غضب في طرابلس بسبب تدهور الأوضاع المعيشية
دعوات للتظاهر الشعبي ضد حكومة السراج
انتشرت خلال الساعات الماضية دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي للتظاهر في العاصمة الليبية طرابلس، احتجاجاً على تدهور الأحوال المعيشية، غدا الجمعة، وتنديدا بالمجلس الرئاسي لحكومة السراج.
وترتفع الأصوات المنددة بسياسة حكومة السراج المدعومة من النظام التركي، مطالبة بتحسين الخدمات الأساسية في المدينة وحل أزمة انقطاع الكهرباء.
حتى إن بعض الأصوات دعت إلى المطالبة بإسقاط حكومة السراج بسبب تردي الخدمات الأساسية للمواطنين من كهرباء وماء، فضلاً عن انتشار القمامة في شوارع العاصمة، بالإضافة إلى ارتفاع الأسعار.
من ناحية أخري، تصاعدت الخلافات مع نائبه أحمد معيتيق الذي هاجمه بحدة، معتبراً أنه لا يملك كامل صلاحيات رئيس مجلس الوزراء.
فقد وجه معيتيق إلى السراج قبل يومين انتقادا بشأن مؤسسة الاستثمار، مؤكداً أن الأخير يملك صلاحيات محددة لا ينبغي تخطيها.
واعتبر في بيان أن “السراج لا يملك كامل صلاحيات رئيس مجلس الوزراء وفق اتفاق الصخيرات، لكنه يترأس المجلس بصلاحيات محددة وحصرية لا يفترض أن يتعداها”
ويبدو أن المؤسسة الليبية للاستثمار هي التي أشعلت فتيل الخلاف، فقد أوضح نائب السراج في بيانه أنه “وفقًا للاتفاق السياسي يستوجب أن تكون رئاسة مجلس أمناء المؤسسة متمثلة في رئاسة مجلس الوزراء، ورئيس ونواب ووزراء الدولة وليس الرئيس منفردًا”.
الأزمة المعيشية تضرب طرابلس بينما يواصل النظام التركي نهب مئات المليارات من الدولارات، من خلال الاستحواذ على الجزء الأكبر من الاستثمارات المتوقعة في ليبيا، خاصة في مجالات إعادة الإعمار والطاقة.
ففي يونيو الماضي، أظهرت وثائق مسربة تحويل ملايين من اليورو من البنك المركزي الليبي إلى شركة تركية تدعى شركة تكنولوجيا الصناعات الدفاعية SSTEK، بحسب ما أفاد في حينه موقع “ليبيا ريفيو”.
ويرى المراقبون، إن الأطماع الاقتصادية لأنقرة في ليبيا لم تعد خفية، وأن المتمعن في تصريحات المسؤولين الحكوميين الأتراك وتحركاتهم في الملف الليبي تتضح له المصالح التركية في ليبيا ودوافع تدخلها ودعمها لحكومة السراج، والتي تتمحور حول الأموال الليبية وحقول النفط.
يأتي هذا في وقت تغرق البلاد في الفوضى منذ العام 2011، وانقسمت منذ 2014 بين حكومة تسيطر على العاصمة طرابلس والشمال الغربي وبين الجيش الليبي المتمركز في بنغازي.
إلا أن الوضع تفاقم مع تدخل أطراف خارجية في الصراع الليبي، ودعم فريق في وجه آخر، لا سيما الدعم التركي لميليشيات السراج بالسلاح والمرتزقة.
وفي هذا السايق، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قبل أيام قليلة من أن هناك “مستويات لم يسبق لها مثيل” من التدخلات الأجنبية والمرتزقة في ليبيا.
الأوبزرفر العربي