لبنان: ميقاتي يلمح بتعثر تشكيل وزارته بسبب تدخلات القصر الرئاسي
ألمح رئيس الحكومة اللبنانية المكلف نجيب ميقاتي، إلى تعثر تشكيل وزارته بسبب تدخلات القصر الرئاسي، فيما حاول الرئيس ميشال عون تبرئة نفسه.
وبحسب بيان صادر عن رئيس الحكومة اللبنانية المكلف فإنه “يحرص على مقاربة عملية تشكيل الحكومة وفق القاعدة الدستورية المعروفة، وبما يتوافق مع مقتضيات المرحلة الصعبة التي يمر بها لبنان”.
لكن ميقاتي أكد أن “البعض مصر على تحويل عملية تشكيل الحكومة إلى بازار سياسي وإعلامي مفتوح على شتى التسريبات والأقاويل والأكاذيب في محاولة واضحة لإبعاد تهمة التعطيل عنه وإلصاقها بالآخرين”.
وتابع: “هذا أسلوب بات مكشوفا ” في وقت ضاق فيه اللبنانيون ذرعا بالسجالات ويتطلعون إلى تشكيل حكومة تبدأ مهمة الإنقاذ المطلوبة.
وأشار إلى أن “اعتماد الصيغة المباشرة أحيانا والأساليب الملتوية أحيانا أخرى لتسريب الأخبار المغلوطة لاستدراج رد فعل من الرئيس المكلف أو لاستشراف ما يقوم به لن تجدي نفعا”.
نجيب ميقاتي أكد أنه “ماض في عملية التشكيل وفق الأسس التي حددها منذ اليوم الأول وبانفتاح على التعاون والتشاور مع رئيس الجمهورية ميشال عون ويتطلع في المقابل إلى تعاون بناء بعيدا عن الشروط والأساليب التي باتت معروفة”.
لقاءات مختلفة
ولفت إلى أنه “يجري لقاءات مختلفة لتشكيل الحكومة، ولم يلتزم بأي أمر نهائي مع أحد لحين إخراج الصيغة النهائية للوزارة، وكل ما يقال عكس ذلك كلام عار من الصحة جملة وتفصيلا”.
وفي العادة يبتعد ميقاتي عن الردود المباشرة بهذا الشكل، ويأتي بيانه رداً على الأجواء التي بدأت دوائر القصر الرئاسي في لبنان عن قرب إنجاز التشكيلة الحكومة.
وتحدثت تقارير إعلامية لبنانية أن ما بقي هو اتفاق على حقيبة أو حقيبتين يتمسك بهما ميقاتي لصالحه.
وكان مدير الأمن العام اللبناني دخل على خط الوساطة بين ميقاتي وعون لمحاولة تذليل العقبات والإسراع في إعلان حكومة بعدما توقف التباحث بين الرجلين وامتنع رئيس الحكومة المكلف عن زيارة بعبدا منذ أكثر من 10 أيام نتيجة الخلافات على توزيع الوزارات.
ويعتبر بيان ميقاتي إعلانا صريحا بتعثر عملية تشكيل الحكومة اللبنانية المنتظرة بعكس ما أشيع خلال اليومين الماضيين عن أنها أضحت قاب قوسين أو أدنى.
الرئاسة اللبنانية
لم تصمت الرئاسة اللبنانية كثيرا على “بيان ميقاتي”، وسارع مكتبها الإعلامي لإصدار بيان، قال فيه: “الرئيس عون المتمسك باحترام الأصول في تشكيل الحكومات، أعلن أكثر من مرة بأنّه لا يريد لا بصورة مباشرة أو غير مباشرة الثلث الضامن”.
وأضاف: “رئيس الجمهورية يكرّر دعوته الجميع لعدم إلصاق تهمة التعطيل بالرئاسة ولا بشخصه للتعمية على أهداف خاصّة مضلِلة ما عادت تنطلي على الشعب”.
ونبه إلى أن “التعمية انقلبت على محترفيها وأهدافها عدم الرغبة بتأليف حكومة وعدم القيام بالإصلاحات ورفض مكافحة الفساد وضرب مصداقية الدولة وتجويع اللبنانيين وإفقارهم”.
وطالب عون بـ”التوقّف عن اعتماد لعبة التذاكي السياسي والخبث الموازي للدهاء من خلال التغطية على مشاكل داخلية لدى هذا الفريق أو ذاك عبر سيل الاتهام والإدانة للرئيس”.