فشل كوسوفو وصربيا في الاتفاق على حل النزاع المستمر بينهما
الاتحاد الأوروبي يحذر من "التصعيد والعنف" خلال الأيام المقبلة
أكد وزير الدفاع الصربي، ميلوتش فوتشيفيتش، أن القوات الصربية مستعدة لاتخاذ جميع الإجراءات لحماية الصرب في كوسوفو وميتوهيا بأوامر من الرئيس ألكسندر فوتشيتش، فيما حذّر الاتحاد الأوروبي، الاثنين، من “التصعيد والعنف”، بعد فشل كوسوفو وصربيا في التوصل إلى اتفاق خلال محادثات طارئة تهدف إلى حل النزاع المستمر بينهما بشأن لوحات السيارات التي يستخدمها أفراد الأقلية العرقية الصربية في كوسوفو.
وقال فوتشيفيتش في حوار مع قناة TV Pink التلفزيونية: “إذا أمر رئيس صربيا، سيتخذ الجيش جميع الإجراءات لحماية الصرب في كوسوفو وميتوهيا”، مشيراً إلى أن المفاوضات أفضل من أي صراع.
وأكد أن جميع الخيارات قيد الدراسة ولكن المفاوضات قبل كل شيء.
طلب السفير الأمريكي
وأعلن رئيس وزراء كوسوفو، ألبين كورتي، الثلاثاء، أنه اتخذ بناء على طلب السفير الأمريكي ببريشتينا جيفري هوفينيير قرارا بتأجيل البدء بفرض غرامات على لوحات تسجيل السيارات الصربية لمدة 48 ساعة.
وكانت شرطة كوسوفو قد أعلنت أنها ستبدأ اعتبارا من الـ22 من نوفمبر، بتغريم مخالفي قرار تغيير لوحات المرور الصربية واستبدالها بلوحات صادرة عن كوسوفو، في خطوة ستفاقم التوتر مع بلغراد.
وتشير بعض التقديرات إلى أن الشرطة حررت حتى الآن أكثر من 1700 مخالفة، حيث تطالب سلطات ألبان كوسوفو الصرب المحليين بتغيير لوحات سياراتهم التي تحمل رموزا صربية، بلوحات تحمل رموز إقليم كوسوفو الانفصالي، تحت طائلة غرامة قدرها 150 يورو للمخالف.
فشل محادثات
من جهته، قال جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي في بيان: “بعد نقاش استمر ساعات طويلة.. لم يتوصل الطرفان إلى حل.. أعتقد أن هناك مسؤولية خطيرة عن فشل محادثات اليوم وعن أي تصعيد وعنف قد يحدث على الأرض في الأيام المقبلة”.
ويندرج الاجتماع، في سياق من التوتر بين صربيا وإقليمها السابق الذي تقطنه غالبية ألبانية، ما يهدد بتفاقم الأمور واندلاع واحدة من أخطر الأزمات الإقليمية في السنوات الأخيرة.
وحاولت كوسوفو هذا العام أن تطلب من أفراد الأقلية الصربية تغيير لوحات سياراتهم القديمة التي تعود إلى ما قبل عام 1999 عندما كانت كوسوفو جزءاً من صربيا.
ومع ذلك، قابل الصرب، الذين يعيشون في الجزء الشمالي من البلاد، هذه الخطوة بمقاومة شديدة وأحياناً عنيفة.
كوسوفو ترفض اقتراح أوروبي
وتابع بوريل أن الاتحاد الأوروبي قدم اقتراحاً كان من الممكن أن يمنع زيادة التوتر، وقبله الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش، لكن رئيس وزراء كوسوفو ألبين كورتي رفضه.
وقال فوتشيتش للصحافيين بعد الاجتماع: “لأسباب غير واضحة بالنسبة لي، فشلنا في التوصل إلى أي اتفاق على الإطلاق.. الجانب الصربي كان متعاوناً تماماً، وكنا نقبل النصوص التي تم تغييرها 10 مرات، لكن الجانب الألباني لم يرغب في قبول أي شيء، ولو لثانية، كانوا دائماً يضيفون شيئاً من الواضح أنه غير ممكن”.
من جانبه، قال كورتي إنه مستعد لعقد اجتماعات أخرى لتطبيع العلاقات بين بلجراد وبريشتينا، وليس فقط للتصدي لقضية واحدة.
وأضاف في تصريحات للصحافيين في بروكسل “لا يمكننا أن نتحول إلى قادة دول يتصدون فقط (لموضوع) لوحات السيارات، ولا يتحدثون عن سبل تطبيع علاقاتهم”.
ويُثير الخلاف بشأن لوحات السيارات توتراً منذ نحو عامين بين صربيا وإقليمها السابق، الذي انفصل وأعلن الاستقلال عام 2008، وتعيش فيه أقلية صربية في الشمال تدعمها بلجراد.
وفي وقت سابق هذا الشهر، ترك المئات من ضباط الشرطة والقضاة والمدعين وغيرهم من موظفي الدولة من الأقلية الصربية وظائفهم بعد أن أصرت الحكومة في بريشتينا على ضرورة أن يستبدل السكان المحليون من الصرب لوحات السيارات الصادرة عن السلطات الصربية غير المعترف بها في كوسوفو بأخرى تابعة لدولة كوسوفو.
وفي عام 2011 بدأ البلدان محادثات لتطبيع العلاقات بينهما بقيادة الاتحاد الأوروبي، بعد أكثر من عقد على الحرب التي خلفت 13 ألف قتيل، معظمهم من ألبان كوسوفو.