عاصفة إدانات دولية لقرار ترامب وقف تمويل منظمة الصحة العالمية
عاصفة من الإدانات الدولية، أثارها قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعليق المساهمة المالية الأمريكية التي تقدمها واشنطن إلى منظمة الصحة العالمية بسبب ما وصفه ب”سوء ادارتها” الأزمة الصحية الناجمة عن فيروس كوفيد-19موجة تنديد واسعة في العالم الأربعاء.
وأعلن مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس الأربعاء بعد إعلان ترامب “لا وقت نضيعه” و”الشاغل الوحيد” انقاذ الأرواح من وباء كوفيد-19.
وقال غيبريسوس على حسابه على تويتر “لا وقت نضيعه. الشاغل الوحيد لمنظمة الصحة العالمية مساعدة كل الشعوب لإنقاذ الأرواح ووضع حد لتفشي فيروس كورونا المستجد” دون ذكر قرار ترامب.
أعرب مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس اليوم الأربعاء، بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب تعليق التمويل الأميركي لها، عن أسفه لهذا القرار.
وأكد خلال مؤتمره الصحفي اليومي أن “الولايات المتحدة صديق قديم لنا ونأمل أن تستمر في لعب دورها”، مضيفاً: “نأسف لقرار الإدارة الأميركية بوقف التمويل المقدم لنا”.
واعتبر أن الآن هو الوقت الذي يتعين فيه على العالم توحيد جهوده في الحرب على الفيروس.
وتابع غيبريسوس: “نراجع تأثير انسحاب واشنطن على عملياتنا.. نعمل على مواصلة دورنا ونبحث تعويض نقص التمويل بسبب قرار واشنطن”، معرباً عن امتنان المنظمة “للدعم الذي تلقيناه من مختلف دول العالم مؤخراً”.
وحذّر من أن فيروس كورونا “قد يستغل انقسام العالم ليوسع من انتشاره”. وأوضح أن المنظمة تحصل “على معلومات باستمرار عن الفيروس وتشاركها مع بقية دول العالم”.
كما أعلن غيبريسوس أن المنظمة تعمل على شحن مواد طبية لنحو 95 دولة في مختلف أنحاء العالم.
ووسط الجدل مع الرئيس الأميركي الذي يتهمه بالتقليل من شأن الوباء والتأخر في إطلاع العالم حول تفشيه، أعاد مدير عام المنظمة نشر تغريدات دعم من شخصيات سياسية وباحثين وأشخاص غير معروفين.
وفي نفس السياق، أعلن لاري بريليانت عالم الأوبئة الأميركي: “عملت طوال 10 سنوات لصالح منظمة الصحة حول الجدري وشلل الأطفال وفقدان البصر ومساعدة ضحايا تسونامي. وتعاونت مع ستة مديرين عامين بالنسبة لي كان تيدروس وغرو برونتلاند الأفضل. هناك حملة سياسية حقيقية تستهدف تيدروس”.
واعتبر الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريش أنّ “هذا ليس وقت خفض موارد” مثل هذه المنظّمة الأممية المنخرطة في الحرب ضدّ وباء كوفيد-19. وقال غوتيريش في بيان “هذا ليس وقت خفض تمويل عمليات منظّمة الصحّة العالمية أو أي منظّمة إنسانية أخرى تكافح الفيروس. انا مقتنع بانه يجب دعم منظّمة الصحة العالمية لأنّ أهميّتها حاسمة في الجهود التي يبذلها العالم للانتصار في الحرب ضد كوفيد-19”.
من جهته اعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو ليجيان أن قرار ترامب سيُضعف قدرات منظمة الصحة العالمية وسيقوّض التعاون الدولي ضد الوباء. وحثّ تشاو الولايات المتحدة على “تحمل مسؤولياتها والتزاماتها بجدية، ودعم الجهود الدولية ضد الوباء التي تقودها منظمة الصحة العالمية”.
وأعرب وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل عن “أسفه العميق” لتعليق المساهمة الأمريكية.. وكتب بوريل في تغريدة “ليس هناك أي سبب يبرر” هذا القرار في وقت تُعتبر جهود منظمة الصحة العالمية “ضرورية أكثر من أي وقت مضى للمساعدة في احتواء وتخفيف (انتشار) الوباء العالمي”. وأضاف “فقط عبر توحيد القوى يمكننا التغلب على هذه الأزمة التي لا حدود لها”.
وكتب وزير الخارجية الألمانية هايكو ماس في تغريدة على تويتر “علينا العمل بتعاون وثيق ضد كوفيد-19”. واضاف أن “أحد أفضل الاستثمارات هو تعزيز الأمم المتحدة وخصوصا منظمة الصحة العالمية التي ينقصها التمويل مثلا لتطوير وتوزيع معدات الفحص ولقاحات”. وأضاف الوزير أن “إلقاء اللوم لا يفيد” في الظروف الصحية الحالية موضحا أن “الفيروس لا يعرف حدودا”.
من جانبها، نددت روسيا الاربعاء بما اعتبرته “مقاربة انانية جدا” من جانب الولايات المتحدة في مواجهة فيروس كورونا المستجد وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف لوكالة تاس العامة للأنباء “إن اعلان واشنطن بالأمس تعليق تمويل منظمة الصحة العالمية يثير قلقا كبيرا في رأينا. إنه يعكس المقاربة الانانية جدا للسلطات الأمريكية في مواجهة ما يحصل في العالم”.
وأعلنت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زخاروفا أن قرار الرئيس الأميركي “يثبت أن الولايات المتحدة تحتاج دائما إلى كبش محرقة”.
وقالت المتحدثة باسم الحكومة الفرنسية أن فرنسا “تأسف” لقرار ترامب. وقالت سيبت ندياي في ختام اجتماع لمجلس الوزراء “إنه قرار مؤسف” موضحة أن باريس تأمل “عودة الأمور إلى طبيعتها” لتتمكن المنظمة من مواصلة عملها.
واعتبر رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فكي محمد الأربعاء في تغريدة أن القرار الأمريكي “مؤسف للغاية”.
الأوبزرفر العربي