عام نكبات الإخوان!
ما أكثر النكبات، التي مرت على جماعة الإخوان الإرهابية خلال عام 2022، فالجماعة باتت أكثر انقسامًا وسط الصراع المحتدم على السلطة داخلها.
تعيش جماعة الإخوان الإرهابية في نكبة غير مسبوقة باندلاع انقسامات جذرية بين قياداتها وقواعدها، حيث تُوزع الاتهامات بين المتصارعين، اتهامات من عينة العمالة والعمل ضد الدين وما يسمونه “قيم التنظيم”.
ولا يمكن وصف ما يحدث داخل تنظيم الإخوان الإرهابي بأنه خلاف أو حتى صراع، لكنه نكبة كبرى، سوف تؤدي إلى انهيار التنظيم كله، حتى لو أخذ هذا الانهيار مزيدًا من الوقت، ولكن النهاية قادمة لا محالة.
لم ينته عام 2022 إلا باختيار محمود حسين قائمًا بأعمال مرشد الإخوان، مستغلًا وفاة القائم بأعمال المرشد، إبراهيم منير، إذ أعلن “حسين” نفسه قائمًا بأعمال المرشد، فزاد الصراع بين الجبهتين المتصارعتين على سلطة ومال الجماعة.
لقد بدأت عوامل الانهيار الإخواني ساطعة في الأفق، حيث شهد الأسبوع الفائت عدة رسائل من “إخوان منير” بعنوان “وضوح الرؤية”، قاموا خلالها بشيطنة محمود حسين وجبهته وإظهاره في صورة الخارج عن الجماعة، ما دعاه هو الآخر لاستصدار بيان ممهور باسم “الإخوان المسلمين”، لكنه أضاف “كلمة مصر” ليشير إلى أن البيان صادر من إخوان الداخل في مصر.
البيان الذي كتبه محمود حسين وراجعه الأعضاء الستة لما يسمونه “شورى الجماعة”، المفصولون من الإخوان بقرار الراحل إبراهيم منير، أوهموا الإخوان في كل مكان أنه صادر عن إخوان مصر، ورغم عدم صحة ما ورد في البيان، فإنه يحمل دلالة بمقدمات الانهيار الإخواني العظيم، الذي تحدثنا عنه.
ولأن إبراهيم منير كان يُدرك خبايا خصمه، ترك وصيّة بتعيين الطبيب صلاح عبد الحق قائمًا بعمل مرشد الإخوان، وهو ما وافق عليه مجلس شورى الإخوان واللجنة الإدارية العليا، وبذلك استبق محمود حسين تنفيذ “وصيّة” إبراهيم منير، فعيَّن نفسه قائمًا بأعمال مرشد الإخوان حتى يزيد حجم الأزمة داخل الجماعة الإرهابية.
دلالة على السقوط
لم تتعرض جماعة الإخوان الإرهاربية لكمٍّ كبير من النكبات مثل ما مرت به خلال العامين الماضيين، وتحديدًا 2022، الذي نستعد لتوديعه، ولعل هذه النكبات إيذان بنهاية التنظيم!
فالجماعة تعيش أكبر تحدٍّ يرتبط بوجودها، لذا فإن أي استشهاد يتعلق بما يمر به التنظيم الإخواني حاليا، مقارنة بما كان يمر به قبل خمسين عامًا، لن يكون معبّرًا عن الحالة المتردية للجماعة.
تحدي الإخوان الحقيقي يرتبط بغياب بعض القيم مثل الصدق والأمانة ووضوح الموقف، وهنا تبدو تهم الإخوان لبعضهم محصورة في الكذب والتدليس وغياب الضمير.. هذه الصفات موجودة ومتأصلة في التنظيم، لكنها بدأت تظهر بصورة أكبر وسط عمق الخلافات بين جبهات الإخوان المتصارعة.
ولم يمر عام الإخوان قبل أن يودع التنظيم حياته السابقة، فنكبات الإخوان الحالية دلالة على السقوط.. سقوط الشعارات المزيفة التي كان يتوارى خلفها، فتصدرت الصراعات الداخلية للتنظيم واجهة انهياراته، وهذه الخلافات كفيلة للقضاء على التنظيم، لولا متاجرة التنظيم بوجود أعداء خارجيين يستهدفونه، لكنه حين فرغ من هذه المؤامرة الوهمية، التفت إلى نفسه فانشقت أعضاؤه وانقلبت على ذاتها.
ساعات قليلة ويتم الإعلان عن تولي صلاح عبد الحق قائمًا بعمل مرشد الإخوان -جبهة إبراهيم منير- وهو ما سوف يزيد حالة الانقسام داخل التنظيم، وهنا يمكن القول إن التنظيم سوف ينتهي على عتبة هذا الاختيار، حيث سيصل الصراع بين الجبهتين إلى ذروته.
وكما توقعنا قبل شهر ونيف تعيين صلاح عبد الحق قائمًا بعمل مرشد الإخوان خلفًا لإبراهيم منير، بعد وصيّة خطها الأخير بيده وتم فتحها بحضور مجلس الشورى واللجنة الإدارية العليا، فإننا نتوقع أن نكبة التنظيم الحقيقية سوف تبدأ بالإعلان عن تنصيب القائم الجديد بعمل المرشد، لينتهي معها التنظيم كليا.
القراءة الأدق لوضع تنظيم الإخوان أنه يسير في منحنى الانهيار، فالجماعة، التي قارب عمرها على المائة عام، قد تستمر حالة احتضارها 10 سنوات أخرى، بعدها لا يمكن أن تقوم للتنظيم قائمة ولو بعد نصف قرن.