مظاهرات داعمة للبنان ومنددة بجرائم الإبادة في غزة تجوب عواصم العالم
شارك عشرات الآلاف من الأشخاص في مظاهرات واسعة منددة بجرائم الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة ودعماً للبنان، شملت العديد من دول العالم، من بينها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، يومي السبت والأحد.
المظاهرات جاءات بالتزامن مع مرور عام على عملية “طوفان الأقصى” التي نفذتها المقاومة الفلسطينية في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، ونجح خلالها مقاومون من اقتحام مستوطنات ومواقع عسكرية إسرائيلية، قبل أن تشنّ تل أبيب حرباً مدمرة على القطاع المحاصر.
وفي واشنطن، أحرق صحافي نفسه خلال مظاهرة السبت أمام البيت الأبيض شارك فيها أكثر من ألف شخص رافعين الأعلام الفلسطينية واللبنانية. وطالب العديد منهم بوقف المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل، الحليفة الاستراتيجية للولايات المتحدة.
وتمكّن عدد من المارّة ومن عناصر الشرطة من إخماد النيران عن طريق رش الصحافي بالمياه، بينما استخدم آخرون كوفياتهم. وأكدت الشرطة أنّ “إصاباته لا تشكّل خطراً على حياته”.
وفي نيويورك، تظاهر آلاف الأشخاص في ساحة تايمز سكوير، حيث حمل بعضهم صور أشخاص استشهدوا جراء القصف الإسرائيلي في غزة.
وقال دانيال بيريز وهو من سكان نيويورك: “لقد سئمنا نحن الأميركيين من إرسال أموال ضرائبنا إلى إسرائيل لقصف الأطفال في غزة ومن ثمّ لبنان”.
أوقفوا تسليح إسرائيل
وفي سيدني، تظاهر المئات، الأحد، في هايد بارك، حاملين أعلاماً فلسطينية ولبنانية. وكُتب على إحدى اللافتات “أوقفوا تسليح إسرائيل”.
وسار آلاف المتظاهرين إلى وسط لندن صباح السبت، بمشاركة شخصيات سياسية، بينها الزعيم السابق لحزب العمّال جيريمي كوربن ورئيس الحكومة الاسكتلندية السابق حمزة يوسف. وهتف المشاركون “أوقفوا القصف” و”فلسطين حرة حرة” و”أوقفوا قصف المستشفيات”.
وقالت صوفيا تومسون 27 عاماً التي شاركت في التظاهرة مع أصدقائها: “يجب التوصل إلى وقف لإطلاق النار، وقف إطلاق النار الآن. كم عدد الفلسطينيين أو اللبنانيين الأبرياء الذين يجب أن يُقتلوا؟”. وهتف متظاهرون في العاصمة الأيرلندية دبلن بـ”الحرية والعدالة للفلسطينيين”.
اعتقالات في برلين
وفي برلين، استقطبت مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين حوالي 1800 شخص، بينما استقطبت تظاهرة أخرى مؤيدة لإسرائيل حوالي 650 شخصاً، وفقاً للشرطة. وعلى هامش هذه التظاهرة، أُلقي القبض على 26 شخصاً كانوا قد خاطبوا المتظاهرين، بحسب المصدر نفسه.
واندلعت مواجهات بين مؤيدين للفلسطينيين والشرطة في روما، حيث جرى إلقاء زجاجات ومفرقعات نارية واستخدام الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه بعد تظاهرة شارك فيها آلاف الأشخاص. وطالب المتظاهرون الحكومة الإيطالية بوقف تزويد إسرائيل بالأسلحة، وهتفوا “فلسطين حرة” و”إسرائيل دولة مجرمة”.
جان لوك ميلانشون يتقدم مسيرة داعمة لغزة في باريس
وفي فرنسا، تظاهر السبت مئات الأشخاص في باريس ومدن كبرى مثل ليون وتولوز وستراسبورغ للتعبير عن “تضامنهم مع الفلسطينيين واللبنانيين”. وفي باريس، تجمع المتظاهرون من ساحة الجمهورية حتى ساحة كليشي هاتفين “فلسطين ستعيش، فلسطين ستنتصر”.
وتقدمت المسيرة شخصيات من اليسار الراديكالي، أبرزهم ممثلا حزب فرنسا الأبية جان لوك ميلانشون ومانون أوبري.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد دعا السبت إلى الكفّ عن تسليم الأسلحة لإسرائيل للقتال في غزة، في خطوة لقيت انتقاداً لاذعاً من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
واعتبر محمد غيلي (52 عاماً) العضو في جمعية التضامن مع فلسطين، أن دعوة ماكرون “تأتي بعد فوات الأوان” في مواجهة ما وصفه بـ”الإبادة الجماعية”.
وفي مدينة بازل السويسرية، تجمع آلاف الأشخاص في حديقة بالقرب من محطة القطارات للمشاركة في تظاهرة مؤيدة للفلسطينيين دعا إليها الاتحاد السويسري الفلسطيني ومنظمات أخرى.
الإنسانية ميتة في غزة
وفي مدريد، تظاهر خمسة آلاف شخص، وفقاً للسلطات، بدعوة من شبكة التضامن ضد احتلال فلسطين (RESCOP)، رافعين لافتات كتب عليها “قاطعوا إسرائيل” و”الإنسانية ميتة في غزة”.
ودعا المتظاهرون رئيس الوزراء بيدرو سانشيز الذي تزايدت انتقاداته لإسرائيل في الأشهر الأخيرة، إلى قطع العلاقات الدبلوماسية مع الدولة العبرية.
وفي فنزويلا، تظاهر مئات من مؤيدي حكومة الرئيس نيكولاس مادورو وأفراد الجاليات العربية خارج مقر الأمم المتحدة في كراكاس. ورفع المتظاهرون علماً فلسطينياً ضخماً، وهتفوا “تحيا فلسطين الحرة” و”إيران، إيران، اضربي تل أبيب”.
وفي جنوب أفريقيا، تظاهر المئات وسط مدينة كيب تاون السبت وهم يلوّحون بالأعلام الفلسطينية، ويرددون شعارات معادية لإسرائيل. وحمل المتظاهرون لافتات تتهم إسرائيل بالعنصرية وارتكاب “إبادة جماعية”، وتوجه العديد منهم إلى البرلمان في احتجاج نظمته حملة التضامن مع فلسطين، واضعين الكوفية. وكان بعض المتظاهرين يهتفون “إسرائيل دولة عنصرية” و”كلنا فلسطينيون”.