غارة إسرائيلية على جنوب لبنان توقع ضحايا والأخير يتقدم بشكوى إلى مجلس الأمن
أعلنت وزارة الصحة اللبنانية عن سقوط شهيدين وإصابة شخصين آخرين في حصيلة أولية، جراء غارة إسرائيلية على بلدة طيردبا في جنوب لبنان. وذكرت وسائل إعلام تابعة لحزب الله أن الغارة استهدفت سيارة “بيك آب”.
أوعزت الخارجية اللبنانية لبعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك، اليوم الجمعة، بتقديم شكوى أمام مجلس الأمن الدولي رداً على اعتداءات إسرائيل المستمرة على قطاعي الزراعة والثروة الحيوانية، رغم إعلان وقف الأعمال العدائية، في وقت أسفرت غارة إسرائيلية على بلدة طيردبا اليوم عن سقوط شهيدين.
وبعد التشاور والتنسيق مع وزارة الزراعة، فنّدت الشكوى اللبنانية أبرز هذه الاعتداءات الجسيمة، والتي تشكل خرقاً واضحاً للقوانين الدولية، وتهديداً مباشراً لسيادة لبنان وأمنه الغذائي، وتتسبب بأضرار تطاول مصادر رزق المزارعين، كجرف بساتين الزيتون، والحمضيات، وتدمير الطرق الزراعية والبنية التحتية في جنوب لبنان، وتدمير مشروع إكثار الشتول في وادي الحجير المنشأ بدعم من برنامج الأغذية العالمي والاتحاد الأوروبي، إضافة إلى استهداف ميناء الصيادين في الناقورة، واختطاف الراعي اللبناني محمود موسى.
وطالب لبنان مجلس الأمن بالتحرك الفوري لوقف هذه الاعتداءات، وضمان حقوق المزارعين والصيادين في المناطق المتأثرة، وتمكينهم من خلال حماية سبل عيشهم، واتخاذ الإجراءات اللازمة لمحاسبة إسرائيل، وإجبارها على التعويض عن الأضرار كلها التي تسبب بها عدوانها على القطاع الزراعي وسائر القطاعات.
كما طلب لبنان من الدول الأعضاء في مجلس الأمن، ولا سيما الدول الراعية لإعلان وقف الأعمال العدائية، اتخاذ موقف حازم وواضح إزاء الخروقات الإسرائيلية المتكررة لبنود هذا الإعلان.
الخروقات الإسرائيلية لوقف النار متواصلة
وتستمرّ الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، مع اقتراب مهلة الستين يوماً على الانتهاء، إذ توغلت قوة تابعة لـجيش الاحتلال في بلدة الطيبة الجنوبية، ونفذت حملة تمشيط وأضرمت النيران في بعض المنازل، بحسب ما ذكرت وسائل إعلام تابعة لحزب الله اليوم الجمعة.
كذلك، رُصد تحرك دبابتي ميركافا من موقع عسكري جديد أنشأه الاحتلال غربي بلدة الظهيرة، وتحديداً في منطقة تل إسماعيل، فيما يواصل تثبيت قوات في جبل بلاط، حيث نصب أجهزة تجسّس وتنصّت وتصوير موجّهة نحو الأراضي اللبنانية.
ونفذ الاحتلال، كذلك، حملات تمشيط في بلدات القطاع الأوسط، منها عيترون، ويارون، ومارون الراس، فيما تواصل الطائرات الإسرائيلية تحليقها في الأجواء في انتهاك مستمرّ للسيادة اللبنانية.
وعزز الجيش اللبناني انتشاره في منطقة مثلث طيرحرفا الجبين بعد انسحاب جيش الاحتلال، وذلك في إطار تنفيذ القرار الـ1701.
يأتي ذلك في وقتٍ تتجه فيه الأنظار إلى التحديات التي يواجهها الرئيس اللبناني المنتخب جوزاف عون، ومن ضمنها مسألة حماية قرار وقف إطلاق النار، والعمل على تطبيق القرارات الدولية، الأمر الذي تعهّد به في قسمه أمس الخميس، مشدداً على التزام لبنان بالاتفاق.
وتعهّد عون بأنه سيمارس “دوره قائداً أعلى للقوات المسلحة ورئيس للمجلس الأعلى للدفاع، بحيث يعمل من خلالهما على تأكيد حق الدولة باحتكار حمل السلاح، دولة تستثمر في جيشها الذي يساهم بضبط الحدود، وتثبيتها جنوباً، وترسيمها شرقاً وشمالاً وبحراً، ويمنع التهريب، ويحارب الإرهاب، ويحفظ وحدة الأراضي اللبنانية، ويطبّق القرارات الدولية، ويحترم اتفاق الهدنة، ويمنع الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية، جيش لديه عقيدة قتالية دفاعية يحمي الشعب، ويخوض الحروب وفقاً لأحكام الدستور”.