لافروف يتهم الناتو بشن حرب على روسيا
"ما يحدث في أوكرانيا هو نتيجة تحضيرات واشنطن وحلفاؤها منذ سنوات طويلة"
اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، حلف شمال الأطلسي “الناتو” بشن حرب على روسيا من خلال الصراع في أوكرانيا، مؤكداً أن ما يحدث في أوكرانيا هو نتيجة التحضيرات التي قامت بها واشنطن وحلفاؤها على مدى سنوات طويلة، لشن حرب كونية هجينة على روسيا.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها لافروف خلال مؤتمر صحفي عقده اليوم الأربعاء، في موسكو حول نتائج عمل الدبلوماسية الروسية في عام 2022.
وأكد وزير الخارجية الروسي أن الاتحاد الأوروبي يخضع بشكل كامل للولايات المتحدة، وأن الغرب أفسد مبادئ الأمم المتحدة، ولم يكن هناك احترام لمبادئ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وأن حجم الدعم لأوكرانيا يظهر أن الغرب قد وضع الكثير في الحرب ضد روسيا.
وأشار إلى أن أمريكا استخدمت قواتها في خارج أراضيها مئات المرات، في انتهاك صارخ لميثاق الأمم المتحدة، وأن إجراءاتها لإنشاء تحالف ضد روسيا يمكن مقارنتها بإجراءات هتلر لدى محاربته الاتحاد السوفيتي.
وتابع لافروف، أنشأت الولايات المتحدة تحالفا بهدف “حل نهائي للمسألة الروسية” لإلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا.
ونوه لافروف إلى أن المحاولة المحمومة لواشنطن من أجل الحفاظ على الهيمنة عن طريق الاحتيال والاستيلاء، تؤكد أن واشنطن تحاول وقف تشكيل عالم متعدد الأقطاب، الذي يحدث بشكل طبيعي.
وأضاف “إن دور واشنطن المتمثل بتقديم إملاءات في الشؤون الدولية تعني ما يلي: مسموح لنا (واشنطن) أن نفعل ما نريد وأينما نريد، وفي أي ركن من أركان الأرض. ولا يمكن لأي شخص آخر فعل أي شيء دون موافقتنا، حتى لو كان أمنكم مهددا”.
العرب أصدقاؤنا القدامى والحقيقيون
وعن العلاقات العربية مع روسيا، صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأن الدول العربية تدرك حقيقة ما يجري حول أوكرانيا، مشيرا إلى أنها لم تؤيد حملة العقوبات ضد روسيا رغم تعرضها لضغوط غربية شديدة.
وقال لافروف “لم تنضم أي من الدول العربية إلى العقوبات، رغم الضغوط الغربية غير المسبوقة وبالغة الشدة، بل واستطيع وصفه بالضغط الوقح والمهين للذات الذي يمارسه الغرب”.
وأضاف: “العرب هم أصدقاؤنا القدامى والحقيقيون، ونحافظ على اتصالات منتظمة معهم سواء من خلال الاتصالات الثنائية، أو مع جامعة الدول العربية، ومجلس التعاون الخليجي”.
وتابع: “عقدت أمس اجتماعا دوريا مع جميع سفراء الدول الأعضاء في الجامعة العربية، في مايو زرت مقرها بالقاهرة. وأرى فهما لموقفنا، وحقيقة أن الأمر لا يتعلق بأوكرانيا على الإطلاق، بل يتعلق بالنضال من أجل نظام عالمي جديد بين أولئك الذين يعتقدون أنه يجب أن يكون خاضعا تماما لقواعدهم أي لهيمنة الولايات المتحدة ومن يدور في فلكها، بين أولئك الذين يريدون أن يكون النظام العالمي ديمقراطيا”.
ولفت لافروف إلى أن الدول الغربية لا تحرك ساكنا لتسوية الأزمات في الشرق الأوسط بعدما تحول إلى الهدف الجديد المتمثل في استنزاف روسيا وإلحاق هزيمة استراتيجية بها.
القضية الفلسطينية
وقال إن هناك “استياء واضحا” يشعر به “زملاؤنا (في العالم العربي) إزاء حقيقة أن الغرب الذي يطرح يوميا مطالب بشأن أوكرانيا، لا يفعل شيئا على الإطلاق بشأن القضية الفلسطينية”.
وتابع: “هذا يسبب خيبة أمل عميقة لأن أيا من قضية فلسطين والتسوية في ليبيا – بعد أن دمر الغرب هذا البلد – لا يشهد تقدما يذكر، كما لا تزال هناك مشاكل في العراق، وأنحاء أخرى بالمنطقة، لكنها بالطبع أصبحت في المرتبة الثانية إن لم تكن الثالثة في أولويات الغرب، مقارنة بضرورة استنزاف روسيا وإلحاق هزيمة استراتيجية بها”.
ودعا لافروف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لتفعيل جهوده من أجل تسوية النزاع في الشرق الأوسط.
وشدد لافروف على أن روسيا تتعاون بنشاط مع دول المنطقة، وقال: “نقدر حقيقة أن زملائنا يرون أن موقفنا مختلف. نحن لا نتخلى عن جهودنا بشأن القضية الفلسطينية، ولا بشأن سوريا والتسوية الليبية والعراق”.
وأضاف: “الآن نخطط لإجراء اتصالات مع الزملاء العراقيين على مستوى عال”، وذلك بعد تشكيل حكومة جديدة في العراق نهاية العام الماضي.