدم باتجاه مطارها بعد غارات جوية، وذلك في أعقاب إعلان ميليشيات السراج دخولها مدينة ترهونة، آخر معقل رئيسي للجيش الوطني الليبي قرب طرابلس.
وأفادت مصادر، بأن ميليشيات السراج بقيادة قوات النظام التركي دخلت ترهونة من 3 محاور وتحت غطاء طيران مسيّر مصدره أنقرة، التي أرسلت أسلحة نوعية لحكومة فايز السراج.
هذا وأكد المتحدث باسم الجيش الليبي اللواء أحمد المسماري أن هناك ضغوطاً دولية كبيرة تمارس على الجيش الوطني وقد طُلب منه التراجع 60 كيلومتراً عن حدود طرابلس.
وذكّر المسماري في مؤتمر صحافي أن ما قام به السراج مع النظام التركي يعد انتهاكاً لسيادة ليبيا.
وفي خطوة جنونية تمثل بحسب مراقبين “مجرد نقطة في بحر الانتقام غير الإنساني” لمرتزقة أردوغان وإرهابيي طرابلس أحرق مرتزقة أردوغان مقابر شهداء الجيش بالمدينة التي تبعد 88 كلم جنوب طرابلس.
وقال شهود عيان في ترهونة إن مجموعة من المرتزقة بقيادة عسكريين أتراك وعناصر من مليشيات السراج أحرقت مقابر جنود للجيش الليبي في إطار عملية انتقام واسعة من المدينة التي ظلت تقاوم الغزو التركي لثلاثة شهور.
وأوضح شاهد العيان، لا يزال داخل ترهونة ويتحفظ على ذكر اسمه، أن جريمة المليشيات تستهدف التنكيل برفات شهداء الجيش الوطني الليبي مثل محسن الكاني قائد اللواء التاسع مشاة وآخرين من الذين كبدوا مرتزقة أردوغان خسائر فادحة.
ووصف دور الليبيين المصاحبين للمرتزقة بأنه “مخز ومخجل وخارج عن سياقات الشرف”؛ حيث كانوا بمثابة الدليل للأتراك لإرشادهم إلى موقع المقابر لأخذ ثأر مقتل عسكريين أتراك وعناصر إرهابية بارزة دوليا.
ومنذ نهاية العام الماضي خرج الدعم التركي للمليشيات الإرهابية في ليبيا إلى العلن، بإرسال قوات من الجيش التركي ومرتزقة سوريين لساحات المعارك بعد أن ضاق الخناق على مليشيات طرابلس الإرهابية مع تقدم الجيش الوطني لتحرير العاصمة.
وتقترب هذه الجرائم من تصريح رسمي للواء أحمد المسماري الناطق باسم القيادة العامة للجيش الليبي أكد فيها أن الميليشيات قصفت محطة كهرباء ترهونة وخربتها ما نتج عنه انقطاع التيار الكهربائي والاتصالات الأرضية والإنترنت المنزلي.
ووثقت شعبة الإعلام الحربي بالجيش الليبي مقتل المواطن مصباح فرج السويدي القذافي بقصف طيران تركي مسير لسيارته قرب ترهونة لخروجه لاستقبال بعض الأسر النازحة من المدينة خشية بطش الميليشيات والمرتزقة.
ولم تكتف الميليشيات والمرتزقة الأتراك بهذه الجرائم فحسب؛ بل أضرمت النيران في مزارع الزيتون الأبيض النادر والذي تشتهر به ترهونة عالميا.
واعتدت المليشيات على عدد من المنازل والمحال التجارية التابعة لمؤيدي الجيش الوطني الليبي، واقتحمت منتزه (الشرشارة) وسرقت أنواع نادرة من الغزلان وذبحها وسط المدينة أثناء إعلان فايز السراج من اسطنبول دخول ترهونة.
وأجبرت هذه الانتهاكات مئات الأسر إلى ترك منازلهم والنزوح شرقا باتجاه مدن بني وليد وإجدابيا وبنغازي وسط وشرق ليبيا.
وكان بيان لوزارة الخارجية الليبية بالحكومة المؤقتة، كشف الجمعة أن دخول هذه الجماعات الإرهابية إلى مدينة ترهونة وعدد من المناطق المؤيدة للجيش الوطني صاحبه انتهاكات جسيمة من إزهاق الأرواح ونهب الممتلكات الخاصة، وسلب المرافق والمنشآت العامة.
وحذرت الخارجية الليبية من أعمال انتقامية بما في ذلك قتل الجرحى في المستشفيات، وهو انتهاك صارخ وواضح لأبسط المبادئ الإنسانية والأخلاقية، ومخالفة للقوانين والأعراف الدولية.
وتواصل وزارة الخارجية الليبية رصد جميع الجرائم التي تقوم بها مليشيات السراج ومرتزقة أردوغان، والانتهاكات المخالفة للقوانين الوطنية، والقانون الدولي لحقوق الإنسان.
وصمدت مدينة ترهونة 3 أشهر أمام حصار ميليشيات السراج والمرتزقة والعسكريين الأتراك لها ومحاولة اقتحامها أكثر من 15 مرة كبدهم فيها الجيش الليبي خسائر فادحة في العتاد والعناصر الإرهابية.
يذكر أن البعثة الأممية والسفارة الأمريكية في ليبيا قد وجهتا تحذيرات للسراج في 22 مايو/أيار الماضي من ارتكاب أية أعمال انتقامية تستهدف المدنيين في ترهونة.
ودعت البعثة الأممية إلى وقف التصعيد العسكري بشكل فوري، مذكرة جميع الأطراف بواجباتهم وفق قانون حقوق الإنسان الدولي والقانون الإنساني الدولي.
وتبنت البعثة الأممية منذ أسبوع الدعوة الى استئناف مشاورات اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 تمهيدا للحل السلمي في ليبيا وقبلها الجيش في بيان له وأكد المتحدث باسم الجيش الليبي، اللواء أحمد المسماري، أن الجيش يسعى للحلول السلمية، واتخذ العديد من الخطوات لتهيئة الأجواء للحوار، من بينها إعادة تمركز القوات خارج طرابلس.
والجمعة شهدت المدينة اقتحاما من المرتزقة والأتراك وميليشيات السراج مدعوما بطيران النظام التركي المسير وذلك بعد تحرك قوات الجيش الوطني الليبي خارج طرابلس احتراما للمبادرة الدولية تحت رعاية الأمم المتحدة وحقنا لدماء الليبيين.
الأوبزرفر العربي