قلق أمريكي تجاه تنامي العلاقات الصينية الروسية
أعربت عن الولايات المتحدة الأمريكية عن قلقلها تجاه تنامي العلاقات الصينية الروسية، وذلك بعد القمة التي عقدها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نظيره الصيني شي جين بينغ أمس الجمعة عبر الفيديو.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية أمس الجمعة: “تدعي بكين الحياد لكن سلوكها يوضح أنها مازالت تستثمر في علاقات قوية مع روسيا”، مضيفا أن واشنطن “تراقب أنشطة بكين عن قرب”.
وأضاف أن الولايات المتحدة حذرت الصين من تداعيات تقديمها أي مساعدات عسكرية لروسيا لدعمها في الحرب الجارية بأوكرانيا.
وتوقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قيام نظيره الصيني شي جين بينغ بزيارة روسيا في ربيع عام 2023.
وفي تصريحات، في بداية اجتماع عبر الفيديو بين الزعيمين بثت على التلفزيون الرسمي، قال بوتين إن أهمية العلاقات الروسية الصينية تتزايد كعامل استقرار في العالم.
وتطرق بوتين إلى حجم التبادل التجاري مع الصين، مشيرا إلى أنه نما بنسبة 25 في المئة تقريبا وأنه سيصل إلى مستوى 200 مليار دولار
وأضاف الرئيس الروسي: “سنواصل التعاون مع الصين في المجال العسكري والتنسيق في الساحات الدولية”، مشددا على أن روسيا ستواصل الدفاع عن مواقفها ومصالحها.
من ناحيته، قال الرئيس الصيني: “شراكتنا مع روسيا تتطور بشكل واسع وتظهر متانة العلاقة بين البلدين”.
وأكد شي جين بينغ أن بلاده ستواصل “التعاون مع روسيا في المجالات الاقتصادية والتجارة”، مضيفا أن “التعاون مع روسيا يصب في صالح الشعبين”.
وأوضح الرئيس الصيني أن بكين مستعدة لرفع مستوى التفاعل السياسي مع روسيا، وأن تكون شريكة دولية في ظل الوضع العالمي الصعب.
وفي سياق التعاون على الصعيد العسكري، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، يوم الأربعاء، اكتمال المناورات الروسية والصينية المشتركة التي جرى تنفيذها في بحر الصين الشرقي.
وقالت الدفاع الروسية إن روسيا والصين استكملتا مناورات بحرية في بحر الصين الشرقي بعد أسبوع من تدريبات مشتركة تضمنت التدرب على كيفية الاستيلاء على غواصة معادية بقنابل في العمق وإطلاق نيران المدفعية على سفينة حربية.
تحالف مناهض للغرب
خلال الشهور الماضية، سعت موسكو إلى زيادة روابطها السياسية والأمنية والاقتصادية مع بكين، في الوقت الذي تنظر إلى الرئيس الصيني على أنه حليف رئيسي في تحالف مناهض للغرب، ووقع البلدان شراكة استراتيجية “دون حدود” قبل أيام فقط من اندلاع العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
كما أظهرت موسكو وبكين تعاونهما العسكري المتنامي في الأشهر الأخيرة، ففي نوفمبر، حلقت قاذفات (Tu-95) التابعة لسلاح الجو الروسي وقاذفات القنابل الصينية (H-6K) في دوريات مشتركة فوق بحر اليابان وبحر الصين الشرقي كجزء من التدريبات، في حين هبطت القاذفات الروسية في الصين لأول مرة، وتوجهت القاذفات الصينية إلى قاعدة جوية في روسيا.
وفي سبتمبر، أرسلت الصين أكثر من 2000 جندي إلى جانب أكثر من 300 مركبة عسكرية و21 طائرة مقاتلة و3 سفن حربية للمشاركة في مناورة مشتركة شاملة مع روسيا.
وكالة “أسوشيتد برس” الأميركية، قالت أن هذه المناورات هي المرة الأولى التي ترسل فيها الصين قوات من 3 فروع لجيشها للمشاركة في مناورة روسية واحدة، فيما وصف بأنه استعراض لاتساع وعمق الثقة المتبادلة بين الصين وروسيا.