مخاوف من انهيار وقف إطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية
تأهب إسرائيلي لحماية مسيرة أعلام ينظمها متطرفون يهود في القدس
عبّرت كل من القاهرة وواشنطن عن قلقهما من تفاقم التوترات، وحذرتا من انهيار وقف إطلاق النار المتزامن بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية المستمر منذ 21 مايو، ما ينذر بتجدد المواجهات بين الطرفين.
وقالت مصادر مصرية، الاثنين، إن “القاهرة تلقت رسالة إسرائيلية بخصوص السماح بإقامة (مسيرة الأعلام) في القدس، ولم ترد عليها”، مشيرة إلى مخاوف مصرية جديّة من انهيار وقف إطلاق النار بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
فيما دعا المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، الأربعاء، الطرفين إلى تجنّب “الاستفزازات” وحماية اتفاق وقف النار، بعدما أجازت إسرائيل إقامة مسيرة الأعلام، لليمين المتطرف في القدس. ولدى سؤاله عن المسيرة قال برايس: “نعتقد أنه من الضروري تجنّب اتّخاذ خطوات تفاقم التوترات”.
ورفع جيش الاحتلال الإسرائيلي حالة التأهب، وقرر نشر بطاريات القبة الحديدية في جميع أنحاء إسرائيل، قبيل “مسيرة الأعلام” المخطط لها اليوم الثلاثاء، وسط دعوات فلسطينية بـ”النفير العام والاحتشاد” في شوارع البلدة القديمة بالقدس للوقوف أمام التصرفات الإسرائيلية التي “ستؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار في المنطقة”.
وتسببت مسيرة ذكرى “يوم توحيد القدس”، التي نظمها مستوطنون الشهر الماضي، في إشعال مواجهات بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية استمرت لمدة 11 يوماً.
تأهب إسرائيلي
أعطت الحكومة الإسرائيلية الجديدة الإثنين، الضوء الأخضر لـ(مسيرة الأعلام)، ورفعت القوات الإسرائيلية مستوى التأهب، تمهيداً لتنظيم المسيرة المثيرة للجدل التي يعتزم نشطاء يهود في مجموعات يهودية ويمينية متطرفة تنظيمها الثلاثاء في القدس الشرقية حيث تسود مخاوف من أن يؤدّي ذلك إلى تجدّد المواجهات، ووسط تهديدات أطلقتها الفصائل الفلسطينية من مغبة تنظيم المسيرة.
وأجرى وزير الأمن الداخلي عومر بارليف، تقييماً للأوضاع مع المفتش العام للشرطة الجنرال كوبي شابتاي ومسؤولين آخرين، وذلك بعد أن أعلن الاثنين أن المسيرة ستُجرى كما كان مخططاً لها. وجاء في بيان للوزارة أنّ “الشرطة جاهزة وسنبذل كلّ ما بوسعها”.
وأوضح بارليف أنه بموجب المسار الذي تم الاتفاق عليه بين منظمي المسيرة والشرطة فإنها لن تمر بالحي الإسلامي بالبلدة غير أنها ستتوقف في باب العامود.
وكان المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية في إسرائيل، حدد إجراء مسيرة الأعلام بعد تأجيلها مرتين، وقال مسؤولون إسرائيليون إنهم سيسمحون بتنظيم مسيرة عبر البلدة القديمة في القدس، بعد إلغائها بسبب مخاوف من أن تتسبب بإشعال المواجهات مرة أخرى بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة.
يوم غضب
من جانبها، دعت المنظمات والفصائل الفلسطينية أهالي وشباب القدس في شرقي المدينة إلى “يوم غضب” في غزة والضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل، والاحتشاد في ساحات المسجد الأقصى المبارك، لـ”تفويت الفرصة على المستوطنين”.
شيخ الأزهر
وقال شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، إن “إصرار الاحتلال الإسرائيلي على تنظيم ما يسمونه بـ(مسيرة الأعلام)، لهو استفزاز جديد، ينضم لسلسلةٍ طويلةٍ من المخططات الإجراميَّة، فضلاً عن كونه محاولةً لكسب دعاية سياسيَّة رخيصة، يقودُها اليمين الإرهابي المتطرِّف، على حساب دماء الفلسطينيين المسالمين وحقوقهم”.
وأضاف، في منشور على “فيسبوك”: “علينا نحن العرب والمسلمين وكل محبي السلام في العالم أن نتصدى لهذه الانتهاكات الصهيونية، التي لن تجلب إلا مزيداً من العنف والدَّمار والخراب”.
أحزاب يهودية متطرفة
ومسار التظاهرة التي دعت إليها أحزاب يهودية متطرفة يشمل القدس الشرقية التي تشهد احتجاجات منذ نحو شهرين.
ويشارك في تنظيم المسيرة إيتمار بن غفير، عضو الكنيست اليميني المتطرف الذي يترأس حزب “القوة اليهودية” المعادي للعرب.
ويُطلق على هذه التظاهرة اسم “مسيرة الأعلام” وهي تنظّم سنوياً احتفالاً بإعلان القدس عاصمة موحّدة للدولة العبرية إثر احتلال الجيش الإسرائيلي الشطر الشرقي من المدينة في 1967 ومن ثم ضمّه إلى إسرائيل.
ويشارك في هذه المسيرة سنوياً الآلاف، وتصل إلى القدس الشرقية المحتلّة وتمرّ بمحاذاة وداخل أسوار البلدة القديمة وفي السوق الرئيسية وفي الحيّ الإسلامي الواقع داخلها ويتخلّلها في العادة استفزاز لسكّانه مما يثير غضب الفلسطينيين.
وتمّ تحديد مسار التظاهرة بعد مفاوضات بين المنظّمين والشرطة الإسرائيلية على أمل تجنّب وقوع صدامات مع فلسطينيين.
والمسيرة التي كانت مقرّرة أصلاً في العاشر من مايو، ألغيت في بادئ الأمر إثر التوترات في القدس الشرقية التي شهدت الشهر الماضي تظاهرات غاضبة ضد الاستيطان الإسرائيلي أشعلت شرارة حرب بين حماس وإسرائيل استمرت 11 يوماً.