قبرص واليونان ينسقان رداً على استفزازات أنقرة في الأراضي القبرصية المحتلة
أعلنت كل من قبرص واليونان إنهما ينسقان الخطوات المقبلة “والأيام المقبلة ستكون حاسمة”.
وأبدى وزير الخارجية القبرصي نيكوس خريستودوليديس عقب اجتماع مع نظيره اليوناني نيكوس دندياس في نيقوسيا، اليوم الأربعاء، رفضه لحلول تركيا بشأن المشكلة القبرصية.
ونقلت وكالة الأنباء القبرصية عن خريستودوليديس قوله “الإجراءات الاستفزازية التي يقوم بها النظام التركي في قبرص المحتلة تهدف إلى الترويج لأشكال أخرى من الحلول لمشكلة قبرص، والتي لن نقبلها نحن ولا المجتمع الدولي”.
التصريحات الاستفزازية
وأضافت الوكالة أن الوزيرين استنكرا “التصريحات الاستفزازية” التي صدرت أمس الثلاثاء، في إطار زيارة رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان إلى “الأراضي القبرصية المحتلة”، لا سيما فيما يتعلق بمنطقة فاروشا.
وأكد الجانبان على “تنسيق الخطوات المقبلة” للرد على زيارة أردوغان، كما أشار وزير الخارجية القبرصي إلى أن الأيام المقبلة ستكون “حاسمة”.
ومن جانبها، أعربت الخارجية المصرية، الأربعاء، عن قلقها العميق إزاء ما تم إعلانه بشأن تغيير وضعية منطقة فاروشا بقبرص، مؤكدة مطالبتها بضرورة الالتزام بقرارات مجلس الأمن.
تزيد التوتر في المنطقة
وأكدت في بيان على ضرورة تجنب أية أعمال أحادية قد تؤدي إلى تعقيد الأوضاع وتزيد من التوتر في المنطقة.
وكان رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان شدد، الثلاثاء، على تمسّكه بحل يقوم على دولتين في قبرص، في كلمة شديدة اللهجة ألقاها خلال زيارة للشطر الشمالي من قبرص في الذكرى الـ47 للاجتياح التركي الذي أدى إلى تقسيم الجزيرة المتوسطية.
وقال أمام حشد خلال عرض عسكري في الشطر الشمالي من العاصمة: “ليس لدينا 50 عاما لنضيعها” في إشارة إلى عقود من جولات التفاوض برعاية الأمم المتحدة باءت بالفشل في توحيد الشطرين اليوناني والتركي القبرصي من الجزيرة.
وأضاف: “لا يمكن إحراز تقدم في المفاوضات من دون التسليم بوجود شعبين ودولتين”.
واعتبر أنه “لا يمكن استئناف عملية تفاوض جديدة إلا بين دولتين”، مضيفاً “من أجل هذا، يجب تأكيد السيادة والمكانة المتساوية للقبارصة الأتراك، وهذا أساس الحل”.
رئيسة المفوضية الأوروبية
ووسط هتافات مؤيدة من الجموع التي كانت تلوح بالأعلام التركية، اتهم أردوغان السلطات القبرصية اليونانية بـ”قطع الطريق على أيّ حلّ” بتبنّيها “نهجاً متطرفاً منفصلاً عن الواقع”.
ورفض تحذيراً هذا الشهر من رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين بأن بروكسل “لن تقبل” بحل الدولتين في قبرص، العضو في الاتحاد الأوروبي.
لكن وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أعرب، الثلاثاء، عن “قلقه” لإعلان أردوغان، معتبرا أنه “غير مقبول”.
ودانت واشنطن إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لإعادة فتح فاروشا، مدينة الأشباح الواقعة في شرق قبرص، والتي هجرها سكّانها الأصليون القبارصة اليونانيون منذ قرابة نصف قرن، ويريد القبارصة الأتراك اليوم بدعم من أنقرة إعادة فتحها تحت إدارتهم.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في بيانه إنّ “الولايات المتّحدة تعتبر ما يقوم به القبارصة الأتراك في فاروشا بدعم من تركيا استفزازياً وغير مقبول ولا يتّفق مع الالتزامات التي قطعوها في الماضي للمشاركة بطريقة بنّاءة في محادثات سلام”.
ومن جهته، أعرب وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان عن دعمه لقبرص، مؤكداً أنه بحث الأمر مع نظيره القبرصي، وإنه سيثير المسألة في الأمم المتحدة، متهماً أردوغان بـ”الاستفزاز”.
وقال في بيان إن “فرنسا تأسف بشدة لهذه الخطوة الأحادية التي لم يتم التنسيق لها وتمثل استفزازا”، مضيفة “أنها تقوض استعادة الثقة الضرورية للاستئناف العاجل للمفاوضات من أجل حل عادل ودائم للقضية القبرصية”.