مجموعة البريكس تؤكد التزامها القوي بسيادة واستقلال سوريا
أكدت دول مجموعة البريكس الخمس التي تعتبر الصين اكبرها ثقلا، اثر قمتها الخميس في برازيليا، تصميمها على “تجاوز التحديات التي تطرح على (خيار) العلاقات المتعددة الطرف” في اشارة ضمنية للولايات المتحدة.
وأكدت البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب افريقيا، في بيان قمتها الختامي أن نهج العلاقات المتعددة الطرف يجب “ان يتعزز ويتم اصلاحه” حتى يكون “أكثر انفتاحا”.
وشددت دول المجموعة، في أوج الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، على انه “من الاساسي أن يتجنب أعضاء منظمة التجارة العالمية اي اجراء احادي الجانب وحمائي”.
وكان الرئيس الصيني شي جيبينغ اشار الى ذلك صباح الخميس حيث قال “ان النزعة الحمائية الصاعدة والنهج الاحادي يخلقان عجزا في الحوكمة والتنمية والثقة”.
من جهته قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال مؤتمر صحافي إن “هذه المنظمة (البريكس) تؤيّد الأسواق المفتوحة في مواجهة أي نوع من الحمائية، وتلعب دور مثبّت الاستقرار”.
واضاف “مع تغيّر الوضع في العالم، فإن دور البريكس وأهميتها سيتعززان حتما”.
وحول النزاع السوري، عبرت الدول الخمس عن “قناعتها بأنه لا يوجد حل عسكري” في سوريا، مجددة تأكيد “التزامها القوي بسيادة واستقلال” سوريا.
ولم يشر البيان للوضع في فنزويلا حيث يدعم الرئيس البرازيلي قائد المعارضة خوان غوايدو في حين تدعم الصين وروسيا الرئيس نيكولاس مادورو.
وكان أنصار غوايدو احتلوا الاربعاء السفارة الفنزويلية في برازيليا لعدة ساعات قبل ان يغادروها.
وحول ملف المناخ، أكدت دول البريكس مجددا “التزامها بالتنمية المستدامة” و”بتنفيذ اتفاق باريس” الذي كان رئيس البرازيل هدد في فترة ما بالانسحاب منه.
واعتبر رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا أن “التقدم الاقتصادي والاجتماعي لدول البريكس” يعتمد على الاهتمام المستمر بمسألة “تمكين المرأة في كل مجالات المجتمع”.
وشهدت قمة بريكس التي شكلت الحدث الدولي الاول الذي تنظمه حكومة بولسونارو، تقاربا واضحا بين البرازيل والصين، من منطلق برغماتي.
واعتمد رئيس البرازيل (يمين متشدد) موقف التوازن بين الحرص على التقارب مع الصين أكبر شريك تجاري للبرازيل، والحرص على عدم اغضاب الحليف الاميركي الكبير.
وقال صباح الخميس “لا ادخل هذه الحرب التجارية. والبرازيل تتاجر مع الجميع”.
وغير بولسونارو المعجب الكبير بترامب حليفه الكبير، موقفه من الصين بشكل جذري منذ توليه الحكم في كانون الثاني/يناير.
وكان اتهم العام الماضي خلال حملته الانتخابية الصين بالسعي ل “شراء البرازيل” كما انه زار تايوان.
وعلى غرار ترامب أظهر معارضة تامة للنهج المتعدد الطرف في العلاقات الدولية، بعكس ما جاء في البيان الختامي لدول بريكس اليوم.
لكن الحكومة البرازيلية فهمت بسرعة أن الحفاظ على العلاقات مع العملاق الاسيوي أمر حيوي. وتستورد الصين نحو 28 بالمئة من الصادرات البرازيلية خصوصا من الصويا واللحم والحديد.
وكان الرئيس البرازيلي قال الاربعاء ان الصين باتت “أكثر فاكثر جزء من مستقبل” البرازيل وأكد رغبته “ليس فقط في زيادة، بل أيضا تنويع” العلاقات التجارية مع بكين.
من جهته تحدث الرئيس الصيني عن “مستقبل واعد” للعلاقات التجارية بين الصين والبرازيل قائمة على: ثقة متبادلة متزايدة”.
لكن هذا التحسن في العلاقات سيكون أمام اختبار العام المقبل من خلال اختيار شبكة الجيل الخامس (5جي) للهاتف.
واذا اختارت البرازيل هواوي فإن ذلك سيشكل اهانة قوية لادارة ترامب التي تسعى عبر العالم لكي يعمل حلفاؤها على غرارها على منع المجموعة الصينية من المشاركة في اقامة هذه الشبكات الهاتفية الفائقة السرعة.
وفي تموز/يوليو أعلن نائب الرئيس البرازيلي هاملتون موراو الاتجاه بتأكيده انه لن يكون هناك “أي فيتو على هواوي في البرازيل”.