منصات الإخوان.. إعلام “البحث عن فضيحة”
من الأفلام الكوميدية المصرية التي قد لا يصنفها البعض في قائمة الأعمال السينمائية المميزة، وإن ظل صداه الجماهيري واسعاً منذ عرضه للمرة الأولى عام 1973، فيلم “البحث عن فضيحة”.
والفيلم هو في الأصل مقتبس من الفيلم الأمريكي “دليل الرجل المتزوج”، المنتج عام 1967، وقام بكتابة قصته المصرية فاروق صبري ووضع السيناريو والحوار له الكاتب الكبير أبو السعود الإبياري ليكون آخر ما كتبه للسينما، بينما أخرجه المخرج الرائد نيازي مصطفى.
وشارك في بطولة الفيلم كل من عادل إمام وسمير صبري وميرفت أمين ويوسف وهبي وميمي شكيب ونبيلة السيد، وعدد كبير من نجوم الشرف الكبار مثل عماد حمدي وأحمد رمزي ومحمد عوض وجورج سيدهم وتوفيق الدقن وغيرهم.
وتدور قصة الفيلم – كما يحفظه مشاهدوه – حول مهندسين زميلين في شركة واحدة، أحدهما منتقل من أقصى الصعيد للقاهرة للعمل بالشركة وهو “مجدي” الذي يؤدي دوره عادل إمام، والآخر هو ابن العاصمة المنفتح ذو الخبرة “سامي” والذي يؤدي دوره سمير صبري.
وفور تعرف المهندس مجدي الريفي منعدم الخبرة على زميله المتحرر سامي، يصارحه ويطلب مساعدته في الارتباط بفتاة جميلة من أجل الزواج بها لرغبته في هذا، وبناء على توصية أبيه له.
وفي مصادفة غير مدبرة يرى مجدي وهو في النادي “حنان” التي تلعب دورها ميرفت أمين، فيقع في غرامها من النظرة الأولى، ويبدأ في الإلحاح على صديقه الجديد المجرب حتى يعطيه من خبرته ما يمكنه من أن يتعرف عليها ويطلب خطبتها من أسرتها.
وهنا تبدأ تعقيدات الموقف، حيث يحاول مجدي منفرداً استخدام كل ما توفر له من خبرة ضئيلة في التعرف على حنان والتقرب منها، إلا أن كل محاولاته تنتهي بفشل وكارثة تقريباً.
وعندما يبدأ في الاستعانة بخبرة صديقه الجديد سامي، ولدى كل اقتراح مقدم منه لطريقة في التعرف على حنان أو التقدم لخطبتها، يفاجئه الصديق المجرب بقصة لأحد أصدقائه القدامى حاول فيها استخدام نفس الطريقة، إلا أن المحاولة تنتهي إلى كارثة. وبعد محاولات كثيرة، يتقدم مجدي رسمياً إلى والدي حنان لخطبتها، فترفض أمها بشدة لرغبتها في تزويجها لابن شقيقتها، وتلعب دورها ميمي شكيب، بينما يتردد الأب الضعيف أمامها في إبداء موافقته، ويلعب دوره يوسف وهبي.
وهنا يظهر “البحث عن فضيحة”، كوسيلة وحيدة حسب خبرة الصديق الجديد المجرب سامي لإجبار أسرة حنان على قبول زواج مجدي منها، ويتلخص هذا في أن يتسلل مجدي إلى غرفة حنان بمنزل الأسرة، فيكتشف والداها وجوده، فلا يكون أمامهما درء للشبهات سوى الموافقة على زواجه منها.
وتلعب المصادفة دورها في رسم نهاية الصديق المجرب سامي صاحب نظرية “البحث عن فضيحة”، حيث يؤدي الارتباك في تنفيذ خطة دخول مجدي لغرفة حنان، إلى وجود المجرب سامي بدلاً منه للغرفة، حيث كانت الموجودة في فراشها للاستراحة هي ابنة عمها الريفية الدميمة “مسعدة” القادمة للتو من الريف مع والديها، وتلعب دورها نبيلة السيد. وينتهي الفيلم بقرار من والد حنان وموافقة قسرية من والدتها بزواج مجدي من حنان، بينما ينتهي “البحث عن فضيحة” بزواج إجباري للصديق المجرب سامي من مسعدة.
والحقيقة أن قصة هذا الفيلم الكوميدي تعبر بدقة كاملة عن طبيعة إعلام جماعة الإخوان الموجه عبر منصات عديدة تقليدية وإلكترونية من خارج مصر نحو الشعب والدولة المصريين. فهذا الإعلام يدعي المهنية والخبرة طوال الوقت، ويزعم دوماً قدرته الكبيرة على التأثير في مجريات الأمور في مصر، سواء بمهاجمة الحكم أو محاولات تحريض الشعب. وبدون توقف، لا يمل هذا الإعلام المشوه عن السعي للبحث عن فضيحة بحسب المهندس المجرب سامي، لكي يوقع فيها وبها نظام الحكم في مصر، وهو ما استغرق منه حتى الآن عشر سنوات كاملة، لم يحقق خلالها ولو قدراً هزيلاً من هذا الهدف – الوهم.
ويبدو واضحاً أن منهج “البحث عن فضيحة” الذي يسلكه إعلام الإخوان طوال كل تلك السنوات، لن تكون نهايته بعيدة أبداً عن نهاية المهندس سامي مدعي الخبرة والتجربة، والذي انتهى به الأمر بزواج إكراهي ممن لا يعرفها ولم يكن يتصور يوماً أن يرتبط بمثلها. سينتهي إعلام الجماعة والجماعة نفسها بعد كل تلك الادعاءات والمحاولات إلى نفس النهاية غير السعيدة في السياسة، فالجماعة تتفكك، ومصر الحكم والشعب أبعد مما يكون عما يدور بخيالاتهم من أوهام وأهداف تبدو أقرب للسراب منها للحقائق، وهكذا هي النهاية الطبيعية لإعلام “البحث عن فضيحة”.