غضب فلسطيني عارم جراء اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي للمسجد الأقصى
الفصائل تتوعد إسرائيل وسط تحذيرات دولية من التصعيد
سادات حالة من الغضب الفلسطيني جراء اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي وجماعات يهودية متطرفة لباحات المسجد الأقصى، واندلعت مواجهات في مدينة القدس ومناطق عديدة في الضفة الغربية أسفرت عن سقوط عشرات الجرحى في صفوف الفلسطينيين.
وأعلن الهلال الأحمر الفلسطيني إن 152 فلسطينياً على الأقل أصيبوا في اشتباكات مع قوات الاحتلال التي اقتحمت باحات المسجد الأقصى بمدينة القدس، داعية المصلين للخروج.
فيما شهدت مدينة حيفا عملية طعن أدت إلى إصابة إسرائيلي، على وقع ارتفاع التوتر الملحوظ منذ الصباح في القدس الشرقية المحتلة، بحسب ما أفاد مصدر صحافي.
الأمم المتحدة
وأعرب المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند، عن قلقه من تدهور الأوضاع، داعيا كافة الأطراف إلى وقف الاستفزازات في الحرم في الحال.
ودعا في بيان، القادة السياسيين والدينيين من جميع الأطراف إلى المساعدة في تهدئة الوضع.
كما حذر من السماح بوقوع المزيد من التوترات، ما يهدد بتصعيد آخر، مشيرا إلى أن الأمم المتحدة على اتصال وثيق مع الشركاء الإقليميين الرئيسيين والأطراف لتهدئة الوضع في القدس. وأضاف قائلا “أحث السلطات في كلا الجانبين على تهدئة الموقف على الفور ومنع أي استفزازات أخرى من قبل الفاعلين المتطرفين.
إلى ذلك، أكد الاتحاد الأوروبي في بيان، أنه يتابع بقلق بالغ التصعيد الأخير في أعمال العنف في أنحاء الضفة الغربية والاشتباكات في المسجد الأقصى، داعيا إلى ضرورة التهدئة.
جماعات الهيكل المتطرفة
وقال القيادي الفلسطيني، النائب محمد دحلان، إن قيام قوات الاحتلال الإسرائيلي باقتحام باحات المسجد الأقصى والاعتداء على المصلين منذ فجر اليوم الجمعة، يكشف عن نوايا خبيثة للتصعيد وجر الأوضاع إلى مزيد من التوتر في ظل نوايا جماعات الهيكل المتطرفة تقديم القرابين في ساحات المسجد الأقصى.
وأضاف القيادي دحلان، في منشور عبر صفحته الرسمية على «فيسبوك»: «من بداية شهر رمضان المبارك يسعى الاحتلال بكل السبل لإفساد أجواء الشهر الكريم على أبناء شعبنا الفلسطيني، في أجواء تعيدنا إلى العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في شهر رمضان من العام الماضي».
وأكد دحلان على أن محاولة الاحتلال الهروب من أزماته الداخلية بالتصعيد ضد أبناء شعبنا الفلسطيني ومقدساته وتوظيف الأعياد اليهودية لتنفيذ مخططاته التهويدية لم ولن تؤدي إلا إلى مزيد من تدهور الأوضاع، و تتحمل إسرائيل وحدها كافة تبعاته.
ووجه القيادي الفلسطيني رسالة إلى الاحتلال الإسرائيلي قائلا: «على إسرائيل أن تعي بأنها لن تنعم بالأمن والاستقرار ما لم ينعم به أبناء شعبنا الفلسطيني».
وطالب دحلان، السلطة الفلسطينية بتحمل مسؤولياتها تجاه حماية أبناء الشعب الفلسطيني، ووضع مقررات المجالس المركزية قيد التنفيذ والعمل على تعزيز صمود أبناء الشعب الفلسطيني المرابط في أرضه.
وطالب أيضا المجتمع الدولي بالتوقف عن سياسة ازدواجية المعايير التي يمارسها منذ عقود ضد الشعب الفلسطيني وقضيته وتحمل مسؤولياته في لجم سياسات إسرائيل المخالفة لكافة المواثيق والأعراف الدولية.
معركة الأقصى
بدورها، دانت حركة حماس، اليوم الجمعة، الاعتداءات الوحشية لجنود الاحتلال الإسرائيلي على المصلين في المسجد الأقصى المبارك.
وحملت الحركة في بيان صحفي، الاحتلال المسؤولية على كل ما يترتب من مخاطر تمس مشاعر الشعب الفلسطيني والأهالي في مدينة القدس الذين يخوضون معركة حقيقية في الدفاع عن المسجد الأقصى.
وقالت: “إن أهلنا في القدس ليسوا وحدهم في معركة الأقصى بل معهم كل الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة وقواه الحية ومن خلفهم أبناء الأمة الأحرار”.
ودعت الحركة “جماهير الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية والداخل الفلسطيني المحتل وفي كل مكان في فلسطين إلى الوقوف إلى جانب أهلنا في القدس ونصرتهم وإسنادهم في دفاعهم البطولي عن المسجد الأقصى المبارك”.
من جهته، قال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة منددًا إن “ما يحدث من اقتحام للمسجد الأقصى ودخول قوات الاحتلال إلى المسجد القبلي تطور خطير وتدنيس للمقدسات، وهو بمثابة إعلان حرب على شعبنا الفلسطيني”.
وأضاف أبو ردينة “المطلوب هو التدخل الفوري من كافة الجهات الدولية لوقف هذا العدوان الإسرائيلي الهمجي”.
بدورها، دانت منظمة التعاون الإسلامي في بيان، الاعتداءات الإسرائيلية، معتبرة أنها مساس بمشاعر الأمة.
كذلك، حذرت جامعة الدول العربية من إشعال الموقف في الأقصى، محملة إسرائيل المسؤولية.
اعتقال 400 فلسطيني
في المقابل، اتهمت الشرطة الإسرائيلية، الفلسطينيين بالتحضير مسبقا للاعتداءات، زاعمة أنها سمحت بصلاة الفجر، لكنها تعرضت لهجوم بالحجارة ما دفعها للدخول.
وأدت الاشتباكات إلى إصابة نحو 153 فلسطينيا، واعتقال 400، بحسب ما أعلنت السلطات الفلسطينية.
يذكر أن هذا التصعيد أتى بعدما أرسلت إسرائيل تعزيزات إلى الضفة الغربية، وعززت الجدار الفاصل معها عقب أربع هجمات أدت إلى سقوط 14 قتيلا خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة.
كما جاءت تلك الاشتباكات بعد استشهاد ثلاثة فلسطينيين أمس الخميس عقب شن القوات الإسرائيلية عمليات جديدة في منطقة جنين شمال الضفة المحتلة.
وغالبا ما يشهد الحرم القدسي في البلدة القديمة بالقدس الشرقية المحتلة منذ 1967، صدامات بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين فلسطينيين.