متطرف جديد يخلف الريسوني في رئاسة “اتحاد القرضاوي”
في أعقاب الإطاحة برئيس ما يعرف بـ”الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين”، أحمد الريسوني، على خلفية تصريحات سياسية شاذة له أغضبت الجزائريين والموريتانيين، بزغ اسم الأمين العام لـ”اتحاد القرضاوي” كخليفة محتمل له.
وأحدثت تصريحات أطلقها الريسوني قبل أسابيع غضبا واسعا في الجزائر، وكذلك في موريتانيا بعدما اعتبر أن “استقلال موريتانيا عن المغرب خطأ”، ودعا لـ”الجهاد ضدّ الجزائر” و”الزحف نحو ولاية تندوف الجزائرية الحدودية، وضمها للتراب المغربي”.
وبينما دعا العديد من العلماء لتجميد عمل “الاتحاد” (مقره الدوحة) الذي اعتبروه “لا يصلح بين المسلمين، بل يؤجج النار بينهم”، مستنكرين بشدة ما وصفوه بـ”الانحراف الخطير في دور الاتحاد”، سارع تنظيم الإخونجية لتدارك الموقف خشية حدوث أزمة جديدة من شأنها أن تستنزف التنظيم داخليا وتعمق انقساماتها عبر استقالة الريسوني والبحث عن بديل.
البديل الأول
وحول أبرز المرشحين لخلافته، قال الباحث المصري المختص في حركات الإسلام السياسي، عمرو فاروق، إن أقربهم هو علي محيي الدين القرة داغي، الأمين العام للاتحاد؛ نظرا لقربه من يوسف القرضاوي وقربه من تنظيم الإخونجية.
وأضاف فاروق، أن الريسوني تسبب في زيادة الضغط على ما يسمى بـ”الاتحاد العام لعلماء المسلمين” وتنظيم الإخونجية، وباستقالته تخلصوا من جزء كبير من تلك الضغوطات حتى ولو بشكل مؤقت.
وأكد أن “القرة داغي” البديل الأول والأوفر حظا للريسوني خاصة أنه يعد أحد رجال يوسف القرضاوي المقربين جدا منه، بالإضافة إلى أنه أحد رجال الإخونجية والمدافع المستميت عنهم.
الريسوني، والكلام لفاروق، تربى على أفكار سيد قطب، مُنظّر تنظيم الإخونجية، وإمام المتطرفين وتشبع بعدم احترام الدول وعادتها وتقاليدها وتجاهل سيادة الدول والأوطان.
من هو فتى القرضاوي
والقرة داغي من مواليد 1949 في منطقة قره داغ التابعة إلى محافظة السليمانية في كردستان العراق وتحصل على الجنسية القطرية.
تم انتخابه لأول مرة كأمين عام لما يعرف بـ”الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين” في يونيو/حزيران 2010، ووصفه كثيرون بفتى القرضاوي المُقرب كونه يسير على نهج “الإمام المُحرض”.
أطلق في السابق عبارات “تحريض وتكفير” صريحة وضمنية ضد الجيوش والدول الوطنية بالمنطقة، وبينها مصر، ومن أبرز تصريحاته عنها أن “استيراد البضائع المصرية حرام شرعا”.
ولم يكتف القرة داغي بمهاجمة مصر فقط بل كان دائم الانتقاد للسعودية وبجانبها كل من الإمارات والبحرين.
وفي عام 2019، هاجم انفتاح السعودية في مجال إقامة الحفلات الفنية والترفيه، كما لم يسلم من لسانه علماء الدين السعوديين.
وقال اتحاد القرضاوي في بيان، الأحد، إن “مجلس الأمناء للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين توافق على الاستجابة لرغبة (..) الريسوني بالاستقالة من رئاسة الاتحاد”.
وجاءت الموافقة “تغليباً للمصلحة وبناءً على ما نصّ عليه النظام الأساسي للاتحاد فقد أحالها للجمعية العمومية الاستثنائية كونها جهة الاختصاص للبت فيها في مدة أقصاها شهر”، وفق البيان.
وأرجع الريسوني استقالته التي تقدم بها في وقت سابق اليوم، إلى “تمسكه بمواقفه وآرائه الثابتة الراسخة، التي لا تقبل المساومة، وحرصا على ممارسة حريته في التعبير، بدون شروط ولا ضغوط”، وفقا لما نقلته صحيفة هسبريس المغربية عن رسالته الموجهة للاتحاد.