منظمة تعلن فشل مفاوضاتها مع “طالبان” لنقل مئات الأفغان خارج البلاد
فر آلاف الأفغان خوفاً من بطش حركة طالبان الإرهابية التي فرضت سيطرتها على العاصمة كابول في أغسطس الماضي.
ووجد مئات المواطنين أنفسهم مضطرين لمغادرة المنازل الآمنة التي كانوا يختبؤون فيها بانتظار ترحيلهم من البلاد، بعدما فشلت منظمة تساعدهم في تأمين مغادرتهم أفغانستان.
فقد أعلنت منظمة “تاسك فورس أرغو” الخميس، أنها فشلت في التفاوض من أجل نقلهم خارج البلاد كما نفدت الأموال التي تستخدم لتمويل عملياتها، وفق صحيفة “وول ستريت جورنال”.
أما الأفغان المعنيين فمنهم من يحمل الجنسية الأميركية، ومنهم مقيمين دائمين في الولايات المتحدة، إضافة إلى عمال سابقين في الحكومة الأميركية، وغيرهم ممن عملوا في مشاريع ممولة من واشنطن.
وبحسب الصحيفة، فقد طلب منهم مغادرة المنازل الآمنة أو الدفع مقابل البقاء فيها على أمل تنظيم رحلة إجلاء في المستقبل.
يشار إلى أن “تاسك فورس أرغو” تعتبر من أكبر المنظمات التي تعمل على تنظيم رحلات إجلاء من أفغانستان، وتتكون من مسؤولين حاليين وسابقين في الحكومة الأميركية، وقدامى المحاربين.
كذلك أوضحت المنظمة أن لديها ثلاث رحلات جاهزة للمغادرة غير أنه ليس هناك مكان لهبوط الطائرات لأن الحكومة الأميركية لم توافق على قوائم الركاب ولم تسمح بمغادرة هذه الرحلات. وتمكنت من جمع ما يقرب من مليوني دولار من قدامى المحاربين والمانحين من القطاع الخاص، لكن التبرعات انخفضت منذ تراجع الاهتمام الإعلامي بعمليات الإجلاء.
ووفق متحدثة باسم المنظمة فإن عدة دول تستضيف الأفغان مؤقتاً، مثل ألبانيا وكوسوفو ورواندا وأوغندا، عرضت استقبال الركاب لكن بموافقة الحكومة الأميركية فقط.
ومنذ أسابيع تنتظر المنظمة رد وزارة الخارجية الأميركية، ونفذت منها الأموال التي كانت تخصصها لإيواء الأفغان في منازل آمنة.
دقة بيانات الركاب
من جانبها لفتت وزارة الخارجية الأميركية إلى أن لديها مخاوف بشأن دقة بيانات الركاب لأنها تفتقر إلى الموظفين على الأرض لفحص القوائم.
وقال متحدث باسمها إنه في الماضي تبين أن بعض الركاب على متن رحلات خاصة لم يكونوا مؤهلين للانتقال إلى الولايات المتحدة.
كما أكدت الوزارة أنها تعمل لتأمين مقاعد على الرحلات الجوية للمؤهلين للإجلاء، ويقتصر ذلك على المواطنين الأميركيين والمقيمين الدائمين وأفراد أسرهم المباشرين، مع استثناءات محدودة جداً، بحسب الصحيفة.
يذكر أنه تم إجلاء أكثر من 120 ألف شخص من كابول في الصيف، بينهم دبلوماسيون ورعايا أجانب، وخصوصاً عشرات آلاف الأفغان المعرضين للخطر لأنهم بالدرجة الأولى تعاونوا مع قوات التحالف الدولي في أفغانستان. ومن بين هؤلاء، استضافت الولايات المتحدة 70 ألف لاجئ، في حين قصد آخرون دولاً أخرى.
قوانين طالبانية
وكانت طالبان الإرهابية قد فرضت قوانينها القاسية على المواطنين الأفغان قبل 20 سنة، مانعة العديد من النشاطات، فيما غاب حضور النساء بشكل شبه كلي عن الحياة العامة، وقلما شوهدت خارج المنزل أو في الشوارع. كما حرمت النساء من ممارسة الأنشطة الرياضية، أو التعليم، أو حتى السفر.
ومنذ استلامها الحكم في أغسطس الماضي، أكد المجتمع الدولي أنه لن يعترف بالحكومة التي شكلتها الحركة إلا مقابل ضمانات وممارسات فعلية على الأرض تؤكد احترامها حقوق الإنسان والحريات العامة، فضلاً عن شروط أخرى من ضمنها عدم تحول أفغانستان مجدداً إلى معقل للإرهاب.