علماء يكشفون طريقة مهاجمة فيروس “كورونا” المستجد الخلايا البشرية
نجح علماء صينيون وأميركيون في فهم طريقة مهاجمة فيروس “كورونا” المستجد الخلايا البشرية و”اختطافها”، مما قد يسهم في إيجاد طريقة للتصدي له.
واستخدم باحثون في جامعة ويستليك الصينية في هانغتشو وجامعة تكساس الأميركية، مجهرا إلكترونيا شديد الدقة، بوسعه التقاط صور لأصغر الجزيئات الحيوية، لفهم كيف يهاجم “كورونا” الخلايا.
ولإحداث ضرر في جسم الإنسان، فإن الفيروس قادر على مهاجمة الخلايا بهدف إنتاج نسخ من نفسه وتكوين خلايا جديدة تدمر الخلايا البشرية، وفق الدراسة التي سلطت عليها الضوء شبكة “فوكس نيوز” الإخبارية.
ووجد الباحثون الصينيون والأميركيون أن الفيروس الجديد “كوفيد 19” له نمط يشبه إلى حد ما فيروس “سارس”، الذي تفشى بين عامي 2002 و2003، باستثناء بعض الاختلافات في الأحماض الأمينية.
ويقول الخبراء إن فهم تركيبة الفيروس وطريقة انتشاره ودخوله جسم العائل، يساعد على تطوير لقاح مضاد له.
وكان مسؤولون صينيون ذكروا في وقت سابق أن لقاح “كورونا” قد يكون جاهزا لبدء اختباره سريريا خلال شهر أبريل المقبل.
ويعتقد أن كورونا بدأ في التفشي داخل سوق للمأكولات البحرية في مدينة ووهان الصينية في ديسمبر الماضي، وانتشر بعد ذلك في أرجاء الصين وأكثر من 100 دولة حول العالم.
في الوقت الذي بدأت فيه الصين تتعافى من تداعيات كورونا، سارعت دول أخرى إلى إغلاق الحدود وتقييد السفر في محاولة لاحتواء الفيروس المستجد الذي بات ينتشر بسرعة كبيرة في جميع أنحاء العالم.
وواصلت الصين، اليوم السبت، تخفيف إجراءات الإغلاق في أكثر مناطقها تضررا، حيث تضاءل عدد الحالات الجديدة.
وتباطأ انتشار “كوفيد- 19” بشكل كبير في الصين، حيث قالت اللجنة الصحة الوطنية إن هناك 13 حالة وفاة جديدة و11 حالة إصابة جديدة فقط. وتعافى أكثر من 65 ألف شخص من المرض في الصين.
وخفضت حكومة هوبي تقييماتها للمخاطر الصحية لجميع المقاطعات في المقاطعة خارج ووهان، وهي المدينة الوحيدة التي لا تزال “عالية المخاطر”.
في المقابل، ومع تلاشي الآمال في الاحتواء السريع، فرضت عشرات البلدان تدابير صارمة على نحو متزايد خلال اليومين الماضيين – إغلاق الحدود، وإغلاق المدرسة لعشرات الملايين من الأطفال وأمر عشرات الآلاف من الشركات بإغلاق أبوابها – لمحاولة مواجهة تفشي المرض.
وأعلنت نيوزيلندا أنه سيُطلب من جميع الركاب الوافدين، بمن فيهم مواطنو نيوزيلندا، عزل أنفسهم لمدة 14 يوما، مع استثناءات قليلة.
كما أعلن مسؤولون فلبينيون حظر تجول ليلي في العاصمة وقالوا إن ملايين الأشخاص في المنطقة المكتظة بالسكان يجب أن يخرجوا من منازلهم فقط خلال النهار للعمل أو للقيام بمهمات عاجلة.
وتعكس الخطوات الجاري تنفيذها على الصعيد العالمي بشكل متزايد تلك التي اتخذتها الصين في يناير الماضي.
أما في الولايات المتحدة، التي أبلغت عن وفاتها الخمسين من تفشي المرض الجمعة، فقد أعلن الرئيس دونالد ترامب حالة طوارئ للولايات المتحدة يوم الجمعة.
وقال ترامب إن مرسوم الطوارئ الجديد سيوفر 50 مليار دولار لحكومات الولايات والحكومات المحلية للاستجابة لتفشي المرض.
من جهته، قال رئيس منظمة الصحة العالمية إن أوروبا أصبحت الآن “بؤرة الوباء”.
وتعبيرا عن هذا الواقع، أعلنت حكومة جمهورية التشيك منتصف الليل عن أمرها بإغلاق شركات البيع بالتجزئة بما في ذلك مراكز التسوق حتى صباح السبت.
وتشمل الاستثناءات، الجهات التي تقدم الخدمات الأساسية مثل المتاجر ومحطات الوقود والصيدليات.
كما ارتفعت حصيلة الإصابات الجديدة في إيطاليا، الجمعة، حيث بلغت أكثر من 2500 شخص، وحققت الوفيات المرتبطة بالفيروسات أكبر قفزة في يوم واحد هناك، حيث زادت بنسبة 250.
وزادت كذلك الإصابات الجديدة بشكل حاد في إسبانيا، وفرضت الحكومة على 60 ألف شخص في أربع مدن إغلاقا إلزاميا الجمعة على غرار إيطاليا.
ومن المقرر أن يجتمع مجلس الوزراء الإسباني يوم السبت لإعلان حالة طوارئ لمدة أسبوعين والإعلان عن مزيد من الإجراءات للسيطرة على تفشي كورونا.
واكتسب انتشار الفيروس زخما في أفريقيا، حيث يحذر الخبراء من أن الاحتواء أمر مهم بسبب أنظمة الرعاية الصحية المتداعية بالفعل في القارة.
وأكدت رواندا أول حالة لها يوم السبت، بعد يوم من قيام كينيا وغينيا وإثيوبيا والسودان وموريتانيا بذلك.
وأبلغت الغابون وغانا عن أول حالات إصابة يوم الخميس.
وباتت أيضا الأجندة الرياضية العالمية في حالة يرثى لها بعد إلغاء بطولات كبرى أو تأجيلها أو منع الجماهير عن حضورها.
لكن منظمي دورة الألعاب الأولمبية في طوكيو قالوا إن الألعاب ستقام كما هو مزمع.
الأوبزرفر العربي