“مذبحة بوتشا”: ماذا ستغير وما الذي لن تستطيع تغييره؟
ألكسندر نازاروف
عرضت كثير من أمثلة ذلك التزوير في قناتي على تطبيق “تليغرام”.
إن الاتهامات بجرائم الحرب في “بوتشا” هي ابنة أخ اتهام الأسد باستخدام الأسلحة الكيماوية، وابنة اتهامات روسيا بالتدخل في الانتخابات الأمريكية، وحفيدة اتهامات واشنطن للعراق بتطوير أسلحة دمار شامل.
يجب أن يكون مفهوما أن مثل هذه الاتهامات هي إحدى الأدوات التقليدية لترسانة الحرب الهجينة والمعلوماتية الغربية ضد خصومهم. وفي مرحلة معينة من الحرب، لابد من استخدام هذا النوع من الأسلحة. كما أنني متأكد من أننا سنسمع بالتأكيد عن اتهامات أوكرانيا والغرب لروسيا بشأن استخدام الأسلحة الكيماوية، أعتقد أنه أمر لا مفر منه.
أسباب هذا الاستفزاز واضحة: فالعقوبات الحالية التي يفرضها الغرب لا تؤتي ثمارها، واقتصاد روسيا لم ينهار، ودعم الشعب للرئيس بوتين لم ينخفض وإنما على العكس ارتفع، على الرغم من اعتقاد الغرب أن العقوبات يجب أن تؤدي إلى ثورة ضد الحكومة القائمة.
لكن، ما هي نتائج هذا الاستفزاز من قبل الغرب؟
لقد كان الهدف من الاستفزاز هو رفع درجة تطرف الرأي العام في الغرب، والضغط على الدول التي ترفض الانضمام إلى العقوبات المناهضة لروسيا، والضغط النفسي على المجتمع الروسي وقيادة البلاد.
فهل غير الاستفزاز من أي شيء؟ كلا.
تضامن المجتمع الغربي له سقف. بالطبع، يمكن للدعاية الغربية أن تثير السخط بسهولة بين السكان العاديين، ولكن في المجتمع الاستهلاكي الغربي، فإن سعر البنزين يعني أكثر من حياة مليون شخص في مكان ما في أفريقيا أو روسيا أو في أي مكان آخر. ومن غير المرجح أن يؤدي هذا الاستفزاز إلى زيادة استعداد المجتمعات الغربية لتحمل عواقب العقوبات ضد روسيا.
لم تتضح حتى الآن بعد درجة تأثير هذا الاستفزاز على دول ثالثة. لكني أعتقد أن التغييرات ستكون طفيفة أيضا. فتلك الدول القادرة والمستعدة لمقاومة الولايات المتحدة الأمريكية ستمضي في فعل ذلك، وأولئك الذين لا يستطيعون ذلك سيطيعونها صاغرين حتى بدون هذا الاستفزاز.
أعتقد أن الوضع على المستوى الشخصي مشابه. فأولئك الذين يريدون سقوط الولايات المتحدة الأمريكية سيرفضون هذه الاتهامات الموجهة لروسيا، وأولئك الذين ينحنون للولايات المتحدة كانوا بالفعل ضد روسيا.
إن سلاح الإعلام الغربي يفقد فعاليته، ولا أعتقد أن الغرب سيجني فائدة تذكر من هذا الاستفزاز.